اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


قد نجد في كل بيت ولداً مشاغباً ـ وليس بالضرورة مؤذياً ـ لكن عندما يتحول الشغب الى الأذية، فالمشكلة تصبح أكبر. من هو الولد المخرب الذي يضرب، يكسر، انه باختصار ولد دائم الغضب. ما العمل؟

ما هو رأي الدكتور انطوان بطرس قمير اختصاصي في الصحة النفسية والعصبية؟

"الديار" اجرت مقابلة صحفية مع الدكتور انطوان قمير حيث تحدث عن الولد الذي يتعدى على حقوق الغير، المشاغب الذي يتهرب من القيام بواجباته، قد يسرق ويدمّر ممتلكات الغير، يخرق قوانين والديه ومدرسته ومحيطه الذي ينتمي اليه. ويتابع الدكتور انطوان قمير: النظريات العلمية تشير الى طبيعة قلقة ومتوترة عند الولد فيكون الجنوح طريقة لاخراجها الى العلن. يضاف اليها شعور بالذنب ازاء تصرّف شائن قام به الولد. فتأتي العدائية تغطية لهذا العمل. مشاكل الاولاد يردّها العلم الى البيئة العائلية، فخلافات الوالدين المتكررة، والتضارب التربوي بين الام والاب والعنف المنزلي المتكرر، بالاضافة الى مشاهدة العنف على الشاشات التلفزيونية كل ذلك يولّد لدى الولد دافعاً للتعدي على الغير.

هل من علاج؟ ويضيف الدكتور انطوان قمير: "انه صعب جدا" لأن الولد المخرّب شخص فقد شخصيته بالراشدين نظراً الى تجاربه القاسية معهم، موضحاً ان العلاج النفسي الفردي غير فعّال ويحتاج الى الكثير من الوقت ونتائجه غير ملموسة، ولكل هذه الاسباب يكون معرضاً لعدم المتابعة. ويضيف الدكتور انطوان قمير: ان التدخلات يجب ان تكون على مستويين: الأول هو العلاج البسيكو ـ اجتماعي: يعلم الولد كيفية تطوير مهاراته الاجتماعية، يضع عقداً على الورق بين الولد من جهة والطبيب المعالج والأهل من جهة ثانية، هذا العقد يقوم بمنح امتيازات محددة في مقابل كل تصرف جيد، هذا العلاج يتزامن مع دور مهم للأسرة، في حال وجود والد عنيف مثلا علينا علاج الوالد، كما يكون متزامناً مع دور للمدرسة والمعلمات ليأخذ كل شخص دوره في العلاج، اما المستوى الثاني فهو العلاج بالأدوية، فاعليته غير مضمونة بعد. نستخدم الدواء للتخفيف من حدة العدائية عند الولد، مشدداً على ضرورة معالجة الاسرة، خصوصاً اذا كانت تصطبغ بالعدائية لان علاج الولد بشكل فردي لن يجدي نفعاً لان قيم العائلة بأكملها قائمة على التعدي على حقوق الغير.

*هل سيكون لدينا نواة مجرم اذا لم يتم التدخل في الوقت المناسب؟

يجيب الدكتور انطوان قمير: دون اي تدخل على المستوى العائلي والمدرسي سيكون لدينا 8 في المئة من الصبيان و2 في المئة من الفتيات مدمنين على المخدرات او الكحول مما سيودي بهم الى الاصلاحيات، لافتاً الى بعض الحالات المستعصية التي يلجأ معها الطبيب الى اصطحاب الولد في زيارة الى السجون ورؤية الاولاد المساجين لا لتخويفه بل للاضاءة على نتائج العدائية. عن دور الاهل في العلاج، يتابع د. قمير: عليهم ضبط النفس ازاء التصرفات العدائية الصادرة عن الولد، الابتعاد تماما عن الضرب، اعتماد الوقت الانفرادي للولد في غرفته وتشجيعه على التعبير عن غضبه بالكتابة، واخيراً يمكنهم الاعتماد على رجل امن من الاقارب، وذلك ليس للتخويف بل لاعطائه للولد مثالاً أعلى في الانضباط والحفاظ على حقوق الآخرين.

الأكثر قراءة

بكركي ترفض «دفن الديمقراطية وخلق السوابق» وبري يعتبر بيان «الخماسية» يُـكمل مبادرته شرف الدين يكشف لـ«الديار» عن لوائح للنازحين تنتظر موافقة الامن الوطني السوري تكثيف معاد للإغتيالات من الجنوب الى البقاع... والمقاومة مستمرة بالعمليات الردعية