اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أعلنت قطر تمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة ليومين إضافيين، في حين أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن التمديد سيكون بنفس شروط الهدنة السابقة التي دخلت امس يومها الرابع. وكان شهد امس إطلاق سراح 11 «إسرائيليا» محتجزا في غزة، مقابل أكثر من 30 أسيرا فلسطينيا في سجون الاحتلال.

وفي حين قال مسؤول قطري إن بلاده «تركز على ما هو ممكن على الفور، مثل الحفاظ على وقف إطلاق النار ومنع نشوب حرب إقليمية»، أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن أوروبا ستكون أولى الضحايا إذا حدث فراغ سلطة في غزة.

أعلنت حركة حماس امس، التوصل إلى اتفاق على تمديد الهدنة في غزة يومين إضافيين، وفق الشروط السابقة نفسها. وأوضحت أنّ هذا الاتفاق جرى بالتنسيق «مع الأشقاء في قطر ومصر».

من جهته، أكَّد نائب ‏رئيس حركة حماس في قطاع غزة خليل الحية أنًّ المقاومة تمكنت من الوصول للعدد المطلوب من الرهائن لتمديد الهدنة يومين، مشددًا على أنَّ الحركة تسعى إلى الدخول في صفقة جديدة تتجاوز النساء والأطفال.

كما أعلنت وزارة الخارجية القطرية التوصل إلى اتفاق بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) و»إسرائيل» لتمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة. وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، في تغريدة على موقع إكس، «تعلن دولة قطر أن في إطار الوساطة المستمرة تم التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة الإنسانية ليومين إضافيين في قطاع غزة».

من جهته، قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري إن دولة قطر تأمل أن يفضي اتفاق الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وأضاف أنه لا يوجد نزاع بدأ وانتهى في ساحة المعركة، وفي النهاية دائما تكون هناك اتفاقات، مذكّرا بأنه كان هناك كثير من المشاعر والغضب في البداية من كلا الجانبين، والآن يتم إطلاق سراح الرهائن، وهناك استراحات في القتال.

بدوره، قال مسؤول «إسرائيلي» كبير إنّه جرى التوصل إلى اتفاق على مخطط لتمديد وقف إطلاق النار يومين إضافيين، في مقابل إطلاق سراح 10 أسرى «إسرائيليين» كل يوم. وأضاف المسؤول «الإسرائيلي» أن حكومته مستعدة للإفراج عن 3 من الأسرى الفلسطينيين مقابل كل محتجز «إسرائيلي»، بشرط أن تكون الأيام الإضافية محددة بـ 5 أيام.

مصلحة للجميع

الى ذلك قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن رحب بإعلان قطر تمديد الهدنة في غزة ليومين إضافيين. كما رحّب منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي بتمديد الهدنة يومين، متوقعاً وجود نحو 8 أو 9 أميركيين أسرى لدى حماس.

وفي السياق، قالت وزارة الدفاع ألأميركية (بنتاغون) «لا نرى أن الحرب في غزة تحولت إلى صراع إقليمي رغم أن التوتر حاد».

غوتيريس: تمديد الهدنة بارقة أمل

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أن»تمديد الهدنة في قطاع غزة ليومين بين إسرائيل وحماس هو بارقة أمل وإنسانية وسط ظلمات الحرب». وأمل غوتيريس، أن «يتيح لنا ذلك تعزيز المساعدة الإنسانية في شكل أكبر لسكان غزة الذي يتألمون بشدة، علما أنه حتى مع هذا الوقت الإضافي، سيكون من المستحيل تلبية كل الحاجات الهائلة للسكان».

غضب في مستوطنات الشمال

قال رئيس بلدية كريات شمونة أفيحاي شترن: «إن المستوطنين لن يعودوا الى منازلهم حتى يجري إبعاد عناصر حزب الله إلى ما بعد الليطاني»؛ بحسب تعبيره.

