اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بعد ان أثارت عملية اختراق حماس لحدود غزة الشرقية وتحديدا السياج الحدودي الفاصل ما بين القطاع و"اسرائيل" والذي يعرف بالجدار الحديدي المشهور بقوته المنيعة، مساجلة واسعة بخصوص فشل الاستخبارات الأمنية الإسرائيلية وشق التقنيات المتطورة التي وضعت لدعم هذا الحائط لصد أي اجتياح او غزوة محتملة من قبل المقاومة الفلسطينية.

الا ان الاقتحام الذي قامت به كتائب القسام الجناح العسكري في حماس صباح 7 تشرين الأول الجاري، غيّر كل المفاهيم المتعلقة بالنظرية الأمنية الإسرائيلية وكسر صورة الدولة التي لا تهزم، وسحق عزيمتها ومرّغ انفها بوحل فلسطين الابية. وفي التفاصيل، فان الجدار الذي يقصم قطاع غزة عن مستوطنات الغلاف تم ثقبه من المقاومة بسهولة وبراعة وقوة لا مثيل لها وذلك ضمن عملية "طوفان الأقصى".

الجدار الحديدي في مهب الريح!

قبل بضع سنوات وتحديدا في العام 2021 عمد الاحتلال الصهيوني الى بناء جدار أمنى على حدود غزة بذريعة تقييد سلاح الانفاق التي حفرتها الفصائل الفلسطينية في مناطق عدة من القطاع، ويمتد السور على طول أكثر من 60 كلم2 شمالا وجنوبا ويصل الى البحر. اما القسم الرئيسي الذي تم تشييده بدقة لمجابهة الانفاق، فينبسط على أعماق واسعة تصل الى 25 مترا تحت سطح الأرض؛ ويبلغ ارتفاعه من 6 الى 10 أمتار فوق السطح الخارجي من الأرض. وقد نعت هذا السوار بـ "الذكي" لاحتوائه على أجهزة استشعار لضبط أي محاولة لخرقه او النبش في اسفله، ودُعّم بكاميرات ورادارات الى جانب غرفة للقيادة والتحكم. هذا وقد شارك في تشييده حوالي 100 الية هندسية إسرائيلية متينة وتم استخدام أكثر من مليوني طن من الخرسانة والجُدُر الاسمنتية، وتخطّت تكلفته المليار دولار. ومع ذلك سقط بأبسط سلاح الا وهو العقل والتخطيط والإرادة وعدم الاستسلام لمغتصبي الأرض.

في شأن متصل، تحدث باسم حركة حماس القيادي د. إسماعيل رضوان قائلا: "بداية أقدم التحية للمقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب عز الدين القسّام وفي القلب منها القائد العام محمد الضيف الذي لبّى نداء الأقصى والأسرى، وكسر عنجهية هذا الاحتلال الصهيوني".

وقال لـ "الديار"، "من خلال عملية "طوفان الأقصى" استطاع المقاومون الفلسطينيون قهر هذا الاحتلال الصهيوني وكسر ما يسمى بالاستحكامات الحديدية والحواجز العسكرية الصهيونية التي أقامها الاحتلال الصهيوني، مخترقين كل المنظومة الأمنية والالكترونية وكذلك هذا الحاجز الحديدي وتمكنوا من التغلب على كل ذلك". وأضاف، "طبعا بالإعداد والتخطيط المسبقين لهذه العملية واعتماد كل الإمكانات الاستخباراتية، الأمنية والعسكرية وأيضا سلاح الهندسة الذي أزال هذا السور الحديدي المحصن وما رافق ذلك من عمليات برية وبحرية وجوية. وكان هذا الاسناد المباشر من قذائف المقاومة والصواريخ المركزة بحيث ان كلها كانت تؤدي في عملية واحدة منتظمة وضعها القسام وتمكّن من مباغتة الاحتلال الصهيوني وتمت السيطرة على كل المواقع العسكرية في كتيبة غزة". فالعدو الذي أمعن في قتل أبناء شعبنا ومسيرات العودة من الشهداء والجرحى انهار بأقل من 3 ساعات وتم الاستحواذ على الكتيبة بشكل كامل فأصبح جنود الاحتلال ما بين قتيل واسير وجريح وهارب امام ضربات المقاومة".

