اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ما جرى خلال الايام القليلة المنصرمة في غزة وجنوب لبنان، من فظاعة الاعتداءات الاسرائيلية التي لم ترحم الاطفال والمرضى، بعد قصفها مستشفى المعمداني وقتلها المئات من الضحايا والجرحى، واستهدافها الكنائس من دون ان تراعي ادنى الاعراف والقيم الانسانية، ساهم في التعاطف مع غزة والرفض والاستنكار لكل تلك المشاهد الوحشية التي بثت على مرأى العالم بأجمعه، الامر الذي أدخل الى الخطوط العسكرية المدافعة خصوصاً عن جنوب لبنان، بعض القوى التي كانت منضوية في صفوف المقاومة منذ الثمانينات ومن ضمنها "الجماعة الاسلامية"، وجناحها العسكري "قوات الفجر" للردّ على الاحتلال الإسرائيلي، الذي سبق ان تصدّى لاجتياح لبنان في العام 1982 ثم لاحقته الى الجنوب الى ان حصل الانسحاب الإسرائيلي في العام 2000، لكن بعض الاراضي اللبنانية بقيت محتلة في مزارع شبعا وكفرشوبا، فحافظت "الجماعة الاسلامية" على مقاتليها تحسبّاً لاعتداءات اسرائيلية في اي وقت، الى ان اتى عدوان تموز العام 2006 فشاركت في التصدّي والمقاومة، ومنذ ايام عادت لتشارك في المعارك على جبهة الجنوب، وإن كانت لم تظهر بعد في الواجهة كغيرها من الافرقاء، بالتزامن مع الاخبار التي تشير الى انّ توسع رقعة الحرب بات وشيكاً، وسط التهديدات التي تطلقها "اسرئيل" كل دقيقة عبر مختلف مسؤوليها، الذين نالوا المباركة الاميركية وفق تصريح الرئيس الاميركي جو بايدن، الذي يفتخر بتأييده للاعتداءات التي شنتها قوات حليفه الاسرائيلي على المدنيين، وإفصاحه عن اقتراب موعد اجتياح غزة.

الى ذلك نقلت تقارير ديبلوماسية غربية، أنّ الحرب الاقليمية باتت قاب قوسين، الامر الذي يستدعي الوحدة والتوافق بين الاطراف، التي كانت منضوية تحت لواء المقاومة الاسلامية، ومن ضمنهم "الجماعة الاسلامية" التي تعتبر مصادرها أنّ ارض الجنوب وغزة تستدعي المقاومين للدفاع عنها، ولذا لبّت جماعتها النداء وعبرّت عن موقفها الرافض بشدة لكل ما تقوم قوات الاحتلال، وذلك خلال الوقفة التضامنية التي اقيمت على درج جامع محمد الأمين - وسط بيروت، معتبراً ان القضية الفلسطينية ستبقى قضية الامة العربية.

ورداً على سؤال حول دخولهم في المعركة كمقاتلين من الطائفة السنيّة الى جانب المقاتلين الشيعة على الرغم من وجود خلافات بينهم، رأت المصادر المذكورة أنّ ما يجري من الضروري ان يطلق العنان للموقف الموحّد، خصوصاً في الاطار العسكري والدفاع عن لبنان وجنوبه، وهنالك تهديدات من عدو غدّار، اضافة الى تهديدات واشنطن، عبر سفيرتها في لبنان الى المسؤولين اللبنانيين وبكل وقاحة بضرورة لجم الوضع العسكري في الجنوب، وإلا ستتحمّل الحكومة اللبنانية تداعيات ما يجري، كل هذا ساهم في إشعال الوضع، فكيف يقفون الى جانب المعتدي وينسون حق المعتدى عليه والمدافع عن ارضه؟

وحول التنسيق مع حزب الله، تلفت الى انه من البديهي ان يكون هناك تعاون بين كل القوى المقاومة في هذه الظروف.

في السياق، تعتبر مصادر سياسية مراقبة أنّ دخول "قوات الفجر" على الخط الحربي اتى بدافع مؤيد للفصائل الفلسطينية، اي حركة "حماس" و"الجهاد الإسلامي" للدفاع عن غزة التي تمثل رمزاً مقاوماً، وعلامة فارقة في المواجهة مع "اسرائيل" في المناطق الجنوبية، وكل هذا يعطي دلالة ايجابية اطلقت ثقة وأزالت جزءا من الاحباط لدى اهل الطائفة السنيّة، خصوصاً المؤيدين للرئيس سعد الحريري، بعدما باتوا خارج اللعبة السياسية منذ مغادرته الى الخارج.


الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران