اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
مع دخول الحرب على قطاع غزة يومها الـ50 في ظل إدانات دولية للجرائم الاسرائيلية المرتكبة بحق المدنيين، بعدما كشفت الهدنة عن فظائع وارتكابات ترقى الى جرائم ضد الانسانية، تعثرت عملية تبادل الاسرى، بعدما اخلّت تل ابيب بالشروط، محاولة تمرير خدعتها، وفقا لمصادر حماس، على وقع وصول وفد قطري الى «اسرائيل» املا في تمديد الهدنة، في وقت حذرت فيه المقاومة وتوعد فيه جيش الاحتلال باستكمال الحرب من جديد. هذا واعلنت ليلاً وسائل اعلام اسرائيلية انه تم حل الازمة بشأن تبادل الاسرى والمحتجزين.

فقد قررت كتائب «القسّام» تأخير إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى الإسرائيليين حتى يلتزم الاحتلال بنود الاتفاق، المتعلقة بإدخال الشاحنات الإغاثية لشمالي القطاع.

وقالت القسام إن تأجيل تسليم الدفعة الثانية يأتي أيضاً بسبب عدم التزام الاحتلال معايير إطلاق سراح الأسرى المتفق عليها.

بدورها، نقلت وسائل اعلام إسرائيلية، عن مصادر، أن «الاتصالات مستمرة بشأن تأخير دفعة الأسرى، وأن مصر ستحلّ المشكلة». من جانبها، أكدت وسائل اعلام إسرائيلية أنّه «لم يتم بعدُ تسليم الأسرى إلى الصليب الأحمر».

وأكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان أنّ «هناك خروقات ارتكبها الإسرائيلي في تنفيذ بنود الهدنة بعضها حصل بالأمس وتكررت امس». وتابع أنّ «القسام قررت تعليق الإفراج عن الدفعة الثانية من الأسرى وهناك اتصالات لمعالجة الخروقات وإنهائها»، موضحاً أنّ «الخروقات التي ارتكبها الاحتلال مرتبطة بمسألة الشاحنات بالإضافة إلى إطلاق الرصاص وارتقاء شهداء».

وخلال الاستعدادات أمام سجن «عوفر» الإسرائيلي تمهيداً لتحرير المزيد من الأسرى والأسيرات ضمن صفقة التبادل، قامت قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص مما أدى إلى وقوع إصابات خلال محاولات الاحتلال قمع مئات المواطنين في محيط السجن.

وامس أكد رئيس هيئة الأسرى والمحررين الفلسطينية أنّ «إسرائيل لم تلتزم اليوم الإفراجَ عن الأسرى، بحسب معيار الأقدمية». ولفت رئيس الهيئة إلى أنّ «هناك استياءً كبيراً لدى المقاومة الفلسطينية من التلاعب بلوائح الأسرى»، محملاً «الاحتلال مسؤولية مصير معتقلي غزة، الذين يرفض إعطاء معلومات عنهم».

وكان أكد الناطق باسم «جيش» الاحتلال، أوليفييه رافوفيتش، أن حركة حماس ستطلق سراح 13 أسيراً إسرائيلياً، في مقابل إطلاق سراح 39 أسيراً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية.

وكان من المقرر أن تستأنف امس عملية الإفراج عن الأسرى التي بدأت الجمعة، حيث كان من المنتظر أن يفرج الاحتلال عن 42 أسيرا من النساء والأطفال مقابل إفراج حماس عن 14 أسيرا إسرائيليا.

ونقل عن المقاومة قولها إن الاحتلال لم يلتزم بمعيار الأقدمية في الإفراج عن الأسيرات والأسرى الأطفال أمس، كما لم يلتزم بذات المعيار اليوم، مشيرة إلى وجود بعض العراقيل أمام عملية الإفراج عن الأسرى. وأوضحت المعلومات أن المفاوضات ما زالت متواصلة بين «إسرائيل» وحماس عبر الوسطاء.

وذكرت المعلومات أن هناك استياء من قبل الاحتلال بسبب ما حدث في بلدة بيتونيا عند الإفراج عن الأسيرات والأسرى الأطفال بسبب الاحتفالات التي رافقت وصول الأسرى ودعم المقاومة والهتاف لها. حيث وصف الاحتلال تلك الاحتفالات بأنها غير مسبوقة كما أنه يرفض تلك الاحتفالات «نظرا لحساسية الوضع»، كما تقول سلطات الاحتلال.

وذكرت أن الجانب الإسرائيلي أوصل رسالة للمقاومة مفادها أنه لن يتم إطلاق سراح الأسرى المحررين من سجن عوفر ولكن من مدينة أريحا، وهو ما رفضته المقاومة.

لذا فإن الاحتلال قد يقوم بتفريق أماكن تسليم الأسرى الفلسطينيين على عدة حواجز في الضفة الغربية حتى لا يتكرر مشهد الاحتفالات كما حدث. وأشارت إلى أن المقاومة ذكرت أن أي تعطيل في صفقة الإفراج اليوم سيتحمل مسؤوليته الاحتلال.

التباس بالأرقام

وفي السياق ذاته، أشارت المعلومات إلى أن هناك التباسا حدث في عدد الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم حيث تبين أن أحد الأسرى الأطفال المدرجين على القوائم الإسرائيلية قد تم الإفراج عنه قبل أيام بعد انتهاء محكوميته، لذا تراجع عدد المفرج عنهم.

وأفادت بأنه لم يعلن رسميا أنه تم تسليم الأسرى الإسرائيليين للصليب الأحمر في قطاع غزة، حيث تنص الاتفاقية على أنه بعد 4 ساعات من انتقال الأسرى الإسرائيليين للصليب الأحمر واستلامهم من قبل السلطات الإسرائيلية على الجانب الآخر من الحدود الإسرائيلية المصرية يتم الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

تمديد الهدنة

وكشفت المعطيات عن مباحثات ومفاوضات على مستويات رفيعة في أكثر من دولة من الدول ذات العلاقة بصفقة الهدنة وصفقة تبادل الأسرى، بشأن تمديد الهدنة. وأوضحت أن المعطيات تشير إلى الاقتراب من الاتفاق على تمديد الهدنة وزيادة عدد الذين سيتم إخلاء سبيلهم من قبل المقاومة والاحتلال.

وفي سياق متصل ذكرت صحيفة هآرتس العبرية أن وفدا قطريا وصل إلى «إسرائيل» لدفع الاتفاق الخاص بالإفراج عن الأسرى ولضمان أنه سوف يتم تحقيق الإطار العام الذي تم التوصل إليه حتى الآن. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي قطري قوله «إن جزءا من مهمة الطاقم القطري تهدف إلى ضمان أن يستمر الاتفاق في إحراز تقدم على نحو سلس ولمناقشة مزيد من التفاصيل بشأن الاتفاق الحالي».

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول قطري قوله إنه تم التنسيق مع مسؤولين إسرائيليين لضمان استمرار الهدنة وإطلاق سراح المحتجزين دون عوائق. وكانت رويترز قد نقلت عن مسؤول مصري قوله إن بلاده تلقت «مؤشرات إيجابية» بشأن تمديد الهدنة في غزة ليوم أو يومين.

وامس تحدث رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج خالد مشعل عن وضع المقاومة في غزة وقيادتها العسكرية بعد مرور نحو 50 يوما على الحرب، مؤكدا أن الحركة أعدت العدة لحرب طويلة.

وقال مشعل في كلمة ألقاها عبر الإنترنت بافتتاح المنتدى الإسلامي العالمي للبرلمانيين في إسطنبول، إن «المقاومة بخير. نعم هناك شهداء من المقاتلين والقيادات والإدارات، وبعض القيادات العسكرية، ولكن ليس من الصف الأول. رغم كل ذلك المقاومة بخير، أسلحتها وأنفاقها وقيادتها سليمة».

وتابع «أعددنا أنفسنا لحرب طويلة ولكن لا نأمل أن تطول. الوضع الإنساني يؤلمنا ولكنه لا يثنينا عن المسيرة، فالقادة يستشهدون أيضا، ولديهم أقارب بين الشهداء».وقال طاهر النونو مستشار رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية إن هناك خروقا لاتفاق الهدنة المؤقتة من قبل الجانب الإسرائيلي. وفي تصريحات ، أوضح النونو أن الاحتلال خرق الاتفاق عبر إطلاق النار في أكثر من موقع بغزة، مما أدى إلى استشهاد فلسطينيين اثنين.

في غضون ذلك أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني انطلاق قافلة مكونة من 61 شاحنة مساعدات إنسانية من رفح، جنوبي قطاع غزة، نحو مدينة غزة وشمالها. وتحمل القافلة مواد إغاثية وغذائية، ومياها للشرب، وأدوية الرعاية الأولية، ومستلزمات إسعافية. وأضاف الهلال الأحمر الفلسطيني أن هذه القافلة هي أكبر قافلة مساعدات تصل إلى غزة والشمال منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل 50 يوما.

ومن المقرر حسب الهلال الأحمر أن المساعدات التي ستدخل عبر معبر رفح البري تبلغ نحو 200 شاحنة بينها وقود وغاز للطهي.

«اسرائيل»

وامس توعد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هارتسي هليفي باستكمال القصف والمناورة في قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة، معتبرا أن الضغط العسكري هو ما يضمن إعادة كل «المختطفين».

واشنطن

كشف الرئيس الأميركي جو بايدن، عن أن هناك احتمالا لتمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة التي تم التوصل إليها بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس). جاء ذلك في تصريحات خلال مؤتمر صحفي بولاية ماساتشوستس الأميركية، بحسب بيان للبيت الأبيض.واعتبر بايدن أن إفراج حركة حماس عن مجموعة أولى من الذين احتجزتهم خلال هجومها على إسرائيل «ليس سوى بداية»، مؤكدا وجود «فرص حقيقية» لتمديد هدنة الأيام الـ4 في غزة. واعتبر الرئيس الأميركي أن الوقت قد حان للعمل على «تجديد» حلّ الدولتين لإرساء سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.وأضاف: «أشجع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على الحدّ من الضحايا»، مقراً بأنّ القضاء على حماس «مهمة صعبة».

روسيا

أعلنت الخارجية الروسية أن معظم المواطنين الروس الذين طلبوا إجلاءهم عن غزة قد غادروا إلى روسيا، وأن عشرات المواطنين الآخرين طلبوا إجلاءهم مؤخرا، حيث لم يتمكنوا سابقا من الاتصال بها. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: «يقوم الدبلوماسيون الروس بالتعاون مع وزارة الطوارئ الروسية بتنفيذ إجراءات الإجلاء بنشاط. وبسبب الهدنة الإنسانية المعلنة، تم إغلاق معبر رفح مؤقتا أمام مواطني جميع البلدان»، مؤكدة أنه بعد الهدنة الإنسانية، ستتواصل عمليات الإجلاء.

مصر

أعلنت مصر، تلقيها إشارات إيجابية من كل الأطراف لتمديد فترة الهدنة المعلنة في قطاع غزّة.

وأكّد رئيس هيئة الاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، وجود اتصالات مصرية مُكثّفة تجري حالياً مع كل الأطراف، «لتمديد فترة الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لمدة يوم أو يومين إضافيين، بما يعني الإفراج عن مزيد من من المحتجزين في غزة والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية». ولفت رشوان إلى أنّ مصر تلقت حتى الآن «مؤشرات إيجابية» من كل الأطراف لتمديد فتره الهدنة.

الأردن

أكد أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أن «إسرائيل لن تنعم بالأمن بقتل الفلسطينيين»، معتبرا أنها «ترتكب جرائم حرب، في خرق واضح» للقانون الدولي، وأنها «تهاجم كل من لا يتفق مع سياستها». جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك في العاصمة عمان مع وزيرة الخارجية السلوفينية تانيا فايون، ووزير الخارجية البرتغالي جواو كرافينيو، في إطار زيارة رسمية يجريها الأخيران إلى المملكة.

ايران

قال وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان، إن مستقبل قطاع غزة يحدده الشعب الفلسطيني ومقاومته، لافتا إلى أمله بأن تتحول الهدنة المؤقتة التي بدأت الجمعة إلى وقف دائم لإطلاق النار وجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي. وأبدى عبد اللهيان سعادته لدخول الهدنة الإنسانية التي تم التوصل إليها بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والاحتلال الإسرائيلي حيز التنفذ، مضيفا أنه يأمل في استمرار الجهود للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وما يرتكبه «الكيان الصهيوني» من جرائم حرب بحق أهالي غزة.