اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
قبل يومين، قام وزير دفاع الولايات المتحدة لويد اوستن بزيارة الكيان الصهيوني، واجتمع مع وزير الحرب «الاسرائيلي» واركان جيش العدو لمدة 4 ساعات، وطبعا اجتمع مع نتانياهو لمدة ساعة ، ثم غادر عائدا الى واشنطن.

وصباح امس الاحد، اعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) انها قررت ارسال حاملة طائرات ثانية مع البوارج التابعة لها، وعددها ثمان، الى الشرق الاوسط، وبالتحديد الى قبالة شواطىء فلسطين المحتلة. ويعتبر ارسال حاملة الطائرات الاميركية الثانية تصعيدا عسكريا كبيرا من قبل الجيش الاميركي. ولا يمكن ان يحشد الجيش الاميركي وسلاح البحرية فيه هذا العدد من حاملات الطائرات والبوارج، اضافة الى بوارج اخرى أوروبية من الحلف الاطلسي، ما لم يكن هنالك تصعيد عسكري كبير سوف يحصل في المنطقة.

لكن الولايات المتحدة تسير باتجاه خسارة نفوذها في المنطقة العربية كلها، فالشعوب العربية لن تقبل ابدا بهذه الابادة الجماعية التي يقوم بها الجيش الصهيوني ضد المدنيين في قطاع غزة، وبمنع المياه والادوية والكهرباء والماء والطحين ومادة الترابة، واهم شيء مواد الاسعاف الاولية، حيث ان المستشفيات الفلسطينية في غزة بحاجة ماسة اليها. كما تقوم الطائرات الاسرائيلية في الوقت ذاته باكثر من 120 غارة يوميا على الابنية المدنية في قطاع غزة، حيث قتلت حتى الآن 2633 مدنيا فلسطينيا، وجرحت اكثر من 9 آلاف و500 مدني فلسطيني. ووجهت المستشفيات الفلسطينية نداء الى منظمة الصحة العالمية ان المئات من الفلسطينيين المدنيين المصابين بجروح يموتون نتيجة عدم وجود مواد اسعاف لهم وادوية لمعالجتهم.

لماذا تقوم الولايات المتحدة بهذا الاعتداء على شعبنا الفلسطيني وعلى شعوب المنطقة كلها، وتحضر لاعتداء كبير بواسطة طائراتها المقاتلة التي تحملها حاملة الطائرات، اضافة الى البوارج التي تطلق صواريخ بحر ارض خطرة جدا وكبيرة الدمار؟ هل قررت الولايات المتحدة ان تخسر نفوذها كليا في العالم العربي؟ حتى ان تركيا التي هي عضو في الحلف الاطلسي، ودولة اسلامية تحرص على قدسية المسجد الاقصى، ترفض اي مساعدة للحلف الاطلسي في المنطقة، لا بل تدين عمليات قصف المدنيين الابرياء في قطاع غزة.

كما قام رئيس جمهورية مصر عبد الفتاح السيسي باستقبال وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن في صالون مفتوح، حضره اكثر من 15 مسؤولا اميركيا ومصريا كيلا يكون الاجتماع ثنائيا بينهما، وقال السيسي لبلينكن ان الوضع لم يعد محتملا، وان «اسرائيل» تجاوزت حد الدفاع عن نفسها بكثير، كما ان التظاهرات عمّت عواصم العالم العربي كلها منددة بالدعم الاميركي للقصف الوحشي على المدنيين في قطاع غزة من قبل الطائرات الاسرائيلية التي تحمل قنابل مدمرة اميركية الصنع.

على كل حال، غزة فوق الارض امر وغزة تحت الارض امر آخر، ولن يستطيع جيش العدو الاسرائيلي اقتحام غزة ما لم يدفع خسائر لا يستطيع تحمّلها، ولا يستطيع الرأي العام الصهيوني تحمّل هذه الخسائر. فلقد اعد المقاومون كل اعدادات القتال حتى الشهادة، ولن يسمحوا للجيش الصهيوني باحتلال غزة مهما كلف الثمن.

كما ان لا شيء يضمن ان مقاومة حزب الله قد تبقى مكتوفة الايدي اذا ارتكب جيش العدو الاسرائيلي المجازر في غزة، وقام باقتحامها بقصف جوي مدمر ووحشي وبقصف مدفعي من الدبابات والدفاع البعيدة المدى والصواريخ، لان حزب الله يدرك تماما ان معركة غزة هي معركة فلسطين المستقبل، ومعركة هزيمة الكيان الصهيوني، وهو الذي سيحدد ساعة تدخله اذا كان الامر يتطلب ذلك. اما اذا ألحق المناضلون والمقاومون في غزة الخسائر الكبرى بجيش العدو، فعلى الارجح لن يتدخل، بحسب التحليل المنطقي .

فبعد اعلان واشنطن عن ارسال حاملة طائرات جديدة الى فلسطين مع بوارج حربية تابعة لها، نقول ان على الولايات المتحدة ان تعرف ان دعمها المطلق للكيان الصهيوني سيدمر المصالح الاميركية في المنطقة كلها. ولذلك على السياسة الاميركية ان تعترف بحق المدنيين في قطاع غزة في الحياة، وان الحصار الصهيوني على قطاع غزة هو ظلم، والشعب الفلسطيني مظلوم جدا في قطاع غزة.

شارل أيوب

الأكثر قراءة

حزب الله يستبعد الحرب الشاملة والموفد الألماني غادر دون «جوابٍ» استشهاد القيادي محمد ناصر والمقاومة تمطر قواعد العدو بالصواريخ هل طرحت البطريركية المارونية صلاح حنين على» الثنائي الشيعي»؟