اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

برحيل زياد الرحباني اليوم، يُسدل الستار على فصل من فصول العبقرية الفنية اللبنانية والعربية، التي كانت ولا تزال تُدهشنا بعمقها، تمرّدها، وصدقها اللامتناهي.

ابن فيروز وعاصي، لم يكن ظلّهما، بل كان امتداداً جريئاً لفكرٍ فنيٍ واجتماعيٍ مختلف. زياد، المولود في الأول من كانون الثاني 1956، عاش ليكون صوت الذين لا صوت لهم. حمل همّ الناس إلى المسرح، صاغه بالساخر والموجع، ولحّنه بلغةٍ لا تُشبه أحداً.

من «نزل السرور» إلى «بالنسبة لبكرا شو؟»، ومن ألحانه مع والدته إلى أغنياته المنفردة، رسم زياد ملامح فن ملتزم، حرّ، لا يخشى قول الحقيقة ولا مساءلة السلطة، مهما كانت.

في الموسيقى، كان مجدداً، دمج بين الجاز والشرقي، بين الألم والإيقاع، بين الوطن والمقهى. وفي السياسة، كان واضحاً، منحازاً الى الفقراء، صادقاً في انحيازه حتى لو خالف التيارات. كتب، لحّن، مثّل، وعلّمنا أن الفن الحقيقي لا يساوم.

اليوم، 26 تموز 2025، وبعد صراع مع المرض، يغادر زياد بيروت التي أحبّها على طريقته، يغادر مسرحه ومذياعه وأوراقه، لكنه يترك لنا وصاياه بأغنياته وكلماته الصادمة التي حفظناها عن ظهر قلب.

إن جريدة «الديار» تنعى الفنان الكبير زياد الرحباني، وتتقدّم من والدته السيدة فيروز، ومن أسرته ومحبيه، ومن جمهور الفن الحقيقي، بأحر التعازي. خسارتنا به كبيرة، لكنه باقٍ فينا، نغني معه، نضحك معه، ونثور معه.

وداعاً زياد، أيها المبدع الثائر، الصوت، الضمير، الفنان...

«الديار»


الأكثر قراءة

حتى لو سقطت عروش العرب