اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

خلال سنوات ما قبل الدراسة يمر الاطفال بتغيرات عديدة ونمو جسدي وفكري وعاطفي سريع ولكل طفل نمط معين، لذلك، من المهم جدا معرفة ان كانوا جاهزين وقادرين على النجاح في المدرسة.

"الديار" كان لها حوار مع الدكتور برنارد جرباقة طبيب الاطفال والانعاش والطوارئ حول الاسباب التي تؤدي الى عدم قدرتهم على التعلم، حيث قال د. جرباقة: "هناك اسباب عديدة وهي مشكلة في السمع، قلة الاندفاع، مشكلة عاطفية، تخلف عقلي. كما يستمر بعض الاطفال في سن الدراسة بمواجهة صعوبات في التعلم على الرغم من عدم معاناتهم من اي من المشاكل المذكورة اعلاه، فهم يتمتعون بمستوى ذكاء طبيعي، او فوق المعدل، لذلك، ان عدم قدرتهم على تفعيل قدراتهم بشكل تام يسمى بصعوبات التعلم، في معظم الحالات يبقى السبب الرئيسي لصعوبات التعلم غامضا".

أضاف "ويعتقد الخبراء ان الاطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم يواجهون مشكلة في الطريقة التي يحلل فيها الدماغ المعلومات، ما يعيق عملية التعلم الطبيعية، تدفع صعوبات التعلم الاطفال الى الشعور بالذنب تجاه انفسهم. لذا، على الاهل توفير الدعم المعنوي لاطفالهم واحاطتهم بالكثير من الحب والحنان. من المحتمل ان لا يكون هناك مشكلة في طريقة استقبال المعلومات عند بعض الاطفال فتكون حاستا السمع والبصر عندهم طبيعيين. اما الخلل، فيكون على المستوى الدماغي بعد تطور هاتين الحاستين، مثلا، من السهل نسب صعوبات القراءة الى مشكلة في البصر، الا ان المشاكل البصرية لا تؤدي الى صعوبات التعليم، فالاطفال الذين يواجهون صعوبات في التعلم لا يعانون من مشاكل بصرية اكثر من الآخرين، تبطئ هذه المشكلة في عمل الدفاع عملية التعلم الطبيعية. لذلك، من الضروري اتباع طرق تقنية خاصة لعلاجها، وصعوبات التعلم ليست مشكلة سهلة تحل مع نضوج الطفل فيتوجب تحديدها ومعالجتها في اقرب وقت ممكن لانها من الممكن ان تؤدي الى مشاكل نفسية خطيرة كالكآبة والانعزال نتيجة الفشل الدراسي".

وتابع "ان صعوبات التعلم مشكلة غير شائعة، فهي اكثر ظهورا عند الفتيان من الفتيات، وفي المدارس العامة، يحتاج طفل من عشرة الى منهج تعليمي خاص حيث يعاني حوالى نصف التلامذة من صعوبات التعلم وهي مشكلة وراثية في بعض الاحيان. اما الاسباب الاخرى فهي وزن منخفض عند الولادة، ارهاق متعلق بفترة ما قبل او بعد الولادة، علاج السرطان او اللوكيميا (سرطان الدم)".

وحول المشاكل الاكثر شيوعا عند اصابة الجهاز العصبي المركزي بتلف خطير في الدماغ عند الاطفال، قال د. جرباقة: "في سن الطفولة يفسر الاطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم الرموز ويحللونها بطريقة مختلفة، فنادرا ما يفهمون ما يرون او ما يسمعون، ويصعب على البعض منهم فهم كيفية تكوين الكلمات من الاحرف والجمل من الكلمات والافكار من الجمل، فيفسر الخبراء ذلك باضطراب الادراك الذي يؤثر سلبا في طريقة اتباع التعليمات الشفهية، نسخ المعلومات الموجودة على اللوح او تذكر ما طلب منهم من قبل الاهل او المدرسين، يواجه هؤلاء الاطفال عادة مشاكل في تنظيم واجباتهم في البيت والمدرسة".

أضاف "اما اشارات التحذير، فليس من السهل دائما تحديد صعوبات التعلم عند الاطفال، فلا تظهر هذه المشكلة في غضون يوم او اسبوع، ولكن، هناك حالات دقيقة تساعد الاهل على اكتشاف معاناة طفلهم من صعوبات التعلم وهي: تأخر في تطورالكلام: من سن السنتين والنصف، يجب ان يكون الطفل قادرا على تركيب الجمل، اضطراب الكلام، في سن الثلاث سنوات، يجب ان يفهم الاهل وجميع الافراد ما يقوله الطفل، اضطراب التنظيم: على الاطفال ان يتقنوا ربط احذيتهم قبل مرحلة الروضة بقليل. وتشتت الانتباه بين 3 و5 سنوات من العمر، يجب ان يكون الاطفال قادرين على البقاء جالسين اثناء رواية القصص (تطول مدة الانتباه مع العمر)"، مضيفا "لا تنسوا ان لكل طفل نمطه الخاص وطريقته الخاصة في النمو والتطور، فلا تدل هذه العلامات دائما على معاناته من صعوبات التعلم، وفي حال كان لديكم اسئلة عن تصرفات طفلكم استشيروا طبيب الاطفال".

وتابع "أما الوقت المناسب لتحديد صعوبات التعلم وتشخيصها، فقال د جرباقة: "نادراً ما كان يتم تشخيص حالات صعوبات التعلم، فمنهم من كان يتأقلم مع هذه الحالة ومنهم من كان يفشل بذلك، ما كان يؤدي الى الانسحاب من المدرسة، الجموح والبطالة، يمكن ان يصاب الاطفال بالغضب الشديد والاحباط في حال لم تتم معالجتهم، فتظهر عندهم مشاكل نفسية خطيرة، فيظنون انهم اغبياء على الرغم من تخطي مستوى ذكائهم المعدل الطبيعي ويصبحون هناك مجموعات من الافراد الذين يقدمون المساعدات والحلول لصعوبات التعلم، فكونوا حذرين من هذه الادعاءات، يعتقد البعض ان العلاج البصري هو الاكثر فعالية على الرغم من عدم اثبات هذه النظرية، والبعض الآخر يؤمن باتباع نظام غذائي معين وتمارين خاصة، ليس هناك من حل سريع، فمعالجة هذه المشكلة ليس بالامر السهل على الاطلاق".

وعن المخول للكشف عن صعوبات التعلم، فأكد د. جرباقة "ان معظم الناس هم على اتصال مع الاطفال، الآباء والامهات والمعلمون واطباء الاطفال، الاطباء والمعلمون يمكن ان تفعل اختيار الفحص من اجل الكشف عن وجود مشكلة معينة، فحص العين – الفحص النفسي – وفحص الاذن والتقييم اللغوي – وفقاً للقوانين الاتحادية، يطلب من المدارس لاختبار ومساعدة الاطفال في التعلم واللغة الاعاقة".

وعن وجود علاج لصعوبات التعلم، قال: "المساعدة المهنية المناسبة يمكن ان تحدث فرقا، يمكن للاطفال تعلم كيفية تشغيل نمط الحياة الانتاجية على الرغم من اعاقاتهم، لا، ومع ذلك المساعدة المهنية المناسبة يمكن ان تحدث فرقا يمكن للاطفال تعلم كيفية تشغيل نمط الحياة الانتاجية على الرغم من اعاقاتهم".

وعن وجهات النظر والآراء الحالية حول الاطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم، ختم د. جرباقة بالقول: "ان الاكتشاف المبكر لهذه المشكلة ومعالجتها باقرب وقت ممكن امر مهم جدا، فيصبح الاطفال قادرين على متابعة حياتهم بطريقة فعالة وناجحة مع تلقيهم المساعدة اللازمة، ومن المشاهير الاميركيين الذين عانوا من صعوبات التعلم وتمكنوا من التغلب عليها وتحقيق اهدافهم على المستوى الشخصي والوطني نذكر المخترع توماس اديسون ونائب الرئيس نيلسون روكفلر والعالم البرت اينشتاين والرياضي بروس جينر، باستطاعة الاشخاص الذين تمكنوا من تخطي هذه الصعوبات احراز نجاحات متعددة من خلال حياتهم، فللبرامج التعليمية الخاصة والعلاج بالادوية اهمية كبيرة في حل هذه المشكلة من دون ان ننسى اهمية الدعم العائلي والحب والحنان".

الأكثر قراءة

"الأحمدان" يتحرّكان لـ "حرق" زيارة بهاء سنّياً