واستكمل، "الاحتلال الصهيوني هزم مقابل هذه المقاومة هزيمة نكراء وسيبقى تاريخ السابع من تشرين الأول يوما تخلده الأجيال الفلسطينية والعربية والإسلامية، يوم انتصار الحق على الباطل وفوز اهل الحق الطبيعيين الفلسطينيين على هذا الاحتلال المجرم وسيبقى نقطة فارقة في تاريخ الصراع مع هذا الكيان الصهيوني".

واكد رضوان لـ "الديار" جازما، "ان المعادلات تغيرت والمقاومة فرضت معادلة جديدة مع هذا الكيان الصهيوني فنحن نغزوهم ولا يغزوننا والان يجري القتال على الأرض التي يتواجد فيها العدو أي ما يسمى بغلاف غزة وهذا يمثل نجاحا وانتصارا للمقاومة وهزيمة للاحتلال وتهشيم لصورة الجيش الذي لا يقهر؛ فهوى امام كتائب عز الدين القسام والمقاومة".

وتابع مشيرا، "الى ان الجيش الإسرائيلي بعد ان فشل في مواجهة المقاومة، لجأ الى الرد على ذلك باستهدافه المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ والمنازل والابراج السكنية والمستشفيات والمراكز الصحية والتعليمية والجامعية والبنى التحتية، مشيرا الى ان مربعات كاملة تم ابادتها على رؤوس أصحابها دون سابق انذار وهناك جرائم حرب ويستعمل العدو كل الأسلحة الفتاكة والممنوعة دوليا ومنها الفوسفور الأبيض في محاولة للضغط على الحاضنة الشعبية وحركة حماس والمقاومة".

مؤكدا، "ان الشعب الفلسطيني يلتحم مع المقاومة وهذه الجرائم لن تمر دون حساب لذلك ردت المقاومة بتهجير الصهاينة من عسقلان وهي تسير وفق الخطة المدروسة انطلاقا من مبدأ القصف بالقصف والدم بالدم، والقتل بالقتل، والتهجير بالتهجير، مع المحافظة على معاني حقوق الانسان بموجب القانون الدولي في هذه المعركة. لافتا الى ان المقاومة لم تستهدف طفلا ولا امرأة ولا شيخا وهذا ما اظهرته لقطات الفيديو التي تم خروجها للعيان لتكذب زيف الرواية الأميركية الصهيونية، ورغم كل ذلك ما زلنا نخوض هذه المعركة باقتدار وقوة ورباطة جأش والسيطرة الكاملة وتنفيذ العمليات، بينما الاحتلال يعيش في حالة من الذهول والارتباك وأخبر الديار، "ان كتائب القسام والجهاز العسكري دائما يفاجئ الجميع بإنماء قدراته والحنكة في التخطيط، والارتقاء بهذا الأداء في كل عملية ومواجهة مع الاحتلال الصهيوني ويعمل على الاستفادة من كل الخبرات والتجارب التي مر بها ويقوم بتطوير سلوكه والاضافة عليه ويباغت الجميع بالإمكانيات التي يقوم بتصنيعها محليا".

وقال: "أساليب مختلفة اعتمدت في هذه المعركة بحيث ان الجهاز العسكري هو الذي يتحدث عن هذه التفاصيل لكن نقول: "في اقل من 3 ساعات استطاع الجهاز العسكري بقوة التخطيط والاعداد والاقتحام افشال المنظومة الأمنية العسكرية الصهيونية الاستخباراتية والسيطرة على كل مقار فرقة غزة الصهيونية وانحلال الجيش الاسرائيلي امام 1200 مقاتل فلسطيني، هذا يبين بوضوح ان المقاومة قد اعدت خططها بشكل دقيق وكامل وكانت مستعدة لكل السيناريوهات ونحن جاهزون لتحمل تبعات هذه المعركة لأننا ندافع عن الأقصى ومستمرون في تحقيق الإنجازات المطلوبة".

الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران