اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

مع دخول الحرب "الاسرائيلية" على غزة اسبوعها الثالث، يستمر الحديث عن دخول جيش العدو غزة براً، وعن الاشتباكات المستمرة على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة مع لبنان، والصمت المدوي والحكيم للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يقلق العدو، رغم الاحداث المتسارعة التي شهدها الشرق الاوسط من زيارة بايدن الى الأراضي المحتلة وانعقاد قمة القاهرة للسلام التي خرجت دون بيانٍ ختامي .

من هنا، يرى مراقبون أن حزب الله يعيش حالة من الهدوء الكبير، الممزوج بالتروي وترافقه جهوزية عالية على الحدود، وهي تعمل وفق المصلحة العليا لوطنها وشعبها، ويؤكد المراقبون أن الحزب يخوض المعركة مع العدو بشكلٍ متروٍ، وهو حتى هذه اللحظة مستمرٌ بقواعد الإشتباك الا اذا تدحرجت الأمور، فالحزب لم يكن شريكاً في طوفان الاقصى لا في التخطيط ولا في التنفيذ، وأن 3 قادة من المقاومة الفلسطينية كان لديهم العلم بالعملية، وكل ما يقال مجرد كلام وتأويلات وتحليلات .

من هنا، يشير مصدر مطلع إلى أن "استمرار استهداف المدنيين في غزة وقتل النساء والأطفال، سيؤدي إلى حركة شعبية في العالم العربي، التي من شأنها أن تتطور مع الايام المقبلة الى ثورات تؤدي إلى سقوط أنظمة عربية"، ويؤكد المصدر على أن "مؤتمر شرم الشيخ ما هو إلا لتهدئة الشارع العربي وذر الرماد في عيون الشعوب، ليقال أن حراكاً ما يجري خلف الكواليس تجاه فلسطين في ظل الانكسار والانهزام والتراجع العربي، لتبقى المقاومة هي القادرة على الضغط على الصهاينة وتجبرهم على التراجع والانكفاء عنوة".

ويتابع المصدر أن "ما حصل في السابع من أكتوبر كان عملية جريئة وبطولية، التي أدت إلى ولادة شرق أوسط جديد، جعل من "الكيان الإسرائيلي" الحلقة الأضعف أمام قوى المقاومة الممتدة على صعيد المحور"، واشار الى أن هذا الطوفان كان له تداعيات على مستويين:

- المستوى الأول هو المستوى السياسي، الذي يتمثل بنهاية رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو سياسيًا، حيث أن هذه الضربة أربكت العدو المربك أصلًا بسبب الاحتجاجات الداخلية، والتي ستؤدي إلى تكرار سيناريو ما حصل عقب حرب تموز 2006 من إسقاط ايهود اولمرت وتشكيل لجنة تحقيق داخلية كالتي تشكلت برئاسة فينوجراد، إضافة إلى إمكانية انهيار الحكومة داخليًا بسبب إختلاف ألوان الحكم الداخلي، خاصة أن نتنياهو دمر سردية أرض الميعاد التي يسوق لها على أنها الأرض المحمية، لنجد أن أكثر من مليون مستوطن غادروا الأراضي المحتلة.

- المستوى الثاني هو المستوى الأمني، الذي تلقى ضربة في المقتل لخمسة مراكز أمنية حساسة تابعة لـ "الشباك"، ولم يتوقع "الكيان الإسرائيلي" أن يصل اي فلسطيني إليها، حيث دخلوها بطريقة تكتيكية واغتنموا خرائط وخططا ومعلومات تؤدي الى فضح لوائح العملاء في غزة، وهذا ما أدى الى ارباك العدو وانهيار الجبهة الداخلية بشكل سريع.

ويشير المصدر إلى أن "الحل الديبلوماسي سيعيد إحياء المبادرة العربية التي أقرت العام 2002 في قمة بيروت، والتي دعت الى إنشاء دولة فلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بناء على قرار مجلس الأمن 181. وهذا ما لا يمكن للفلسطينيين القبول به بعد التضحيات الجسام التي قدمت على مذبح تشكيل وطن ممتد من البحر الى النهر".

وبالنظر الى كل ما تقدم يقول خبير عسكري " أن العدو في حال قرر دخول غزة برياً، فهو يمتلك جيشا قوامه 170 الفا في الخدمة الفعلية، يشمل القوات البرية والبحرية والجوية، أما عدد الاحتياط الذي استدعي 360 الفا، كما و يحتاج العدو الى ثلاثة اسابيع على الاقل كي ينظم قوات الاحتياط في هيكلية قيادية وتنظيمية ( كتيبة، لواء، فرقة) من أجل نظرها على جبهة غزة وجنوب لبنان، وتعزيز القوات الفعلية المنتشرة أساسًا في الضفة الغربية .

ويؤكد الخبير العسكري أن عملية الهجوم البري تتطلب من العدو تحضيرًا دقيقًا، تفاديًا لفشلٍ يقضي على ما تبقى من هيبة "القوة الاسرائيلية"، و من المرجح أن تتخذ العملية البرية شكل هجمات على محورٍ أو أكثر من الشرق الى الغرب، خاصةً أن غزة هي شريط ساحلي بطول 41 كلم وعرض يتراوح بين 5 و 15 كلم، ويكون هدف العملية تقطيع قطاع غزة الى قسمين أو ثلاثة أو اكثر، لكن هذا الخرق يتطلب إشتباكاتٍ مع مقاتلي حماس، ويرجح أن العدو الاسرائيلي سيهاجم من أماكن غير مكتظة بالسكان ما أمكنه ذلك، وستستخدم الحرب السيبرانية والتشويش الالكتروني على الاتصالات.

اللافت، أن جبهة الضفة الغربية ارتفعت فيها في السنتين الأخيرتين عمليات المقاومة ومعظمها عمليات كانت لذئاب منفردة، كما شُكل تنظيم عرين الأسود وسجلَ تفجير عبوات ناسفة قرب مخيم جنين ومخيم نور الشمس في طولكرم، منا هنا يتابع الخبير العسكري "أن لا أحد يعرف ما تخبئه الضفة فهي قادرة مع القدس الشرقية على اشغال قوات العدو" .

بالنتيجة، محور المقاومة اليوم هو أقوى من أي يوم مضى، وامكاناتها في لبنان وايران واليمن والعراق وسوريا كبيرة جداً، وعندما تستدعي الحاجة فسينخرط المحور كله دون أي تردد .


الأكثر قراءة

سيجورنيه يُحذر: من دون رئيس لا مكان للبنان على طاولة المفاوضات الورقة الفرنسيّة لـ«اليوم التالي» قيد الإعداد حماس تؤكد: لا اتفاق من دون وقف نهائي لإطلاق النار!