لا يزال منصب نائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، يتأرجح بين بقاء الموفدة الأميركية فيه أو إقالتها منه، في ظلّ معلومات تتحدّث عن أنّ "قرار استبعادها قد اتُخذ"، في حين لم يصدر حتى الساعة أي قرار نهائي أو بيان رسمي من قبل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في هذا الشأن. ولم يمضِ أكثر من خمسة أشهر على تعيين أورتاغوس في منصبها (في 3 كانون الثاني الماضي)، وقد حصرت اهتمامها بالملف اللبناني، حتى بدأ الحديث عن إقالتها من منصبها لتعيينها في موقع آخر، وربّما عن زيارة أخيرة لها الى لبنان قبل تسلّم شخصية أخرى هذا المنصب.
غير أنّ ما يمكن البناء عليه، لجهة إمكان مغادرة نائبة ستيف ديتكوف منصبها، وعدم عودتها الى لبنان والمنطقة، وفق مصادر سياسية مطّلعة على الشأن الأميركي، هو إرجاء زيارتها التي كانت منتظرة أوائل الأسبوع الحالي الى لبنان والمنطقة. وقد قيل إنّها ستتمّ برفقة سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى تركيا والمبعوث الجديد الخاص لها في سورية طوم باراك، والتي كانت ستتضمّن، بعد زيارة "تلّ أبيب"، جولة على الحدود اللبنانية- السورية مع "إسرائيل". وقد زار باراك "تلّ أبيب" بمفرده الأربعاء من دون أورتاغوس، وقام بالجولة الحدودية مع وزير الدفاع "الإسرائيلي".
وفي الوقت الذي ذكرت فيه الصحافية المقرّبة من البيت الأبيض في تغريدة لها أنّها "أُبلغت أنّه سوف يتمّ نقل أورتاغوس بشكلّ ودّي الى منصب آخر داخل إدارة ترامب. وكانت ترغب في أن تُعيّن مبعوثة خاصّة لبلادها في سورية، لكن المنصب أُسند لطوم باراك، وأنّ ستيف ويتكوف سيقوم هذا الأسبوع بالإعلان عن بديل مورغان"، رأى البعض أنّ إقالة أورتاغوس من منصبها لها علاقة بسياسة الولايات المتحدة الداخلية، وبعدم اكتمال عقد الإدارة الأميركية النهائي، سيما أنّ التعيينات لا تزال تحصل، كما الإقالات أو التغييرات فيها.
ولكن يبدو أنّ ترامب، على ما تؤكّد المصادر، مصمّم على الاستفادة من كلّ لحظة في عهده الثاني كرئيس للولايات المتحدة الأميركية، لتنفيذ كلّ ما ورد في خطابه أمام الكونغرس بعد تسلّمه مفاتيح البيت الأبيض للمرة الثانية، أنّه "سيُعيد أميركا عظيمة مجدّدا... وسيُحلّ السلام في العالم". ومن هذا المنطلق عاد لإحياء "الاتفاق النووي مع إيران"، الذي كان أوقفه في عهده الأول فور وصوله الى البيت الأبيض. ويبدو أنّه يتلافى تكرار الأخطاء السابقة نفسها، ويريد إزالة كلّ ما يُعيق تحقيق أهدافه بالنسبة الى السياسة الخارجية.
غير أنّ التغييرات في الإدارة الأميركية لم تتناول أورتاغوس بمفردها، على ما تلفت المصادر، فقد سبق وأن أعلن إيلون ماسك استقالته من وزارة الكفاءة الحكومية، في حين أنّ قرار مغادرته قد اتخذه البيت الأبيض. الى جانب إقالة ترامب مستشار الأمن القومي مايكل والتز من منصبه (الذي عاد وعيّنه سفيرا لبلاده لدى الأمم المتحدة، من دون أن يُقدّم أي تفسير لقراره هذا. في حين أفادت المعلومات عن أنّه أتى نتيجة غضبه منه بعد تنسيقه مع رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، لا سيما في ما يتعلّق باستخدام القوّة العسكرية ضدّ إيران)، الى جانب إقالة نائبه أليكس وونغ... فهذا "التطهير" الإداري سبق وأن اعتمده ترامب في ولايته الرئاسية الأولى ولا يزال ينتهج، بهدف تسريع خطواته نحو تحقيق كلّ ما وعد به بعد عودته الى البيت الأبيض.
أما الأسباب الفعلية الكامنة وراء استبدال أورتاغوس، في حال حصل هذا الأمر، كما جرى تسريبه، ولم يُبدّل ترامب رأيه في الدقيقة الأخيرة سيما أنّه معروف بمزاجيته، فهي وفق المصادر السياسية تعود الى أمور عديدة هي:
1ـ عدم الانسجام في العلاقة بين ترامب وأورتاغوس منذ الأساس. فالكلّ يذكر بأنّه لدى تعيينه أورتاغوس في منصبها كنائبة لستيف ويتكوف، قال ترامب إنّه كان مضطرًا الى ذلك، لأنّه "موصى بها بشدّة من قبل كبار الجمهوريين". وأشار الى أنّه "في وقت سابق، حاربتني لمدّة ثلاث سنوات، وآمل أن تكون تعلّمت الدرس". وهذا يؤكّد على أنّ ترامب قد أُرغم على تعيينها، في الوقت الذي يُفتّش فيه خلال ولايته الثانية عن شخصيات منسجمة معه أكثر داخل إدارته، ليُنجز كلّ ما يُخطط له خلال السنوات الأربع المقبلة، والتي يعتبرها "فرصة جديدة" له لتنفيذ كلّ ما لم يقم به خلال الفترة الرئاسية الأولى.
2- شخصية أورتاغوس "الصدامية وغير الديبلوماسية"، كونها موظّفة إدارية سابقة، خلافاً لسلفها آموس هوكشتاين الذين كان يتعاطى بديبلوماسية مع المسؤولين اللبنانيين، رغم أنّه كان "جنديا سابقا في الجيش الإسرائيلي". ولا مجال هنا للتذكير بما قامت به خلال زيارتيها اليتيمتين الى لبنان، من الثناء من على منبر قصر بعبدا، على قيام "إسرائيل" بحربها على لبنان دون الاهتمام بمقتل الضحايا الأبرياء من المدنيين، الى ارتدائها خاتمها الاستفزازي "نجمة داود" خلال زيارتها رئيس الجمهورية، وما الى ذلك من كلام عن السلاح.
3- لا يريد ترامب أشخاصا غير منتجين في إدارته، ما يُفسّر تخلّيه عن صهره جاريد كوشنير مهندس "صفقة القرن" خلال ولايته الثانية، كونه لم يُحقّق له الإنجازات بل على العكس. وخلال خمسة الأشهر الماضية لم تُحقّق أورتاغوس من وجهة النظر الأميركية، أي خطوة متقدّمة في الملف اللبناني. في الوقت الذي تمكّن فيه هوكشتاين من تحقيق إنجازين هما: اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و"إسرائيل" (في 27 ت1 2022)، واتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين، قبل أيّام من انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن. وهو يريد إنجاز ملف ترسيم الحدود البريّة بين لبنان و "إسرائيل" وسورية بسرعة، لكي ينطلق قطاع النفط في لبنان وسورية بمشاركة شركات أميركية، لا أن يبقى الوضع على حاله.
4- صحيح أنّ ترامب هو حليف دائم "لإسرائيل" في المنطقة، غير أنّه لا يريد اليوم ما يُحبط مسألة توقيع الإتفاق النووي مع إيران. ولهذا فهو، وإن كان يُفضّل مصالحها على ما عداها من دول الشرق الأوسط، إلّا أنّه لا يؤيّد نتنياهو في استكمال مخطّطاته المتمادية في حربه على لبنان، كما في غزّة، وإلّا فلا يمكن لترامب أن يكون "رجل السلام في العالم"، على ما ينوي.
ويبدو أنّ أورتاغوس الذي تتباهى بأنّها "إسرائيلية"، والتقطت صورة لها مع أحد الصواريخ في "تلّ أبيب"، ستُصعّب على ترامب مهمّته ، سيما أنّ الأسلوب الذي تعتمده، لا سيما التأكيد على أنّ "إسرائيل" لن تنسحب من التلال الخمس الحدودية، ولا من الأراضي اللبنانية ما لم يتمّ نزع سلاح حزب الله من كلّ لبنان، من دون تقديم أي رؤية سريعة للحلّ، لن يوصل ترامب الى أحد أهمّ أهدافه، نظراً للتقارب القائم بين إيران والحزب...
وتستبعد المصادر السياسية أن يقوم ترامب بتعيين باراك خلفًا لأورتاغوس، نظرًا الى أنّه يقوم اليوم بمهمّتين في كلّ من تركيا وسورية، فكيف إذا حُمّل أيضاً الملف اللبناني؟ ويجري التداول باسم جويل رايبورن بدلا من أورتاغوس، من دون أن تُعلن واشنطن حتى الساعة أي بيان رسمي لا عن إقالة أورتاغوس ولا عمّن سيخلفها.
فمن هو رايبورن؟ هو ضابط متقاعد في الجيش الأميركي، يبلغ 55 عاماً، وهو ديبلوماسي سابق ومؤرّخ. شغل منصب المبعوث الخاص للولايات المتحدة الى سورية بين عامي 2018 و2021. كما حاز مناصب عديدة، ونشر كتبا ومقالات حول الغزو الأميركي للعراق، ورشّحه ترامب لمنصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى.
فهل تعود أورتاغوس في زيارة وداعية؟ أم يقوم خليفتها بزيارة أولى له الى لبنان قريبا لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار؟!
يتم قراءة الآن
-
لبنان أمام خطر المصير
-
الضاحية تحت النار بتواطؤ اميركي: نتانياهو يريد الحرب؟ الجيش يفضح اكاذيب <اسرائيل>..كشف ميداني ولا سلاح عون: لبنان لن يرضخ أمام «صندوق بريد الدم»!
-
عتب في لقاء الـ45 دقيقة ... سلام يستحضر الهتافات... والحزب يردّ : النجمة لا العهد!
-
لهذه الأسباب يريد ترامب استبدال أورتاغوس.. فهل يخلفها رايبورن؟!
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
19:11
إحصاء أولي للأضرار التي خلفتها الغارات "الاسرائيلية" على الضاحية الجنوبية: دُمرت 9 أبنية تدميرًا كليًا، وتضرر 71 مبنًى و50 سيارة و177 مؤسسة.
-
18:27
3 شهداء بقصف "إسرائيلي" لمنزل في جباليا البلد شمالي قطاع غزة، و34 شهيدا في غارات "إسرائيلية" على مناطق عدة في القطاع منذ فجر اليوم.
-
18:26
الخزانة الأميركية: فرضنا عقوبات مرتبطة بإيران على عدد من الأشخاص والكيانات.
-
18:25
سي إن إن عن مسؤولين "إسرائيليين": تسليح ميليشيا في غزة تم بتفويض من نتنياهو دون موافقة المجلس الوزاري الأمني المصغر
-
17:53
فايننشال تايمز عن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية: المواقع الإيرانية الأكثر حساسية موجودة على عمق نصف ميل تحت الأرض والوصول إليها معقد.
-
17:51
فايننشال تايمز عن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية: متفائل بإجراء الولايات المتحدة وإيران محادثات جدية، والقدرات النووية الإيرانية لا يمكن تدميرها بضربة واحدة.
