اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

مع انطلاق عمليات اجلاء الرعايا الاجانب من «اسرائيل»، في مؤشر على اتجاه الامور نحو مزيد من التصعيد، وبعيد مغادرة وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن تل ابيب، مستكملا جولته في المنطقة، ارتفعت وتيرة التحضيرات للهجوم البري المتوقع، وما قد يستتبعه من ردود فعل على اكثر من جبهة، مع بدء عمل الجسر الجوي الغربي لمد الكيان بالسلاح، فيما بوارج الاطلسي تراقب بحرا، ومع اكتمال الحشود العسكرية على طول الحدود مع القطاع، في ظل استمرار عمليات القصف المتبادل مسجلة مزيدا من الخسائر البشرية والمادية،على وقع ارتكاب الاحتلال جريمة العصر بطلبه الى اكثر من مليون فلسطيني اخلاء شمال غزة.

فقد وصف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الضربة التي تلقتها «إسرائيل» من المقاومة الفلسطينية بالقاسية جدا، فيما تعهد نظيره الأميركي لويد أوستن بتقديم مزيد من الدعم العسكري لـ «إسرائيل»، لتعزيز قدراتها على مواجهة حركة المقاومة الإسلامية (حماس(.

وقال غالانت عقب اجتماع عقده مع أوستن في تل أبيب إن الحرب ستكون طويلة وسيترتب عليها ثمن، مضيفا «عدونا هو حماس التي تشبه تنظيم الدولة وتحظى بدعم إيران، أعداؤنا يريدون تدميرنا، والحرب ستكون طويلة وقاسية ولكننا سننتصر».

وشدد على أن «إيران وحزب الله وحماس محور واحد، وطهران هي التي تمنح الأموال وتعطي الضوء الأخضر»، مشيرا إلى أن «1200 إسرائيلي قتلوا بطريقة وحشية الأسبوع الماضي، وحماس تمادت بالشر».

وبينما تتأهب «إسرائيل» لشن هجوم بري محتمل على القطاع قال غالانت «طلبنا من المدنيين في غزة التوجه إلى جنوبها للحد من الأضرار»، واعتبر أن الدعم الأميركي يضمن لبلاده «حرية التحرك وتعزيز قدراتهم»، وأن الهدف «إخراج حركة حماس من غزة».

من جهته، قال أوستن إن الدعم الأميركي لإسرائيل راسخ، وإن واشنطن ستتأكد من امتلاك «إسرائيل» ما تحتاجه للدفاع عن نفسها، مضيفا أن أميركا عززت أسراب الطائرات المقاتلة الأميركية في الشرق الأوسط، ووزارة الدفاع الأميركية على استعداد تام لنشر أصول إضافية إذا لزم الأمر.

وبشأن توسع الصراع في المنطقة، قال أوستن إن «إرسال حاملة الطائرات جيرالد فورد إلى المنطقة رسالة ردع قوية، ونحذر أي طرف يفكر في توسيع رقعة الصراع»، وأكد أن المزيد من المساعدات في طريقها إلى «إسرائيل».

وبشأن استعداد «إسرائيل» للحرب، قال «سنبقى قادرين على توفير الموارد اللازمة لمسارح عمليات متعددة، القوات الإسرائيلية محترفة ومنضبطة وأتوقع منها الاستمرار بالمستوى ذاته، وما نركز عليه الآن هو التأكد من امتلاك إسرائيل القدرة على حماية نفسها».

وأكد أوستن على التنسيق الوثيق مع «إسرائيل» لإطلاق سراح الأسرى لدى حركة حماس، مضيفا أنه «لا مبرر للإرهاب ولا للمذبحة التي ارتكبتها حماس التي لا تعبر عن تطلعات الشعب الفلسطيني»، مشيرا إلى أن «وحشية حماس تذكرني بتنظيم الدولة الإسلامية لتعمدها استهداف المدنيين، وهذا وقت العزم وليس الانتقام».

الى ذلك قال المتحدث باسم البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جون كيربي  إن دعوة «إسرائيل» لتحرك ما يربو على مليون مدني في شمال قطاع غزة خلال 24 ساعة ستكون «أمرا صعبا».

وأوضح كيربي -في مقابلة مع شبكة «إم إس إن بي سي» الأميركية- أن «هذا يعني انتقال عدد كبير من الأفراد في فترة زمنية قصيرة جدا». ومضى يقول «نفهم ما يحاولون القيام به ولماذا يحاولون القيام بذلك. إنها محاولة لعزل السكان المدنيين عن حماس التي هي هدفهم الحقيقي».

