اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

للمرة الأولى، الولايات المتحدة أمام هذا المأزق . اذا انفجر الصراع، وقد يمتد لسنوات، هل تتخلى عن أوكرانيا؟ لأن خسارة "اسرائيل" تعني خسارة الشرق الأوسط. ولكن ألا يعني التخلي عن أوكرانيا التخلي عن أوروبا؟ جدل داخل "الأمبراطورية العميقة". الطريف الآن مصطلح "ديبلوماسية الأنفاق" للخروج من المأزق...

من واشنطن الى تل أبيب: "مشكلتنا أن حزب الله لا يخاف منا، بل هو واثق من أننا نخاف منه". الصقور داخل هيئة الأركان يرون إرجاء الدخول الى غزة، وشن حرب استباقية ضد الحزب. بكل وضوح يكتب المعلقون التابعون لليمين أن "صراعنا مع حزب الله هو صراع وجودي". الوضع مختلف في القطاع، حيث الترحيل جزء من المقاربة الفلسفية والايديولوجية للائتلاف الراهن ...

الداعون الى الحرب الاستباقية يعتبرون أن"اشغالنا بالنار من قبل الحزب، للحد من ديناميكية العملية العسكرية ضد غزة، أفقده عنصر المفاجأة، بعدما كان يراهن على اختراق الجليل، وربما ما هو ابعد بكثير، خصوصاً مع اقامة سور من الدبابات، واخلاء عشرات المستوطنات التي كان من الممكن أن يتحول سكانها الى رهائن".

لكنهم يعترفون، تبعاً لكلام الخبراء العسكريين، بـ "أننا أمام ترسانة عسكرية ببنية سيكولوجية تستند الى تعبئة ايديولوجية عاصفة، ناهيك عن تعقيدات التضاريس الطبيعية"، وان كانوا على ثقة بأن أي حرب الآن ستكون مختلفة من جوانب اساسية عن حرب 2006، لأن الأرمادا الأميركية ستكون "الى جانبنا". بالصوت العالي استقبل معلّقو اليمين مواقف الرئيس الأميركي لدى زيارته تل أبيب: "ايدن في خندقنا"... !

لعل السؤال الأكثر حساسية الآن هو "هل يعني موقف واشنطن تغطية ضربة اسرائيلية الى ايران، بعدما حالت دون ذلك في اوقات سابقة"؟ وزير الاقتصاد نير بركات، وهو رئيس بلدية القدس سابقاً، هدد بـ "استهداف ايران مباشرة"، واصفاً اياها بـ "رأس الأفعى".

المؤكد أن جلّ ما يبتغيه الأميركيون الحيلولة دون هزيمة "اسرائيل"، بالتداعيات الكارثية على المصالح الأميركية في الشرق الأوسط، بل وحتى في العالم. لهذا يتردد أنهم قدموا لها أكثر صور الأقمار الصناعية سرية حول المواقع المحتملة لحزب الله . وكان من نتائج ذلك العدد الصادم من مقاتليه الذين سقطوا في الأيام الأخيرة .

لكن المؤكد ايضاً أن الحزب وجه ضربات قاتلة الى مواقع "اسرائيلية" فائقة الحساسية، غير أن الرقابة العسكرية، الشديدة التخوف من الاختلال الدراماتيكي في معنويات الضباط والجنود، تحجب أو تحد من نشر أي معلومات دقيقة حول عدد القتلى والجرحى "الاسرائيليين".

علناً يفاخرون في "اسرائيل" بالقنابل الخارقة التي زودهم بها الأميركيون، لضرب أهداف عسكرية في العمق (صوامع للصواريخ وشبكات أنفاق افتراضية) . لكن العسكريين المحترفين يرفضون الرهان على الاحداثيات الافتراضية في مواجهة على ذلك المستوى من الأهمية .

لطالما تحدث هؤلاء عما يمكن أن يكون حزب الله قد فعله خلال 17 عاماً، وعلى مدار الساعة. هو يدري أن مستودعات البنتاغون مشرعة أمام "اسرائيل". ولا بد أن يكون قد أخذ بالاعتبار حماية صوامعه وأنفاقه من تلك القنابل، بما في ذلك "أم القنابل" بزنة 11 طناً (جي بي . يو 43 / بي، أي قنبلة العصف الهوائي الجسيم) والتي استخدمها الأميركيون ضد كهوف وأنفاق حركة "طالبان" في ولاية ننغهار الأفغانية .

اللافت أن "اللوبي اللبناني" التابع لـ "اللوبي اليهودي" في أميركا يراهن على قوى داخلية في الخطة الخاصة بحصار حزب الله، كحلقة من الحصار الأوسع (اغلاق الحدود العراقية ـ السورية وتعطيل المطارات السورية).

لا أحد يدري ما في رأس الآخر. الأوروبيون اذ يصفونها بـ"الحرب الأكثر غموضاً في التاريخ"، يعتبرون أنها ستنتهي بزوال لبنان، ليحل النازحون السوريون واللاجئون الفلسطينيون محل اللبنانيين .

لكن ما هو ظاهر الآن، أن الحرب اذا اندلعت، ستكون مختلفة عن أي حرب أخرى. الشرق الأوسط كله على خط النار. لعل ذلك ما يحول دون... لعبة النار!!

الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران