اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

مر شهر كامل على اندلاع الحرب، في وقت تواصل قوات الاحتلال شن غارات عنيفة على قطاع غزة بلا هوادة، ورغم ذلك تواصل الفصائل الفلسطينية استهداف تحشيدات القوات الإسرائيلية المتوغلة بالقطاع.

ففي اليوم الـ32 من الحرب على غزة، تواصلت الغارات المكثفة على القطاع، وارتكبت قوات الاحتلال مجازر جديدة في دير البلح ومخيمي المغازي والشاطئ وفي حي الزيتون، كما استهدفت بالقصف مبنى تابعا لمستشفى الشفاء ومحيط المستشفى الإندونيسي شمال القطاع.

وارتفع عدد الشهداء منذ بداية العدوان إلى أكثر من 10 آلاف و300، وتنتشر جثامين عشرات الشهداء في شوارع مدينة غزة في ظل تحذيرات من كارثة صحية، وسط تنديد المنظمات من دولية وأممية بقصف قوات الاحتلال خزانات مياه ومخابز وألواح الطاقة الشمسية، محذرة من حرمان سكان غزة من ضروريات الحياة.

في غضون ذلك، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تدمير أكثر من 10 دبابات إسرائيلية وآليات أخرى ، كما بثت مشاهد لاشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال المتوغلة شمال غرب بيت لاهيا.

وتأتي تلك التطورات في حين قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن»إسرائيل» ستدرس فترات توقف تكتيكية صغيرة في القتال في غزة، وأشار إلى أن قوات الاحتلال ستتحمل المسؤولية الأمنية الشاملة في القطاع لفترة طويلة.

فبعد 11 يوماً على بدء التوغلات البرية وإعلان الاحتلال توسعة عملياته البرية في غزة، ما تزال قوات الاحتلال عاجزة عن اقتحام المناطق العمرانية في القاطع الشمالي من قطاع غزة، وذلك بعدما تلقت ضربات قاسية من المقاومين في مختلف محاور القتال، طيلة الأيام الماضية، فيما يستمر الاحتلال في ارتكاب المجازر وآخرها مجزرة جديدة في محيط مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، حيث اشارت المعلومات الى استشهاد 3 أطفال ووقوع عدد من الإصابات في استهداف منزل عائلة فودة برفح، بالإضافة إلى وقوع عدد من الشهداء والإصابات من جراء قصف طيران الاحتلال منزلاً لعائلة العجرمي في معسكر جباليا،كما افيد عن استشهاد 5 مواطنين في إثر استهداف منزل غرب النصيرات وسط قطاع غزة، ووقوع شهداء وجرحى من جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي مجموعة من المواطنين في حي النصر بمدينة غزة.

وأكد مدير مستشفى النجار في رفح أنّه في غضون 8 ساعات استقبل المستشفى أكثر من 30 شهيداً جراء القصف، لافتاً إلى أنً النازحين يتوافدون بوتيرة أكبر إلى المستشفى رغم طلبات الاحتلال المتكررة بإخلائه.

الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة قال إنّ «قرابة 900 ألف فلسطيني ما زالوا يقيمون في محافظتي غزة وشمال غزة»، و»عدد مراكز الإيواء في قطاع غزة حالياً بلغ 225 مركز إيواء موزعة على جميع المحافظات».وأضافت الداخلية أنّ «المقيمين في مراكز الإيواء بمحافظتي غزة وشمال غزة وهم قرابة 311 ألفاً لم يسلموا من القصف الإسرائيلي».وأكدت الداخلية توقف جميع المخابز في غزة وشمال غزة بعد قصفها من قبل الاحتلال وعدم توفر الوقود، لافتة إلى أنّ «المواطنين يلجأون إلى شرب المياه الملوثة بسبب قطع الاحتلال الماء عن غزة وشمالها».

من جهتها قالت وزارة الصحة في غزة إنّ الاحتلال ارتكب في الساعات الماضية 21 مجزرة راح ضحيتها 548 شهيداً. مشيرة إلى أنّ عدد المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق العائلات ارتفع إلى 1071. وفي حصيلة جديدة للعدوان، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إنه تم تسجيل 10328 شهيداً منهم 4237 طفلاً و2741 سيدة، وإصابة 25959. مشيرة إلى استشهاد 192 من الكوادر الطبية في قطاع غزة.وتابعت أنّها تلقت 2350 بلاغاً عن مفقودين منهم 1300 طفلاً منذ بدء العدوان على غزة.وأكدت أنّ المنظومة الصحية في غزة باتت عاجزة تماماً عن تقديم الخدمات للجرحى.

الى ذلك تحدّثت المعطيات الميدانية عن «اشتباكات عنيفة بين المقاومة وقوات الاحتلال على مشارف مخيم الشاطئ شمال غربي مدينة غزة».فيما اكدت كتائب «القسّام» تدمير 9 دبابات وناقلة جند وجرافة إسرائيلية على مشارف مخيم الشاطئ بقذائف «الياسين 105»،  وكذلك تدمير دبابة للاحتلال في منطقة الزراعة شمالي بيت حانون.

واستهدفت أيضاً ، بئر السبع المحتلة برشقةٍ صاروخية رداً على المجازر بحق المدنيين، وكذلك تحشيدات الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة.

اما سرايا القدس من جهتها أعلنت استهداف مجمع «مفتاحيم» برشقة صاروخية.

بدورها، استهدفت «كتائب الأقصى» التحشيدات العسكرية الإسرائيلية في مستوطنات نيريم والعين الثالثة وصوفا برشقات صاروخية مركزة.

من جهته كشف الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، في تصريحاتٍ له إنّ القسّام كانت قبل أيام على وشك أن تفرج عن 12 محتجزاً من حملة الجنسيات الأجنبية، لكنّ الاحتلال عرقل ذلك.وأعلن أبو عبيدة استعداد كتائب القسّام الإفراج عن المحتجزين الأجانب، مشيراً إلى أنّ الوضع الميداني والعدوان الإسرائيلي يهدد حياتهم ويعوق هذه العملية.

«اسرائيل»

وامس قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن قواتهم تحقق ما وصفها بالنجاحات الكبيرة في الحرب على قطاع غزة، مضيفا «لا ننوي التوقف ومستمرون حتى النهاية».، في وقت قال فيه وزير الأمن في حكومة الاحتلال يوآف غالانت، في نقاش خاص للجنة الخارجة والأمن التابعة للكنيست،» «أمامنا أيام عديدة من القتال، وهذه حرب مختلفة عما عرفناه.. هذا سيستغرق الوقت».

من جهته قال عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس في مؤتمر صحفي، «الوقت الآن للقتال والانتصار»،وسيكون هناك وقت للتظاهر والتحقيقات، أما الآن فهو وقت الحرب،متابعا» حماس لن تحكم غزة بعد الحرب، والقطاع لن يمثل أي خطر علينا بعدها».

زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، اقترح أن تتولى السلطة الفلسطينية السيطرة على قطاع غزة بعد حركة المقاومة (حماس) في حين قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك إنه قد يتعين على قوة عربية متعددة الجنسيات أن تسيطر على غزة بعد القضاء على حماس.

وكان هاجم المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، أمينها العام أنطونيو غوتيريش، بعد انتقاده للقصف الإسرائيلي لقطاع غزة، معتبرا أنه فقد بوصلته الأخلاقية.

المطالبات الدولية

قال مندوب الصين في مجلس الأمن الدولي، جانغ جون، إنّ «ما يجري في غزة من أحداث، مثل ما حصل في جباليا، يعد أزمة إنسانية ضخمة»، مُؤكّداً على الحديث السابق للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أنّ «غزة تحولت إلى مقبرةٍ للأطفال».

ومن جهته، دعا مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة، نيكولاس دي ريفيير، إلى هدنةٍ إنسانية فورية ومستدامة في قطاع غزة، مُطالباً بإتاحة الوصول الآمن للمساعدات الإنسانية إلى القطاع.

بدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، عن «القلق بشأن توسّع المواجهة» بين كيان الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين، مشيراً إلى أنّ الضفة الغربية والقدس المحتلة أصبحتا «نقطة الغليان».

واشنطن

دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مجموعة السبع للتحدث بـ»صوت واضح» بشأن الحرب الإسرائيلية في غزة، وذلك لدى بدئه محادثات في اليابان مع نظرائه في هذا التكتل، وقال بلينكن في مستهل اجتماعات تستمر يومين في طوكيو: «هذه لحظة مهمة جدا.. أن تقف مجموعة السبع معا في مواجهة هذه الأزمة والتحدث كعادتنا بصوت واحد واضح».

وكانت أكدت وزارة الخارجية الأميركية أنّ واشنطن «لا ترغب في توسع رقعة الحرب في غزة»، وخلال مؤتمر صحافي، أشار منسّق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، إلى أنّ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، تحدّث، خلال رحلته الأخيرة إلى الشرق الأوسط، عن «عدم الرغبة في رؤية الحرب تتّسع».وأضاف كيربي أنّه «لا يستطيع إعطاء تاريخ محدّد أو منطقة معيّنة تشهد فترات توقّف» لإطلاق النار.

من جهتها، قالت الخارجية الأميركية إنّ بلينكن «لم يبعث برسالة إلى إيران»، مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني.

أما فيما خص وقف إطلاق النار، فقال المسؤول في مجلس الأمن القومي الأميركي إنّ بلاده ترى أنّ «الوقت غير ملائم له الآن»، متذرّعاً بأنّ «حركة حماس ستستفيد منه، ولن يخدم مسألة إعادة الأسرى»، مع إقراره بصعوبة تنفيذ الهجمات من جانب الاحتلال على المدن في القطاع.

نائبة المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة، كانت اعلنت ان واشنطن «لن نقبل عودة الوضع الراهن في غزة حيث تقوم حماس بإرهاب «إسرائيل»، كما انها لن تقبل أيضا استمرار مهاجمة المستوطنين للفلسطينيين في الضفة الغربية».

على صعيد آخر قالت عائلات محتجزين أميركيين في قطاع غزة إن الرئيس الأميركي جو بايدن أظهر مرارا أنه لا يولي أهمية لمصلحة أبنائها. وشاركت عائلات المحتجزين في مؤتمر صحفي بواشنطن نظمه الحزب الجمهوري بعدما أجرت نقاشات مع رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، مؤكدة أنها لا ترى أي إستراتيجية لدى إدارة بايدن للعمل على إطلاق سراح المحتجزين.

روسيا

أفادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بأنّ تصريحات «إسرائيل» بشأن الأسلحة النووية تثير العديد من الأسئلة، من بينها وجودها في ترسانة «إسرائيل». وقالت زاخاروفا في حديث إلى برنامج «سولوفيوف لايف»: «أثارت هذه [التصريحات عدداً كبيراً من الأسئلة. السؤال الأول: هل هذا يعني أننا نستمع إلى إعلان رسمي بشأن وجود أسلحة نووية؟ الأسئلة التالية التي طرحت: أين المنظمات الدولية؟ وأين الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟ وأين المفتشون؟».

مصر

التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، بمدير الـCIA، وأكد ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة.وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي في بيان له بأن اللقاء شهد تأكيد قوة الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، ودورها المحوري في الحفاظ على الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط، بالإضافة إلى تأكيد الحرص المتبادل على تدعيم وتعزيز التعاون الراسخ بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة على الصعيد الأمني والاستخباراتي، بهدف دعم جهود استعادة الاستقرار في المنطقة ومواجهة التحديات المتعددة في هذا الصدد.

الاردن

أكد العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، ضرورة العمل لوقف إطلاق النار في غزة وحماية المدنيين، مشددا على رفض بلاده أي محاولة للفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وخلال لقائه في بروكسل، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، جدد الملك عبدالله الثاني تأكيده على «أهمية احترام القانون الدولي الإنساني، وضمان إيصال المساعدات الإغاثية والدوائية إلى قطاع غزة ودعم المنظمات الدولية العاملة هناك».

ايران

ردّ وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، على نفي وزارة الخارجية الأميركية نقلَ الوزير أنتوني بلينكن رسالةً إلى إيران، عبر رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، مؤكداً أن هناك رسالة وصلت.  وقال أمير عبد اللهيان، رداً على الخارجية الأميركية، إنّ «الولايات المتحدة تسعى لهدنة موقتة منذ الأسبوع الماضي». وتعليقاً على ذلك، أوضح أن الأميركيين «يكذبون ويديرون لعبة الوقت في الحرب ضد غزة والضفة»، متوجّهاً إليهم: «أوقفوا النفاق والإبادة الجماعية ضد غزة».

تركيا

أكد المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر تشيليك، عدم وجود فرق بين عقلية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعقلية تنظيم «داعش» الإرهابي، مشيرا الى إن «ما تقوم به حكومة نتنياهو الآن، هو جرائم حرب، وإبادة جماعية، ومجازر بحق الفلسطينيين، أمام أنظار العالم».

البرلمان العربي

أعرب رئيس البرلمان العربي، عادل بن عبدالرحمن العسومي، عن استنكاره الشديد لحالة الصمت الدولي المخزي لما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من أعمال إجرامية على مدار نحو شهر.

الأكثر قراءة

ايجابيات نيويورك لا تلغي الخوف من حسابات نتانياهو الخاطئة ميقاتي يعود من العراق قلقا… وعقبتان امام حل «اليوم التالي»؟