قال متحدث باسم القيادة المركزية الأميركية إن قوات بلاده المتمركزة في جميع أنحاء المنطقة تراقب الفصائل المتحالفة مع إيران و»التي من المحتمل أن تفتح جبهات جديدة هناك» بعد عملية «طوفان الأقصى» التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد «إسرائيل» قبل أيام.

وقال المتحدث لمجلة «نيوزويك» الأميركية «نحن نراقب كل المنطقة بحثا عن أي مؤشرات تشير إلى أن هذه الجماعات قد تفكر في استغلال هذا الصراع أو الدخول فيه بطريقة تفضي إلى تصعيده، ولهذا السبب عدّلنا موقفنا».

وكان حذر الرئيس الفلسطيني خلال لقائه بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من كارثة إنسانية في قطاع غزة جراء توقف الخدمات الإنسانية.

أمير قطر 

في غضون ذلك أكد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على أهمية بذل الجهود لخفض التصعيد في الأراضي الفلسطينية وفتح ممرات آمنة في قطاع غزة للإغاثة والجهود الإنسانية.

كما أكد الشيخ تميم على أهمية عدم اتساع العنف إقليميا، وشدد على موقف الدوحة بإدانة استهداف المدنيين.

بدوره، قال بلينكن إنه أعرب خلال لقائه مع أمير قطر عن «تقديره لجهود الدوحة في تأمين عودة الرهائن».

وكان بلينكن وصل إلى الدوحة ضمن جولة إقليمية في المنطقة بالتزامن مع التصعيد في الأراضي الفلسطينية.

الاتحاد الأوروبي

الى ذلك أكد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي على حماية المدنيين في غزة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن. ودان المسؤول الأوروبي هجمات حماس، وأكد أن الحل الدائم الوحيد هو حل الدولتين.

عل الصعيد الميداني استمرت حماس في اطلاق الصواريخ باتجاه المستعمرات والمدن حيث سجل:

-استهداف مقر قيادة المنطقة الشمالية في صفد المحتلة بصاروخ عياش 250.

- قصف قاعدة «حتسريم» الجوية التابعة لجيش الاحتلال جنوبي إسرائيل برشقة صاروخية.

-سقوط صواريخ في تل ابيب

-استهداف عدد من مستوطنات غلاف غزة ومدينة عسقلان بصليات صاروخية.

وامس أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مقتل 13 أسيرا لديها، بينهم أجانب، جراء القصف المكثف الذي نفذته قوات الاحتلال على قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية.

وأضافت كتائب القسام في بيانها أن 6 من هؤلاء الأسرى قتلوا في محافظة الشمال في مكانين منفصلين، و7 في محافظة غزة وفي 3 أماكن مختلفة أصابها القصف.

وكانت كتائب القسام أعلنت قبل أيام مقتل 4 جنود إسرائيليين أسرى لديها جراء قصف قوات الاحتلال، ونشرت صورة أحدهم.

وحسب بيان للجيش الإسرائيلي ، هناك 120 إسرائيليا محتجزا لدى حماس، تم إبلاغ عائلاتهم بذلك، وذلك بالإضافة إلى 1300 سقطوا قتلى جراء عملية طوفان القدس التي نفذتها المقاومة بقيادة حماس.

كما أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية إصابة 3436 إسرائيليا منذ بداية هجوم المقاومة الفلسطينية.

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن 1799 فلسطينيا استشهدوا جراء الضربات الجوية الإسرائيلية على غزة منذ السبت الماضي. وأضافت الوزارة في بيان أن 6388 أصيبوا بجروح جراء تلك الضربات.

كما أعلنت وزارة الصحة في غزة سقوط أكثر من 40 شهيدا و150 إصابة جراء استهداف الاحتلال النازحين في قطاع غزة.

وكانت استمرت امس عمليات القصف والغارات التي نفذتها قوات الاحتلال في وقت استمر فيه حشد الديايات والاليات والجنود على طول الحدود، استعدادا للعملية العسكرية المتوقعة، حيث رمت الطائرات الاسرائيلية مناشير طالبت فيها سكان مدينة غزة بمغادرتها فورا.

«جمعة نفير»

وامس انتظمت مظاهرات ووقفات في عدة مدن عربية وإسلامية وعالمية تأييدا لفلسطين وتضامنا مع قطاع غزة، الذي يتعرض لقصف إسرائيلي متواصل، مخلّفا آلاف الشهداء والجرحى بينهم أطفال ونساء، إلى جانب دمار واسع في المباني السكنية والمرافق الحيوية.

وتأتي هذه الوقفات التضامنية بعد أن دعت المقاومة الفلسطينية إلى «جمعة نفير» تأييدا لحق الفلسطينيين في جبه الاحتلال الإسرائيلي بالتزامن مع استمرار عملية « طوفان الأقصى»، التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية، ردا على اعتداءات الاحتلال والمستوطنين على الشعب الفلسطيني ومقدساته.

