اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب دخلت الهدنة المؤقتة في قطاع غزة حيز التنفيذ امس بموجب اتفاق بين «إسرائيل» وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بوساطة قطرية مصرية وبدعم أميركي. ومع بدء تنفيذ الهدنة بدأ سكان القطاع بالتنقل نحو منازلهم وأحيائهم والعمل على قضاء حوائجهم، فيما دخلت نحو 100 شاحنة مساعدات حتى الآن عبر معبر رفح، وهو ما يمثل نحو خمسة احتياجات سكان القطاع في الوضع الطبيعي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، إنه جرى الإفراج عن 13 من الإسرائيليين المحتجزين في غزة بعضهم من مزدوجي الجنسية، في مقابل الإفراج عن 39 من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية. وأضاف أنه جرى كذلك الإفراج عن 10 مواطنين تايلنديين ومواطن فلبيني خارج إطار اتفاق الهدنة.

وبلغ عدد الشهداء أكثر من 14 ألفا و854 شهيدا، بينهم أكثر من 6150 طفلا وأكثر من 4 آلاف امرأة، فيما لا يزال نحو 7 آلاف شخص في عداد المفقودين، إما تحت الأنقاض أو جثامين ملقاة في الشوارع والطرقات أو ما زال مصيرهم مجهولا، كما تجاوز عدد المصابين 36 ألفا.

فقد قال بيان مشترك للجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) إن الرهائن المفرج عنهم من غزة وصلوا إلى «إسرائيل» وتم التأكد من هوياتهم، وإنه ستتم مرافقتهم للمستشفيات حيث سيلتقون بعائلاتهم. وأضاف الجيش أنه «سيواصل العمل مع كافة المؤسسات الأمنية من أجل إعادة جميع المختطفين في غزة».

في غضون ذلك تظاهر مئات الفلسطينيين مرددين هتافات داعمة لفصائل المقاومة الفلسطينية أمام سجن عوفر، خلال انتظار الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل، في وقت عمدت فيه قوات الاحتلال الى قمع المئات الفلسطينيين من عائلات الأسرى المقرر الإفراج عنهم ضمن صفقة تبادل الأسرى، بقنابل الغاز في محيط السجن.

وكان أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في كلمة له بالتزامن مع بداية مفاعيل الهدنة المؤقتة في قطاع غزة، أنّ «العدو نزل عند شروط شعبنا أمام المقاومة الباسلة، ووافق على شروط الهدنة». وأضاف هنية أنّ المقاومة «أدارت المفاوضات بحرص على وقف المجازر، وألا يفرض العدو أجندته وينجح في الهرب من حصول تبادل للأسرى مع المقاومة». كما أعلن أنّ «الالتزام بتنفيذ الاتفاق وإنجاحه مستمر ما دام  العدو ملتزماً به»، مؤكداً «ضرورة استمرار الجهود الدولية لتمكين شعبنا من تحقيق تطلعاته».

من جهته قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة إن بقية محتجزي «العدو الإسرائيلي» من الضباط والجنود لن يخرجوا دون تحرير كل الأسرى الفلسطينيين من سجونه، وذلك بعد تطبيق هدنة إنسانية مؤقتة في غزة صباح امس الجمعة تتضمن تبادل إطلاق محتجزين وأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية ( حماس). وأضاف النخالة في تسجيل مصور بثته قناة الجزيرة «سنجبر العدو لاحقا على عملية تبادل كبرى تضمن تحرير أسرانا جميعهم».

اما أبو حمزة الناطق باسم سرايا القدس -الجناح العسكري لـ «حركة الجهاد الإسلامي «فقال « إن السرايا ستلتزم بوقف العمليات العسكرية والصاروخية ما التزم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأكد أن أي خرق سيقابل بالرد المناسب. وبين أبو حمزة أنه على مدار 48 يوما دكت سرايا القدس والمقاومة البلدات المحتلة بمئات الصواريخ وقذائف الهاون، وأشار إلى أنها أعادت جنود وضباط الاحتلال إلى المشافي والمقابر والمصحات النفسية. وأضاف قائلا «لن نرفع الراية البيضاء، ولن نخرج من المعركة إلا منتصرين»، وشدد على أن المقاومة لن تترك الأسرى في أيدي الغاصبين، «ولن نبرح معركتنا هذه حتى تحقيق أهدافنا». وأكد أن الضفة الغربية المحتلة «كانت وما زالت جزء لا يتجزأ من معركة الدفاع عن الشرف العربي والإسلامي».

في غضون ذلك التقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان  في الدوحة برئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وناقشا التطورات السياسية والميدانية في قطاع غزة بما فيها الهدنة المؤقتة بين الحركة و «إسرائيل».

وأكّد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أنّ «إسرائيل» والولايات المتحدة الأميركية «لم تكسبا شيئاً من الناحية العسكرية في ساحة المعركة، وستفشلان أيضاً في الساحة السياسية». وكان عبد اللهيان قال في وقت سابق إن بلاده تأمل أن «تكون هذه الهدنة بداية وقف جرائم الكيان الصهيوني»، ضد الشعب الفلسطيني. وقال وزير الخارجية الإيراني إنه لولا الدعم الأميركي «لإسرائيل» لما تمكنت من مواصلة هذه الحرب.

وذكر عبد اللهيان أن سبب هجمات «قوات المقاومة» ضد الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، هو أن «إدارة واشنطن تدعم الإبادة الجماعية في فلسطين، وهذا لا علاقة له بإيران». وأضاف أن الرئيس الإيراني أطلق مبادرة مع قادة الدول الإسلامية و»البريكس» لوقف جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة.

«اسرائيل»

هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحات رئيسي وزراء إسبانيا وبلجيكا في مؤتمر صحفي بمعبر رفح. وقال نتنياهو «أدين بشدة تصريحات رئيسي وزراء بلجيكا وإسبانيا بشأن عدم تحميل حماس مسؤولية الجرائم التي ترتكبها».

من جهته قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن القوات الإسرائيلية ستستأنف عملياتها القتالية في قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة ووقف إطلاق النار. وأضاف المتحدث في حديث متلفز: «هذه الهدنة ووقف العمليات القتالية فترة مؤقتة والحرب لن تنتهي وستستأنف، وسيعمل الجيش الإسرائيلي على تدمير حركة «حماس» وأكد أن الجيش الإسرائيلي يتبع خططا عسكرية واضحة ومختلفة في ساحات القتال بغزة، ستلبس حلة جديدة بعد انتهاء الهدنة واستئناف العمليات القتالية بشكل موسع في جنوب القطاع كما حدث في الشمال بغية تفكيك منظومة حركة حماس العسكرية والسلطوية».

الى ذلك قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير طلب من شرطة الاحتلال تغطية كل السيارات التي تقل الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، بهدف منع الفلسطينيين من التقاط «صور النصر». وكان بن غفير أصدر تعليماته لقوات الأمن الإسرائيلية بمنع أيّ من مظاهر الفرح والاحتفال بعودة الأسرى بعد إتمام صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وقال عضو «كنيست» الاحتلال الإسرائيلي من حزب «الليكود»، تالي غوتليف، إنّ «إسرائيل» قدّمت كل شيء لحماس في اتفاق الهدنة «من دون أن تتلقى حتى إشارة حياة» من الأسرى في غزة.  وأضاف غوتليف أنّ «الموافقة على ساعات وقف لإطلاق النار وإدخال الوقود، هي تصرّفات عززت حماس، التي تفسّر ذلك على أنّه ضعف من قبلنا». 

واشنطن

نقلت قناة «إن بي سي» عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن إدارة الرئيس جو بايدن تعمل على إدراج المحتجزين الأميركيين في المجموعة الأولى من الأسرى المقدر عددهم بـ50 أسيرا، والذين ستفرج عنهم حركة حماس ضمن صفقة تبادل الأسرى.

بريطانيا

قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إن «إسرائيل» لن تكون آمنة أبدا ما لم يكن هناك أمن واستقرار للشعب الفلسطيني على المدى الطويل.

 مصر

أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أنّ «فكرة إحياء مسار حل الدولتين استنفدت على مدار 30 سنة ولم تحقق الكثير»، وأنّ «الحل يجب أن يكون الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية». وفق تعبيره. وأضاف «قلنا سابقاً إننا مستعدون لأن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، وأن تكون هناك ضمانات لتحقيق الأمن للدولتين، عبر وجود قوات من الناتو أو من الأمم المتحدة أو عربية أو أجنبية».

كذلك، أكد السيسي أنّه «يسعى إلى تمديد الهدنة للإفراج عن مزيد من الأسرى»، مؤكداً أنّ «الأولوية الآن هي احتواء التصعيد وتوفير مساعدات لقطاع غزة تكفي لإغاثة جميع سكان قطاع غزة».

وأكد الرئيس المصري خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، ورئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، أن الأولوية الآن تنصب على احتواء التصعيد وتوفير مساعدات لقطاع غزة، وشدد على أهمية إدخال مساعدات تكفي لإغاثة جميع سكان القطاع. كما أكد على ضرورة إيجاد مناطق آمنة في كل مناطق القطاع لإيواء من فقدوا منازلهم.

تظاهرات حول العالم

في غضون ذلك، شارك متظاهرون حول العالم في احتجاجات ووقفات تضامنية مع فلسطين المحتلة، في وجه الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة.