لا يبدو أن نتنياهو الكذَّاب وحكومته المتطرفة، وجيشه المأزوم ومؤسساته الأمنية الفاشلة في عجلةٍ من أمرهم لإنهاء عدوانهم على قطاع غزة، بعد الفشل الأمني الذريع الذي تعرضت له مؤسساته الأمنية، وخسارته الجسيمة التي مني بها وحكومته وجيشه ومستوطنوه، بعد أن نجحت قوى المقاومة الفلسطينية في اجتياح الحدود، ونقب الأسوار، ومداهمة الجيش في ثكناته، والجنود في مهاجعهم، والآليات والتجهيزات في قواعدهم، ومباغتتهم من السماء بالطائرات الشراعية، وقصفهم بوابلٍ من الصواريخ وقذائف الهاون، التي أمطرتهم بها فعميت عيونهم، وطمس على قلوبهم، واضطربت عقولهم وحارت قيادتهم ماذا تفعل وأين تصد وكيف تواجه.
يدرك نتنياهو وأقطاب حكومته الهجين أن عمر حكومتهم قد انتهى، وأن حياته السياسية قد ختمت بخاتمةٍ مخزيةٍ ونهايةٍ فاضحةٍ، وأنه ما إن تضع الحرب أوزارها وتنتهي المعارك، وتنجز اتفاقيات التهدئة ووقف إطلاق النار، وربما قبل التوصل إلى اتفاقٍ مرضٍ حول الأسرى من الجانبين، حتى تبدأ مساءلته وحكومته، والمطالبة بتحميلهم كامل المسؤولية عما أصابهم ولحق بهم، وإجبارهم بقوة الشارع على الاستقالة والتنحي عن الحكم، والاستعداد للمحاكمة والعقاب، وترقب أحكامٍ معروفةٍ وعقوباتٍ متوقعةٍ، قد تكون وأشد وأقسى من تلك التي كان يتخوف منها قبل سنوات، ويحاول بكل السبل الفرار منها والعمل عن سن تشريعاتٍ تحميه منها وتحصنه ضدها.
لم يعد هناك على المستوى الإسرائيلي مناصٌ من طي صفحة نتنياهو ولعنه وتحميله كامل المسؤولية عن كل ما جري ويجري وما قد يستجد ويحدث، فالمستوطنون الإسرائيليون الذين لاحظوا أن طواقمه الأمنية والإدارية قد باشرت في حرق وإتلاف الملفات التي تثبت تقصيره وأجهزته الأمنية في التنبؤ بمعركة طوفان الأقصى، وتظهر إهماله وعجزه في التصدي لقوى المقاومة، وعدم قدرته على تحقيق الأهداف التي وضعها وتشدق بها، وفي الوقت نفسه تتضاءل أمامه فرص استعادة الأسرى وإنقاذهم أحياءً دون تعريض حياتهم للخطر، فقد عجلوا برفع شكوى إلى الجهات القضائية والرقابية الإسرائيلية، يطالبونهم فيها بوضع اليد على المستندات والوثائق، وحفظها في أماكن آمنة، تمهيداً لدراستها وتقديمها إلى المحاكم في حال بدء مساءلة ومحاكمة نتنياهو وفريقه الوزاري والأمني والعسكري.
كما لم يتأخر ذوو الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في التظاهر والاحتجاج ضد سياسة نتنياهو وحكومته في ملف الأسرى، خاصةً بعد أن قامت كتائب القسام بالإفراج عن امرأةٍ وابنتها تحملان الجنسية الأمريكية، وغطرسة نتنياهو واستنكافه عن القبول بالعروض التي تقدم والوساطات التي تعرض.
يبدو أن حراك المستوطنين سيزداد في الأيام القليلة القادمة، وربما يأخذ أشكالاً أخرى مختلفة في حال قرر نتنياهو ومجلسه الحربي المباشرة في عملية برية في قطاع غزة، التي سيكون من شأنها تعريض حياة الأسرى الإسرائيليين إلى الخطر، خاصةً بعد أن تبين لهم مقتل اثنين وعشرين أسيراً منهم، نتيجة الغارات الهمجية الإسرائيلية التي لا تفرق بين أحدٍ من الفلسطينيين، ولا بين الأسرى وآسريهم، علماً أن عدد أسراهم يزيد عن 250 وجلهم من العسكريين من ذوي الرتب العالية والمجندين والمجندات.
أمام هذه الاستحقاقات الكبيرة، الجادة والخطيرة، والمستعصية والمستحيلة، والمصير الأسود المحتوم الذي ينتظر نتنياهو ويتربص به وبحكومته، ويترقب ساعته ويخشى أوانه الذي بات يقترب منه مهما تأخر وطال، فإن سيستمر في عدوانه على قطاع غزة، وسيواصل حربه، وسيعمل على إطالة أيامه وتأخير يوم حسابه بالمزيد من القصف والتدمير، وارتكاب المزيد من المذابح والمجازر، وتكثيف الغارات جرائم الحرب والإبادة، ولكنه سيدرك سريعاً أنه يغرق أكثر فأكثر، وأن أقدامه تسوخ في قطاع غزة يوماً بعد آخر، أمام صمود الفلسطينيين وصبرهم، وثباتهم على الأرض ورفضهم النزوح منها واللجوء إلى غيرها، في إصرارٍ عجيبٍ ويقينٍ تامٍ أنهم بالدم سينتصرون عليه، وبالقوة سيتغلبون عليه، وبإرادتهم المستندة إلى الله عز وجل سيحققون أكثر مما تمنوا، وسيجنون على الأرض أضعاف ما خططوا له وعملوا من أجله.
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
08:07
مسؤول أميركي لوكالة الصحافة الفرنسية: علقنا إرسال شحنة أسلحة "لإسرائيل" قوامها 1800 قنبلة زنة ألف رطل و1700 قنبلة زنة 500 رطل، بسبب فشلها في معالجة مخاوفنا إزاء خططها لاجتياح رفح.
-
07:53
غرفة التحكم المروري: قتيل و12 جريحاً في 7 حوادث سير تم التحقيق فيها خلال الـ 24 ساعة الماضية.
-
21:43
وسائل إعلام عبرية: مقتل رجل أعمال "إسرائيلي" على يد شاب مصري في الإسكندرية
-
21:32
وسائل إعلام "إسرائيلية": الطائرات المسيّرة هي أحد أكبر كوابيس قيادة المنطقة الشمالية على الحدود مع لبنان
-
19:49
رويترز: أميركا تعلّق عدة شحنات من الأسلحة "لإسرائيل" منذ أسبوعين على الأقل
-
18:54
وزير الأمن القومي "الإسرائيلي" إيتمار بن غفير: مناورات "حماس" ليس لها إلا إجابة واحدة وهي الأمر الفوري باحتلال رفح.