وابرز التحركات المسجلة جاءت كالاتي:

- مواجهات ومسيرات تعم الضفة وارتفاع عدد شهدائها إلى 45 منذ السبت الماضي

- وقفة تضامنية في الدوحة تضامنا مع غزة ودعما لمقاومة أهلها للجرائم الإسرائيلية

- مسيرة في كوالالمبور بماليزيا داعمة لفلسطين

- احتشاد آلاف التونسيين وسط العاصمة نصرة لفلسطين

- احتشد عشرات آلاف الأردنيين وسط العاصمة عمّان في «جمعة طوفان الأقصى» تحت شعار «مليونية غزة» عبر مسيرات راجلة تارة، وبالحافلات التي قدمت من مختلف مدن المملكة تارة أخرى. وكان أوضح بيان وزارة الداخلية أن منطقة الأغوار والمناطق الحدودية المحيطة بها على طول الحدود مع فلسطين مناطق محظورة للتجمهر، وتتولى القوات المسلحة الأردنيّة حمايتها وضبط الأمن فيها.

- آلاف اليمنيين في شوارع العاصمة صنعاء تضامنا مع غزة 

- طوفان بشري عراقي وسط العاصمة بغداد نصرة لطوفان الأقصى

- مظاهرة في كانبيرا الأسترالية دعما لفلسطين

- مؤيدون لفلسطين يشاركون في احتجاج بجامعة كولومبيا في نيويورك 

- مسيرة مؤيدة للفلسطينيين بالقرب من السفارة الإسرائيلية وسط طوكيو

- مظاهرة أمام مبنى البرلمان الكويتي دعما لفلسطين وغزة

مصر

نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول أمني مصري رفيع المستوى، أن بلاده عمدت إلى تعزيز قواتها على الحدود مع قطاع غزة. وقال المسؤول -الذي اشترط عدم نشر اسمه لأنه غير مخول بالحديث إلى الصحفيين- إن مصر تتخذ «إجراءات غير مسبوقة» لتدعيم حدودها مع قطاع غزة ومنع أي اختراق.

يأتي هذا وسط دعوات أطراف عدة لفتح ممر إنساني لسكان قطاع غزة عبر الحدود مع مصر، إما لنقل المساعدات وإما للسماح للفلسطينيين بالنزوح نحو الأراضي المصرية.

وتحدثت أوساط إسرائيلية عن إمكانية تهجير سكان غزة إلى سيناء مع اشتداد القصف الإسرائيلي على القطاع وتسارع تحضيرات جيش الاحتلال لتنفيذ عملية عسكرية برية.

أردوغان

في المواقف أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن قرار عدم إدخال المواد الأساسية إلى غزة وصمة عار في جبين من أصدره. وفي كلمة ألقاها في إسطنبول ، قال أردوغان إن كان لدى الغرب أدنى احترام لحقوق الإنسان فإن عليه أن يناقش أنواع المساعدات الواجب إرسالها إلى قطاع عزة. وأضاف أن أنقرة تتفاوض مع جميع الأطراف بشكل مكثف من أجل إطلاق سراح الأسرى.

أطباء بلا حدود

اعتبرت منظمة أطباء بلا حدود أن أوامر إسرائيل بإخلاء مناطق في غزة مدانة وشائنة. وقالت المنظمة الدولية إن غزة التي تتعرض لقصف إسرائيلي عنيف منذ أيام، سويت بالأرض والآلاف من سكانها يُقتلون وهذا يجب أن يتوقف فورا.

وقالت الأمم المتحدة إن الجيش الإسرائيلي أبلغها بضرورة انتقال 1.1 مليون فلسطيني في غزة إلى جنوب القطاع خلال 24 ساعة.

على صعيد آخر قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان إن موظفا في السفارة الإسرائيلية في بكين تعرض لاعتداء، وأضافت أن حالته مستقرة ويتلقى العلاج في مستشفى.

وأضاف البيان أن الهجوم لم يحدث داخل مجمع السفارة نفسه الذي يفصله مبنى سفارة أخرى فقط عن سفارة الولايات المتحدة في منطقة تضم عددا من السفارات وبها وجود كثيف للشرطة. وأظهرت مقاطع مصورة، لم يتم التحقق منها بعد، على موقع إكس (تويتر سابقا) رجلا مخضبا بالدماء يستلقي على رصيف بجوار سيارة، ويقول للمارة إنه من السفارة الإسرائيلية.

الأكثر قراءة

من تعدّيات يزبك الى فضائح بركات ودرغام وجعجع... حكايات نفوذ وفساد بلا حدود على شاطئ كفرعبيدا - تحوم!