اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

خلال زيارته الاخيرة الى بيروت خلال الصيف المنصرم،  أعلن الموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان، بأنه لن يعود لانه قام بكل واجباته لمساعدة لبنان كموفد رئاسي فرنسي، لكن الكيل طفح من المسؤولين اللبنانيين غير المبالين بوطنهم كما وصفهم، وما زال لغاية اليوم يستعين بتلك الصفة، وآخرها خلال حديث صحافي يوم امس اكد فيه انه "ليس مطمئناً الى الوضع في لبنان، نظراً للاحداث الاخيرة في منطقة الشرق الاوسط، فالحرب تطرق ابواب لبنان، ولا يوجد رئيس للجمهورية والمجلس النيابي لا يجتمع، لذلك من الضروري التخلي عن عقلية المنافسة وانتخاب رئيس للجمهورية، لكن لا نعلم لمن نتوجّه في لبنان او مع من نتكلم، ويجب على اللبنانيين الوعي بأنّ هناك اخطاراً  داهمة، ومن الضروري ان يكون هناك رئيس في هذه الاحوال المشحونة ، وانا لا افهم اللا مبالاة لدى المسؤولين الذين عليهم الاستيقاظ".

الى ذلك  لم يتغير شيء لدى المسؤول الفرنسي، بشأن الملف اللبناني الشائك وكيفية تعاطي المسؤولين اللبنانيين معه، من ناحية عدم التوصّل الى حلول على الرغم من مضي اكثر من عام على الفراغ الرئاسي، الذي ما زال يراوح مكانه، لا بل وُضع على الرف بالتزامن مع تدهور الاوضاع الامنية في الجنوب اللبناني، الامر الذي جعل الامن ضمن طليعة الملفات المتابعة، لعدم توسّع قواعد الاشتباك الى حرب تشمل لبنان، لا أحد يعرف مدى خطورة تداعياتها وتفاقمها، وإمكانية تحولها الى اقليمية.

في السياق تنقل مصادر سياسية عن ديبلوماسي عربي، مخاوفه الشديدة من توسّع الحرب في لبنان، الذي يعاني من الفراغات في المؤسسات والمناصب الهامة، ويشير الى انّ فرنسا عادت لتلعب دوراً مهماً وسط ما يجري من هواجس امنية، وإمكانية تدهور الوضع في الجنوب اللبناني على نطاق كبير، وسط هواجس من تعرّض البلد ومنشآته للقصف الاسرائيلي، تنفيذ التهديدات بإرجاع لبنان الى القرون الوسطى على حد تعبير المسؤولين الاسرائيليين.

 ولفتت هذه المصادر بحسب ما سمعت من الديلوماسي العربي، الى أنّ  لودريان آت هذه المرة بطريقة مغايرة وصارمة ونهائية، اذ سيقوم بكل الجهود من أجل التوصّل الى اتفاق نهائي على إسم الرئيس، للخروج من الفراغ المؤسساتي، وإنهاء نهج المحاصصة والانقسامات والخلافات في كل الملفات، الامر الذي أزعج الفرنسيين وجعلهم يستاؤون ويتعجّبون من عدم اهتمام مسؤولين بمصير بلدهم المنهار، لكنهم واصلوا عملهم فطرحوا مبادرة حوت حلولاً للازمات المستعصية، من دون ان تصل الى خاتمة سعيدة، وإستمرت الحركة الفرنسية عبر زيارة مُنسّق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير بيار دوكان، الذي اهتم بملف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، المرتبطة بالمساعدات الإنسانية والمالية، لكن الخلافات السياسية بين اهل الحكم في لبنان، كانت تقف في مرصاد كل محاولة، والنتيجة صفر تقدّم، مع تحذير فرنسي نهائي هذه المرة من انها المهلة الاخيرة للإنقاذ، قبل ضياع لبنان نهائياً، ما يطرح بعض البشائر من زيارة لودريان المرتقبة، وسط معلومات بأنها ستحمل في جعبته طروحات جديدة .

في غضون ذلك تشير المعلومات الى انّ لودريان يحمل تحذيراً عالي السقف وبأنّ التهاون في الملف الرئاسي مرفوض بشكل نهائي، مع ضرورة إنقاذ  الوضع المتأزم، لانّ المخاطر تطوّق لبنان، وهنالك عقوبات جديّة هذه المرة ولن تكون على غرار سابقاتها، اي مجرد كلام، بل أفعال وإلا على لبنان السلام، اي بمعنى آخر فرنسا تطلق نداءها الاخير قبل ضياع لبنان.

 


الأكثر قراءة

العثور على 6 جثث لأسرى لدى حماس مقتولين يُحدث زلزالاً في «إسرائيل» الشارع يتحرّك ضدّ حكومة نتانياهو... ونقابة العمّال تعلن الإضراب الشامل