اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

كشف اتحاد مكون من 25 خبيرا وعالما من العاملين في نطاق دراسات الخصوبة عن توصيات للحكومات والمنظمات العالمية الصحية يمكن أن تساعد في سياق أزمة تتزايد يوما بعد يوم تتعلق بخصوبة الرجال حول العالم.

وبحسب المراجعة البحثية التي نشرها هذا الفريق في دورية "نيتشر ريفيو يورولجي"، فإن العقم الآن يصيب واحدا من كل 6 أزواج في سن الإنجاب.

وكان دراسة موسعة شملت عينات من كل قارات العالم تقريبا قد صدرت عام 2022 تشير إلى أن نسب خصوبة الرجال على الطريق للانخفاض، فخلال حوالى 50 سنة مرت ارتفع معدل التراجع في تركيز الحيوانات المنوية لدى 57 ألف شخص من 53 دولة، من 1.2% سنويا في التسعينيات، إلى 2.6% سنويا بعد عام 2000.

وفي المجمل، بحسب تلك الدراسة، وصلت نسب التراجع إلى 50% خلال الفترة من أوائل السبعينيات إلى الآن.

ويقول فريق الخبراء في بيان صحفي صادر من جامعة مونتريال الكندية المشاركة بالدراسة، إنه لا يمكن تفسير الانخفاض السريع في خصوبة الرجال بالعوامل الوراثية فقط، ولكن البيئية كذلك، والتي يعدونها القوة الدافعة الرئيسية لتسارع معدلات انخفاض خصوبة الرجال، مثل تلوث البيئة والسمنة وسوء التغذية والإجهاد والتدخين بكل صوره.

وتضيف الدراسة أن انخفاض جودة السائل المنوي ليست المشكلة الوحيدة التي تواجه الرجال حاليا، بل كذلك زيادة وتيرة الإصابة بسرطان الخصية، والعيوب الخلقية بالجهاز البولي التناسلي، مما يشير إلى أن الصحة الإنجابية للذكور قد تراجعت على مستوى العالم خلال العقود الأخيرة.

وفي هذا السياق، يدق العلماء ناقوس الخطر، ويطالبون الحكومات والمنظمات المختصة بتمويل العمل البحثي في هذا النطاق للوقوف على أسباب تلك المشكلة، وكيف يمكن عكس هذا الاتجاه.

ويقترح الفريق البحثي إنشاء شبكة عالمية من البنوك الحيوية التي تحتوي على معلومات عن نمط الحياة والحالة المرضية وطبيعة أنسجة الرجال القادرين وغير القادرين على الإنجاب، وكذلك زوجاتهم وأطفالهم. وإلى جانب ذلك، يقترح الباحثون تطوير اختبارات لتحسين تشخيص وتبيان أسباب عقم الرجال.

ويؤكد الخبراء ضرورة إجراء اختبارات صارمة لتأثير المركبات الكيميائية على خصوبة الرجال، بما في ذلك الملوثات البيئية والمبيدات وغيرها.

وفي هذا السياق، يقترح العلماء تنظيم حملات لتوعية الناس بشكل عام من أضرار "نمط الحياة غير الصحي" وتوعية الشباب بشكل خاص باحتمال أن يتسبب ذلك بأضرار وخيمة ومنها العقم.

هذا وتعتمد صحة الحيوانات المنوية على العديد من العوامل، من بينها كمية الحيوانات المنوية وحركتها وبنيتها:

- الكمية: تزيد فرص التخصيب إذا كان السائل المنوي الذي يخرج خلال عملية قذف واحدة يحتوي على 15 مليون حيوان منوي على الأقل لكل ملليلتر. ومع انخفاض كمية الحيوانات المنوية المقذوفة أثناء عملية قذف واحدة إلى حد كبير، تزداد صعوبة حدوث حمل بسبب تراجع كمية الحيوانات المنوية المرشحة لتخصيب البويضة.

- الحركة: يجب أن تتحرك الحيوانات المنوية، أي تسبح وتشق طريقها عبر عنق الرحم والرحم وأنبوبي فالوب للوصول إلى البويضة وتخصيبها: وتُعرف هذه الخاصية باسم القدرة على الحركة. ويمكن حدوث الحمل إذا تحركت 40% من الحيوانات المنوية التي خرجت أثناء عملية القذف، ولكن نسبة 40% هي الحد الأدنى. وكلما زادت النسبة، زادت فرصة حدوث الحمل.

- البنية (الشكل): تتميز الحيوانات المنوية المثالية برأس بيضاوي وذيل طويل، يعملان معًا لدفع الحيوانات المنوية نحو البويضة. ولكن لا يحظى هذا العامل بالأهمية ذاتها كعدد الحيوانات المنوية أو حركتها.

ولإنتاج حيوانات منوية صحية يجب اتّباع بعض الخطوات البسيطة لزيادة فرص إنتاج حيوانات منوية صحية، أبرزها:

أولاً، الحفاظ على وزن صحي. تشير بعض الأبحاث إلى أن زيادة مؤشر كتلة الجسم ذات صلة وثيقة بانخفاض عدد الحيوانات المنوية وحركتها. ثانياً، اتباع نظام غذاء صحي. اتجه إلى تناول الكثير من الفواكه والخضراوات الغنية بمضادات الأكسدة؛ إذ ربما تساعد على تحسين صحة الحيوانات المنوية.

ثالثاً، تجنُّب الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا. يمكن أن تتسبب الأمراض المنقولة جنسيًا، مثل داء المتدثرة والسيلان، في إصابة الرجال بالعقم. ويجب تحديد عدد الأشخاص الذين تمارس الجنس معهم وأن تستخدم واقيًا ذكريًا دائمًا، أو تمارس الجنس مع امرأة واحدة فقط لا تمارس الجنس مع شخص غيرك وأن تكون غير مصابة، فهذا يمكن أن يساعدك على الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا.

رابعاً، السيطرة على التوتر. يمكن أن يقلل التوتر من النشاط الجنسي ويؤثر في الهرمونات اللازمة لإنتاج الحيوانات المنوية.

وأخيراً، الحفاظ على النشاط البدني. يمكن أن يزيد النشاط البدني المعتدل من مستويات الإنزيمات القوية المضادة للأكسدة، والتي يمكن أن تساعد على حماية الحيوانات المنوية.

الأكثر قراءة

إستنفار داخلي ودولي لاستيعاب حادثة الجولان «تل أبيب» تريد توسعة الحرب... لكنها غير قادرة على ذلك! دروز لبنان وسوريا يتصدّون للفتنة «الإسرائيليّة» من بوابة مجدل شمس