اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

من الواضح أن الإتصالات الدولية والديبلوماسية الحاصلة حالياً، لا تزال تركِّز على منع تمدّد نيران الحرب في غزة إلى خارجها، وإن كانت كلها منحازة إلى العدو الإسرائيلي، ما أدّى إلى فشل محاولات وقف إطلاق النار، وبالتالي فشل "قمة السلام العربية" في الوصول إلى أي موقف عربي موحّد وشاجب في مواجهة الإجرام الإسرائيلي على غزة.

وعن فشل القمة العربية، أكد النائب المستقل الدكتور بلال حشيمي أن "نتائج هذه القمة لم تأتِ على مستوى طموحات الشعوب العربية، بحيث أنه وبعد ما تتعرّض له غزة من قصف همجي ووحشي، لم تصدر أي إدانة عن هذه القمة، التي أتى انعقادها بمثابة رفع عتب، وهذا لم يعطِ أي نتيجة في ظل استمرار القصف والعمليات العسكرية والقتل ضد الشعب الفلسطيني، فشعار حقوق الإنسان غير موجود عندما يتم التعاطي مع القضية الفلسطينية وقتل الأطفال والأولاد والنساء والعجز، في منطقة يتواجد فيها حوالى مليوني مواطن بمساحة جغرافية ضيقة، وهذا غير مقبول أبداً".

وما إذا كانت عملية تهجير أهالي غزة قائمة، أشار إلى أنه "لطالما كانت نية تهجير أهالي غزة موجودة في "الفكر الإسرائيلي"، وإذا انتهوا من غزة بعد فترة سيتوجّهون إلى الضفة الغربية، ولا أتوقّع أن تخرج فكرة التهجير من الروزنامة "الإسرائيلية"، وحتى بشهادة وبصمة الدول الغربية، وخصوصاً فرنسا وألمانيا وبريطانيا وأميركا وغيرها. لم يعد للإنسان قيمة للأسف، وقد رأينا اليوم كيف تم التعاطي مع أزمة أوكرانيا، بحيث وقفت كامل هذه الدول الغربية مع من تتعرّض أرضه للعدوان والإنتهاك والإحتلال، في الوقت الذي لم يحصل ذلك مع الفلسطينيين الذين تتعرّض أرضهم للإحتلال، فيجب على هذه الدول اعتماد المعيار نفسه مع كل الدول، إذ أنه في أوكرانيا إنسان يدافع عن أرضه، وأيضاً في فلسطين هناك إنسان يدافع عن أرضه، وكل هذا يحصل أمام أعين العالم وببصمة أميركية وغربية مباشرة للأسف".

وعما إذا كانت الأمور متّجهة إلى حرب استنزاف في غزة، ذكّر "أن غزة لطالما تعرّضت لعمليات قصف، وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرّض فيها للقصف وقتل أطفالها ونسائها وشيوخها، ولكن السؤال هل يستطيع الكيان الإسرائيلي الدخول إلى غزة، أنا أرى أنه سيدخل على الجثث المتراكمة إذا تمكّن من ذلك، ولكن هذا الأمر سيكون وصمة عار على الدول الغربية التي تدّعي الإنسانية، وأن الدفاع عن الأرض مقدّس، فلا أعتقد أن هناك إنسانية لدى هذا الكيان الغاصب".

وحول سيناريو ترسيم المنطقة، رأى أن "هناك بعض المحاولات الجارية لتهجير الفلسطينين في غزة إلى مصر، ما يسمح "للإسرائيلي" باعتماد الأسلوب نفسه مع الضفة الغربية، ولكن كان هناك وعي لدى الحكام العرب في الأردن ومصر أي الملك عبدالله والرئيس عبد الفتاح السيسي، بحيث رفضا تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، وهذا الموّال بدأ في العام 1948 على أن يعودوا بعد ذلك، ولم يتم إعادة أحد إلى أرضه، لا سيما وأن دول الجوار ليست مستعدة ولا قادرة على استيعاب نازحين جدد، ليصبح وجودهم كأمر واقع في البلدان التي هُجّروا إليها".

وعن النازحين السوريين في لبنان، أشار إلى "ضرورة معالجة ملف النازحين مع الدولة السورية في حال أنها مقتنعة بإعادتهم إلى وطنهم، وهذه مشكلة بحيث من الممكن أن تكون غير راغبة في ذلك، خصوصاً وأن هناك من تحدّث عن توازن حاصل اليوم في سوريا بعدما غادر من غادر. ومن هنا، فإن أزمة النزوح تتطلب معالجة أو تنظيمها كي لا تتكرّر الأزمة التي سُجلت مع اللاجئين الفلسطينيين، والذين ما زالوا مهجرين من 75 عاماً، فإذا تم تنظيم الوجود السوري في لبنان من ناحية الإقامة والعمل، تمهيداً لحصول تسوية مع النظام السوري لإعادتهم، وإن كنت أستبعد عودة النازحين السوريين إلى بلدهم في الوقت الحاضر".

وحول مخاوف على مستقبل لبنان، قال حشيمي "لا شك أن التحديات كبيرة اليوم، وعلى الحكومة أن تتعاطى معها، وإن لم تفعل فهناك خوف لأنه في ضوء ما يحصل في الجنوب من انتهاكات تجاه لبنان من دون أن نسمع أي موقف للدولة اللبنانية، فهذا يدلّ على غياب تام للقرار اللبناني والدولة اللبنانية، الذي بات في الخارج. وهنا لا بد من أنه على جميع القوى السياسية تجاوز مصالحها الخاصة، والتوافق على انتخاب رئيس الجمهورية، في مرحلة بالغة الدقة والخطورة على لبنان".

الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران