اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يعتبر النائب والوزير السابق محمد الجسر أن "ما يحصل في قيادة الجيش هو نتيجة للوضع الذي نعيشه"، ويتساءل عما يجب انتظاره في الوقت الذي تتعطّل فيه كامل المؤسّسات؟ ويبدي أسفه من "عدم وجود مسؤولين يسعون الى استدراك هذا الواقع، وخصوصاً أن هذا الفراغ في قيادة الجيش سيوصلنا إلى أمكنة خطرة جداً، وفي الوقت نفسه لمؤسّسة بهذه الأهمية، لا بد أن كل المؤسّسات الأمنية مهمة لكن مؤسّسة الجيش ببعدها الأمني والظروف التي نعيشها، تحظى بأهمية قصوى".

ويرى الجسر في حديث لـ "الديار" أننا "أمام حلّين، إما التمديد أو طريقة أخرى مماثلة لها، وإما التعيين، لكن هناك من يرفض هذا التعيين في ظل غياب رئيس الجمهورية، فهذا أمر خطر بحيث من الضروري القيام بخطوة ما، لأن الأمر قد يطول كثيراً". ويشير إلى "قواعد قانونية تقول ان الضرورات تبيح المحظورات، فالجميع من دون استثناء هو مسؤول عن الواقع الذي وصلنا إليه، لا سيما لجهة تعطيل المادة 49 من الدستور، ولا أحد بإمكانه التنكّر بعدم المشاركة في هذا التعطيل، وعلى الجميع إيجاد المخرج لأنه لا يجوز ترك مؤسّسة أمنية بهذا الحجم من دون قيادة، لأن أي مخرج هو أفضل من الفراغ".

وعن إعادة ملف رئاسة الجمهورية إلى دائرة الاهتمام، كشف أنه لا يتوقع أي تطوّر قريب في هذا الشأن وليس متفائلاً، وإن كان بطبعه لا يحب التشاؤم، كما يقول، لكنه يقارب الوقائع كما هي، وبالتالي يقول "إننا قمنا بتعطيل قواعد الانتخاب، لأن هناك نصا دستوريا يحدِّد هذا الأمر، وفي المادة 49 ما من إشارة إلى النصاب والحضور في عملية الانتخاب، بل عن نسبة التصويت، حيث من المفترض في الدورة الأولى أن تكون نسبة التصويت الثلثين، وفي الدورة الثانية الأكثرية المطلقة، إلا أنهم استنبطوا عملية الحضور، مع العلم أن نصاب الحضور لا يُستنبط، ووفق النص، في حال عدم توافر الثلثين في الدورة الأولى يتم الانتقال الى الدورة الثانية، وبالتالي، فإن الدستور قد وُضع ليُطَبّق وليس ليُعَطّل".

ويستطرد بأنه ومنذ أن "حصل تعطيل تنفيذ الدستور ولم يتم حل هذه المسألة، فإنه وفي كل استحقاق جديد سيتكرّر الوضع نفسه وهذا ما حصل في العام 2007، وهذه المسألة نشأت بعد كلام المغفور له البطريرك صفير الذي قال إننا لا نقبل أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية حتى في الدورة الثانية من دون حضور الثلثين، لم يكن هناك من نص في هذا الخصوص، ولكن الكل قد تبنى هذه المقاربة، حيث ان الجميع كان يجلّ ويحترم البطريرك صفير، إنما هناك من عارض هذا التوجّه، وكل فريق سعى إلى الاستناد إليه بطريقة مختلفة، والآن يريدون الذهاب الى تسوية بعد تعطيل الانتخاب،  والتسوية تفترض الاتفاق، لأن كل فريق سيرفض مرشّح الفريق الآخر، ولكن التسوية لها شروطها وأبعادها ولا نعرف إلى أين ستصل، فنحن من عقّد الأمور على أنفسنا، وليس هناك من عقّدها علينا".

وحول إمكانية اندلاع حرب في لبنان، تمنى عدم حصول حرب، و"إن كان حصولها مرتبطاً بوضع دولي ـ إقليمي، ووفق ما يُسرَّب في الإعلام والأخبار أن المحادثات الإيرانية ـ الأميركية متقدمة، والأميركيين لا يريدون حصول تصعيد في لبنان، وكذلك الأمر بالنسبة للإيرانيين، ولا أتصوّر أن إسرائيل ستشن حرباً على لبنان بسبب مشاكلها الداخلية، وهذا ما يقوله المنطق، ولكن ليس المنطق هو الذي يحكم مسار الامور دائماً".

وحول مستقبل لبنان يؤكد أن "هناك مخاوف لأن الازمات في لبنان تتواصل وتتراكم، وما من مشكلة سوى عدم تطبيق القوانين والدستور، أي مراعاة المصالح الضيقة، ونحن نفتقد الثقافة الديمقراطية، حيث لا يمكن لأي فريق أن يربح على الدوام أو أن يخسر على الدوام، بل يريدون دائماً أن يربحوا، ففي العام 2007 لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية إلاّ بعد تسوية الدوحة، وبعد فراغ لعامين، والآن سنتأخر بانتخاب الرئيس لأن البعض عطّل الانتخاب".

ويتابع : "بالنسبة لتكليف رئيس للحكومة وكل حكومة يتطلب تكليفها أشهراً لكي تتألف، لأننا نريد تشكيل حكومة وفاق وطني، وهذا الأمر يتطلب مراعاة الكتل النيابية، ثم لاحقاً يجب الأخذ برأي كل الكتل من أجل اتخاذ أي قرار، فنحن في بلد ديموقراطي والكلام على منطق الحكومات التوافقية أطاح الدور الأساسي لمجلس النواب لأنه لم تعد هناك معارضة للحكومة، والناس تعتقد أن الدور الأساسي للمجلس هو التشريع، إنما الموقف الأساسي هو الرقابة، واليوم ما من رقابة على أعمال الحكومة، لأن الكل يشارك فيها".

وبالنسبة لفوز "المستقبل" بنقابة المحامين في طرابلس، في الوقت الذي علّق فيه "التيار الأزرق" عمله السياسي، يذكِّر بأن "التيار متوقف عن العمل السياسي وليس عن العمل النقابي، المستقبل له حضور وما من أحد استطاع تعبئة مكانه أو الحلول محل المستقبل حتى في السياسة".

وعما إذا كان سيستمر تعليق العمل السياسي لـ "المستقبل"، يشدّد الجسر "حتى الساعة نعم".


الأكثر قراءة

العثور على 6 جثث لأسرى لدى حماس مقتولين يُحدث زلزالاً في «إسرائيل» الشارع يتحرّك ضدّ حكومة نتانياهو... ونقابة العمّال تعلن الإضراب الشامل