اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الى اين تتجه بوصلة الوضع المتفجرعلى وقع استمرار العدوان الاسرائيلي الهمجي على غزة؟

يبدو ان هناك سباقا واضحا بين مسار محاولات احتواء الموقف، ومسار توسع رقعة حرب غزة الى جبهات اخرى مع العدو الاسرائيلي، خصوصا الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة التي تشهد توترا شديدا، في ظل المواجهات التي سجلت بين المقاومة وجيش الاحتلال الاسرائيلي على الحدود اللبنانية.

وبحسب مصدر سياسي مطلع، من الصعب ترجيح اي من المسارين بما اننا ما زلنا في دائرة النار والحرب المجنونة والهمجية التي يشنها العدو على غزة، واستنفار مئات الوف من جنوده حول القطاع، وعلى ما يسمى بالجبهة الشمالية وفي الضفة الغربية. ويرى المصدر ان استمرار العدوان الاسرائيلي وحصار غزة، من شأنه ان يؤدي الى تدحرج الوضع نحو اشتعال حرب اوسع، وان وقف اطلاق النار والعمليات العسكرية هو المقياس لمعرفة اتجاه بوصلة التطورات الجارية.

وما يؤشر الى اننا ما زلنا في دائرة النار والتصعيد حتى الآن، برأي المصدر، هو ان الحركة الديبلوماسية والسياسية الجارية، خصوصا في الايام الثلاثة الاخيرة، لم تصل ولم ترتق الى مستوى لجم "اسرائيل" في الاستمرار في عدوانها، مع العلم ان العدو يسعى الى الافادة من الدعم الاميركي والغربي له، تحت عنوان ما يسمى بحق الدفاع عن النفس، وهو عنوان زائف يشجع "إسرائيل" على التمادي في عدوانها وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني.

ثمة مؤشرات ووقائع عديدة تصب في هذا الاطار ابرزها:

١- عدم التوصل الى وقف اطلاق نار واضح وجدي في غزة، واستمرار تحشيد العدو لقواته على طول الحدود مع القطاع.

٢- التحشيد الضخم للقوات "الاسرائيلية" على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، رغم اعلان اكثر من مسؤول "اسرائيلي" ان لا مصلحة ولا رغبة لـ "اسرائيل" في توسيع واشتعال الموقف على هذه الجبهة.

٣ - القرار "الاسرائيلي" باخلاء مستوطنات على الحدود الفلسطينية الشمالية مع لبنان بعمق كيلومترين، الامر الذي يؤشر الى التحسب لاشتعال الحرب على هذه الحدود.

٤- مبادرة بعض المنظمات الدولية ومنها منظمة الصحة العالمية الى تقديم مساعدات اغاثية وطبية للبنان في اطار وضع الطوارىء، وهذا يمكن ان يؤشر الى مخاوف وحسابات جدية لتوسع الحرب.

وفي المقابل ثمة وقائع ومعطيات تؤشر الى امكان احتواء وتفادي توسع الحرب ووقف العدوان الاسرائيلي على غزة ابرزها:

١- عجز العدو الاسرائيلي عن تحقيق اي نجاح للتعويض عن جزء من الهزيمة التي تلقاها جيشة في عملية " طوفان الاقصى"، رغم حصاره الكامل والحرب الهمجية التي يشنها على غزة.

٢- منذ بدء عملية " طوفان الاقصى" وحتى اليوم برهنت المقاومة الفلسطينية انها تمتلك جهوزية عسكرية قوية للتصدي وافشال اي محاولة لاجتياح غزة، لا بل اثبتت ايضا قدرتها على مواجهة طويلة مع العدو، من خلال استمرار قصفها للعمق الاسرائيلي بالصواريخ وتنفيذ ضربات يومية لمواقع وتجمعات للجيش "الاسرائيلي".

٣- شكلت الضربات الدقيقة والمحسوبة التي وجهها حزب الله للمواقع العسكرية "الاسرائيلية" الحدودية رسالة ميدانية واضحة للعدو، ليس في شأن النتائج المحتملة اذا توسعت رقعة الحرب فحسب، بل ايضا في تأكيد الجهوزية القوية والقادرة للدخول في هذه المواجهة واقران الفعل بالقول.

٤- تراجع حملة التهويل الاميركية والغربية لصالح العدو، والبدء في البحث عن سبل لوقف نار يحفظ ماء وجهه. والبارز في هذا الشأن ما قاله الرئيس الاميركي بايدن اول من امس، وتحذيره "اسرائيل" من المخاطر الكبيرة عليها اذا ارادت احتلال غزة.

٥- تراجع نسبي في زخم الموقف الاوروبي المنحاز بشكل غير مشهود للعدو الاسرائيلي، والحديث المتنامي مؤخرا عن ضرورة فتح المعابر لنقل المساعدات الانسانية لغزة كما عبرت وزيرة الخارجية الفرنسية في جولتها في المنطقة والتي شملت لبنان امس.

٦- التشديد على فتح معبر رفح لدخول قوافل الاغاثة الى غزة وخروج مواطنين منها يحملون جوازات اجنبية. وهذا الامر يجعل اوساطا مراقبة تتوقع ان يمهد ذلك للتوصل الى هدنة تكون معبرا للنجاح في تحقيق وقف للنار وللعمليات العسكرية.

وفي المحصلة، ترى الاوساط المراقبة ان تحقيق وقف اطلاق نار جدي ووقف العدوان الاسرائيلي على غزة، هما المفتاح الحقيقي للتهدئة وعدم توسع الحرب وانفجار حرب واسعة مع العدو.

والمؤكد ايضا ان البقاء في الدائرة الرمادية لا يحتمل الانتظار، ولعل ابرز اشارة الى هذه الحقيقة تحذير وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان وقوله " وقت الحلول السياسية بدأ ينفد واحتمال توسع الحرب يقترب من الحتمية".

الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران