اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أجرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تحليلاً معمّقًا لملابسات انفجار المستشفى المعمداني في غزة، وشككت فيه مزاعم "إسرائيل" بشأن الحادث الذي أودى بحياة المئات.

ويتمحور التحقيق حول مقطع فيديو حاسم لعب دورًا مركزيًا في الروايات "الإسرائيلية" والأميركية للحدث. ويشير هذا الفيديو إلى أن صاروخًا فلسطينيًا، كان قد أطلق بالخطأ، كان مسؤولاً عن الانفجار في المستشفى المعمداني في غزة، إلا أن نتائج صحيفة "نيويورك تايمز" قدمت منظورًا مختلفًا.

ويشير فحصهم البصري الدقيق إلى أن الصاروخ الموضح في الفيديو قد لا يكون مرتبطًا بانفجار المستشفى، بل يبدو أنه كان قد انفجر في السماء على بعد ميلين تقريبًا منها، ولا علاقة له بالحادث المأساوي. ويعقّد هذا الكشف الرواية التي قدمتها السلطات "الإسرائيلية".

وكانت وكالات الاستخبارات الأميركية قد عرضت تقييمها، مشيرةً إلى أن الفيديو يصور صاروخًا فلسطينيًا يتعرض محرّكه لـ«عطل كارثي» قبل أن يسقط جزء منه على أرض المستشفى، إلا أن تحليل الصحيفة يثير شكوكاً حول أحد أهم الملامح التي تم الترويج لها، والذي استخدمه المسؤولون "الإسرائيليون"  لدعم موقفهم، في خضم الصراع المستمر.

ففي الأسبوع الماضي، وفي تحقيق رقمي شامل، كشفت قناة "الجزيرة" عن أدلة تدحض ادعاء الجيش "الإسرائيلي" بأن الضربة على المستشفى المعمداني في غزة نتجت عن صاروخ طائش.

ومن خلال التحليل الدقيق لمقاطع فيديو لصواريخ أطلقت من قبل كل من "إسرائيل" وغزة في وقت قريب من غارة المستشفى، حدد فريق التحقيق الرقمي لـ"الجزيرة" أربع غارات جوية للاحتلال "الإسرائيلي" على غزة استهدفت محيط المستشفى. 

علاوة على ذلك، عرض مقطعا فيديو سلسلة من عمليات إطلاق الصواريخ من غزة، تم اعتراضها بالكامل بواسطة نظام الدفاع الجوي "الإسرائيلي" الآلي، "القبة الحديدية".

كما أشارت إلى صورتي فيديو تظهران سلسلة من عمليات إطلاق الصواريخ من غزة، لكن تحليل الفيديو يظهر أن "القبة الحديدية" اعترضتها بالكامل.

وتم تصوير الصاروخ الذي ادعى الاحتلال أنه مسؤول عن غارة المستشفى بالفيديو في الساعة 6:59 مساءً عندما اعتراضه "القبة الحديدية".

وعند الفحص الدقيق، شوهد الصاروخ مدمرًا تمامًا في السماء.

ووفقًا لتحليل "الجزيرة" الشامل لجميع قنوات البث ومقاطع الفيديو المتاحة، تم اعتراض هذا الصاروخ بالذات وكان آخر صاروخ قد أُطلق من غزة قبل قصف المستشفى.

وبعد خمس ثوان من الاعتراض، التقط البث المباشر انفجارًا في غزة، تلاه انفجار أكبر بعد ثانيتين.

ويؤكد هذا التسلسل أن الضربة على المستشفى لم تكن ناجمة عن فشل إطلاق صاروخ، كما كان قد أكد جيش الاحتلال.

ونأت قوات الاحتلال "الإسرائيلية" بنفسها عن حادثة قصف المستشفى ونسبته إلى منظمة الجهاد الإسلامي وأصدرت تسجيلًا صوتيًا يزعم أنه يعرض محادثة بين عضوين من مجموعة المقاومة تؤكد أن غارة المستشفى نتجت عن أحد صواريخها.

وأودت غارة جوية للاحتلال "الإسرائيلي" على المستشفى المعمداني في وسط قطاع غزة بحياة مئات الأشخاص في 17 تشرين الأول، كما أفاد مراسل رويا.

وأضاف أن المستشفى كان يأوي المشردين الذين غادروا منازلهم في الجزء الشمالي من القطاع بعد تلقي أوامر من الاحتلال "الإسرائيلي".


(المصدر: نيويورك تايمز)

ترجمة وإعداد: تونيا الخوري

الأكثر قراءة

ملف الرئاسة: اللجنة الخماسية تحشر نفسها بالوقت فهل تنعى مهمتها في آخر أيار؟ قطر تجدد مساعيها من دون أسماء وجنبلاط الى الدوحة اليوم بدعوة رسمية جبهة الجنوب مرشحة للتصعيد... ومفاجآت حزب الله تنتظر العدو