اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يسيطر اسم غزة على الساحتين العربية والدولية من دون اي قرار بإنقاذها، اذ تكتفي الاصوات العربية بإطلاق صرخات استنكار فقط، فيما تصمت دول القرار بطريقة فاضحة، غير آبهة بصور الاطفال الضحايا والمجازر والدمار الهائل، وسط التهديدات بشن الهجومات البرّية وإسقاط المزيد من الضحايا، على مرأى من العالم أجمع الصامت على مشاهد العنف والقتل. فيما ترك الفعل لأصوات المدافع والقصف العشوائي والخراب وتحويل المناطق الى ارض محروقة، وإسقاط المزيد من الضحايا المدنيين.

الى ذلك، وفي سياق تهديد وزير الدفاع "الاسرائيلي" بالهجوم البرّي على غزة، الذي يكرّره كل يوم، يبدو انّ القرار اتخذ ولا تراجع عنه، وفق ما يشير خبير في الشؤون العسكرية لـ" الديار" ويقول: "هنالك شقان للهجوم: الاول تسليم غزة من قبل "الاسرائيليين" كأرض محروقة، والثاني تقسيمها الى مناطق وقطع اوصالها لا الدخول الى غزة كلها، لانّ الخسائر عندئذ ستكون كبيرة جداً على "الاسرائيليين"، لذا سيتفادون ذلك ويعملون على تقسيمها، وهدف الهجوم بالنسبة اليهم هو القضاء على حركة حماس".

ورأى الخبير أنّ وزير دفاع العدو الاسرائيلي أراد من خلال اعلانه عن إقتراب موعد الهجوم البرّي على غزة، تحضير الارضية ومعرفة ردّات الفعل، اي أراد نيل الضوء الاخضر الدولي، كما انّ وصول البارجة الاميركية يشير الى موافقة اميركية على ذلك، بالتزامن مع وجود استنكار دولي لما قامت به حركة حماس، من دون أي إدانة لـ "إسرائيل" على الاعمال العسكرية التي قامت بها، وهؤلاء يعتبرون انّ حماس ارتكبت خطاً جسيماً بما قامت به، ولم ترسم خطة لما بعد تلك العملية، واتخذت قرار الحرب خارج إطار الدولة الفلسطينية، فيما يتجاهلون كل الاعتداءات "الاسرائيلية"، معتبراً أنّ الهجوم البرّي على غزة سيحوي حشوداً هائلة من المجندين الذين استدعوا من الخارج، ووصل عددهم الى 400 الف عسكري. ورأى أنّ الحرب الحالية ربما لم نشهد مثيلاً لوحشيتها، والمثال على ذلك ما جرى عصر امس من غارات للطائرات الحربية "الاسرائيلية" وخلال دقيقة واحدة على 12 مبنى في غزة، الامر الذي ادى الى دمار احياء بكاملها، تحت حجة أن هذه المباني تحوي في داخلها بنية عسكرية لحركة حماس، من دون ان تراعي وجود المدنيين.

واشار الخبير العسكري الى كلام وزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن، بأنّ بلاده لن تسمح بفتح جبهة ثانية أو ثالثة ضد "إسرائيل" في الوضع الحالي الذي تشّن فيه هجوماً على قطاع غزة، يؤكد مدى الدعم الاميركي لـ "إسرائيل"، فضلاً عن موقف مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر، الذي أكد بدوره أنّ الهجوم العسكري البرّي "الاسرائيلي" على الارض سيبدأ، وأنّ الولايات المتحدة جاهزة لدعم "إسرائيل" عسكرياً، من خلال إرسال حاملة الطائرات وتوجيه رسالة حازمة لايران.

ولفت الخبير العسكري الى انّ البحث عن اي قرار إنقاذي لقطاع غزة غير قائم اليوم، الامر الذي يطرح تساؤلات حول مدى صمت العالم المدوّي امام كل هذه الانتهاكات الانسانية.

وفي السياق، نقل عن ديبلوماسي غربي قوله: "انّ البحث جار اليوم عن كيفية تنفيذ هذا الهجوم ضمن عملية يقودها وزراء دفاع وخارجية اميركا و "اسرائيل"، وتهدف العملية الى التخلص من مسؤولي حماس وكتائب القسّام والجهاد الاسلامي، وتدمير الذراع العسكرية لهذه الفصائل، بعد ان فشلت كل المساعي الديبلوماسية وزيارات المسؤولين الى المنطقة، مما يؤكد انّ طبول الحرب تقرع بقوة، والتوقيت بات قريباً جداً وربما يحتاج فقط الى ساعات".

واشار من ناحية ثانية الى انّ عملية "طوفان الاقصى" ستقلب كل المقاييس في المنطقة، وستجري تحولات وتسوية في المدى البعيد بالتأكيد.

الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران