اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

نسأل الأوروبيين "هل استطاعت أمبراطورياتكم ـ الأمبراطوريات التي لا تغيب عنها الشمس ـ أن تستوعب ذلك الوحش النازي، لكي يتمكن العرب، بالدول، والمجتمعات، الهشة، أن تستوعب الوحش الصهيوني"؟!

للعرب نقول ان ثمة ظاهرة هتلرية، في عقر دارنا، وتفوق، بهمجيتها، همجية الفيتكونغ، وهمجية المغول، الذين لم يصل الينا منهم أي كلام على شاكلة كلام هؤلاء الذين يتقيأون الدم، ويتقيأون النار، باسم يهوه...

هذا لنذكّر الأوروبيين ـ والعرب الذين فتحوا أبوابهم للاسرائيليين ـ بأن بريطانيا وفرنسا وايطاليا وقّعت، في 10 أيلول 1938، اتفاقية ميونيخ مع ألمانيا النازية، والتي تتيح للفوهرر الحاق منطقة السوديت التشيكوسلوفاكية ببلاده، بذريعة أن سكان المنطقة ناطقون بالألمانية.

لا بل ان الاتفاقية التي وقّع عليها أدولف هتلر، ونيفيل تشامبرلين، وادوار دالادييه، وبنيتو موسوليني، أدت الى تقسيم تشيكوسلوفاكيا بين ألمانيا وبولنده والمجر، لنعود الى ما قاله ونستون تشرشل، بعد أقل من شهر (25 تشرين الأول) أمام مجلس العموم، ان القادة الثلاثة انما فعلوا ذلك استرضاء للزعيم النازي، ما يحمله على المطالبة باقتطاع مزيد من الأراضي في أوربا الشرقية، وأوروبا الغربية. تالياً ... اندلاع الحرب العالمية الثانية!

أيضاً، وايضاً وزير الخارجية الألماني وينتروب وقّع مع وزير الخارجية السوفياتي مولوتوف، في 25 آب 1939، معاهدة سرية حول اقتسام مناطق النفوذ في أوروبا الشرقية. ما جرى أن الفوهررالذي احتل باريس، وعواصم أوروبية اخرى، أطلق عملية "بربروسا"، في 22 آب 1941، للوصول الى موسكو.

أدولف هتلر الذي تأثر بفلسفة نيتشه (السوبرمان)، كان نتاج قرون دموية في القارة العجوز ليطلق الايديولوجيا النازية. أما بنيامين نتنياهو فيعتبر أنه انما ينفّذ "وصية الرب" (من الفرات الى النيل، وربما من المحيط الى الخليج) بتلك النصوص التي تقوم على ثنائية المال والدم.

ما حدث أمامنا أن نتنياهو أكثر وحشية من هتلر (لا تنسوا هولاكو). لننظر في المسار الاسرائيلي منذ عام 1948 وحتى عام 2023. أول ما فكّر فيه دافيد بن غوريون صنع القنبلة النووية التي لم تكن سوى بحوزة القوى العظمى، قبل أن يحتل أراضي ثلاث دول عربية (مصر وسوريا والأردن)، اضافة الى الضفة الغربية وقطاع غزة، لتصل دبابات آرييل شارون الى بيروت، وحتى الى فناء القصر الجمهوري.

للعرب، لكل العرب، ألا تعتقدون أن ذلك الائتلاف الجهنمي يعدّ لنا الهولوكوست، للثأر من كل قرون القهر التي عاشوها في أوروبا. الدليل أن كل الاتفاقات التي عقدتها الدول الأوروبية، والاتحاد السوفياتي، مع ألمانيا النازية هوت أمام العمليات الصاعقة لالحاق كل أوروبا، ومعها الشرق الأوسط بنفطه وبموقعه الجيوستراتيجي الفائق الحساسية (معركة العلمين)، يجرمانيا، المدينة التي بناها هتلر لتكون نسخة عن باريس، وقد بهرته بقصورها، وبطرازها المعماري.

هذه حال بنيامين نتنياهو، وأي زعيم آخر. ادارة الشرق الأوسط من داخل الهيكل. أما العرب (الغواييم) فهم كائنات من القش (ألسنا كذلك فعلاً الا مع استثناءت قليلة ؟)،  بالاعتماد على أميركا التي اذ أطلقت، عام 1957، "مبدأ ايزنهاور" لملء الفراغ في الشرق الأوسط كوننا ما زلنا تحت الزمن، أو على قارعة الزمن، كان لأركان اللوبي اليهودي أن يقنع البيت الأبيض بأن اسرائيل، بالقوة العسكرية، هي من تحل محل الولايات المتحدة في ضرب كل من يتمرد على السيد الأميركي.

ولكن، متى كان الأميركيون، بذلك التسونامي الثقافي والتكنولوجي، أن يفهموا العالم، أو أن يفهموا التاريخ؟ مفكرون غربيون بدأ يحذرون من ظهور، كردة فعل على طوفان الدم في غزة، جماعات شديدة التطرف، ليتزامن ذلك مع سلسلة من الاغتيالات، وحتى الانقلابات.

الطريف ان تتساءل "فوكس نيوز" ما اذا كان أسامة بن لادن سيخرج من قبره. هذا ممكن جداً اذا ما أجرينا المقارنة بين الباريزيانا العربية، بالطرابيش الجرارة، واسبارطة.

لكن ما جرى في لبنان، وما جرى في غزة، حطم زجاج الباريزيانا نحو أفق جديد، ووجه جديد، للعرب. كفانا وجه شهريار. كفانا وجه... حمالة الحطب!!


الأكثر قراءة

العثور على 6 جثث لأسرى لدى حماس مقتولين يُحدث زلزالاً في «إسرائيل» الشارع يتحرّك ضدّ حكومة نتانياهو... ونقابة العمّال تعلن الإضراب الشامل