وفي مقابلة مع موقع «يديعوت أحرونوت»، قال شترن «إنني لا أعرف عن أي إنجازات يتحدث وزير الأمن (الحرب) يوآف غالانت، طالما أن قوة الرضوان عند السياج، فليس لأحد القدرة على التعهد لنا أننا لن نستيقظ ذات صباح على ما يحصل في الجنوب»، سائلًا: «من سيكون مستعدًا للعودة إلى هنا؟».

ورأى أنه «يجب القيام بعملية قاسية ورادعة»، مضيفًا: «يجب على الجيش الإسرائيلي أن يتعلم أن يهاجم من أجل تجنب الحاجة إلى حماية حياتنا من عشرات الآلاف من مقاتلي حزب الله الذين سيصلون إلى المدينة، في غضون دقائق، عندما يقرّرون أن الوقت قد حان للهجوم، فالتهديد يتزايد»، سائلًا: «ما الذي تنتظره المؤسسة الأمنية والحكومة؟».

وتابع: «مرّ قرابة الشهرين منذ إخلاء كريات شمونة، وأكثر من 20 ألف من سكانها غادروا إلى شقق اللجوء وغرف الفنادق، بينما بدأ الكثير منهم حياة جديدة تُعرّف بأنها مؤقتة ولكنها ليست مستبعدة، لأنهم لن يعودوا بعد الآن إلى مدينتهم»؛ وفقًا لتعبيره.

ونقل شترن عن أفيتال سلاف، وهي إحدى «المؤثرات» على مواقع التواصل ومقيمة في كريات شمونة، قولها إن: «المنزل الذي من المفترض أن يكون المكان الأكثر أمانًا هو المكان الأكثر خطورة بالنسبة إلينا الآن». كما نقل عن غابي حاسين، وهو من سكان كريات شمونة، والذي استأجر منزلًا بداية الحرب في مستوطنة مجدل المحاذية لطبريا، قوله إنه مستعد لمنح منزله الخاص في المدينة إلى غالانت وعائلته،

مضيفًا: «لتأتي عائلة غالانت للسكن في كريات شمونة وتعطيني منزلها، إذا كان يعتقد أننا سنعود للعيش كما كنا قبل 40 إلى 50 سنة، فإنّه مخطئ كثيرًا».

الغضب على كلام غالانت لم يتوقف في كريات شمونة فقط، فرئيس المجلس الإقليمي «ماطه إيشر» موشيه دويدوفيتش تحدّث عن الموضوع بشدة لـ «يديعوت أحرونوت»، وقال: «يبدو لي أن غالانت نسي رفع الغطاء عن عدسات المنظار، فنحن لا نهتم بصافرة التهدئة من قبله ولا بكلماته الفارغة، ومواطنونا لن يكونوا كالبط في حقل حزب الله»، مضيفًا: «إذا كان يعتقد أن سكان الشمال سيكونون قصة «كفار غزة 2» - ىكفار غزة مستوطنة على حدود غزة تعرضت لهجوم «حماس- فإنه مشتبه، فهذا لن يحدث، بينما الجيش الإسرائيلي لم يكمل مهمته في الشمال فحسب، بل لم يبدأ مهمته بعد».

وكان وزير الحرب يوآف غالانت، قد أجرى تقديرًا للوضع في «الفرقة 210»، مستعرضًا نشاط القوات «الإسرائيلية» في القطاع الشرقي من الحدود اللبنانية والحدود السورية.

أنفاق حماس

بعد اكتشافها أحد الأنفاق في قطاع غزة، تفاجأت سلطات الاحتلال الصهيوني بالأبعاد والمواصفات التي أنشئ عليها، من حيث المكان والحجم والعمق، ورأت فيه «مترو» حقيقيًا بكل ما للكلمة من معنى.

مصدر أمني كبير في جيش الاحتلال الصهيوني عبّر عن قلق السلطات تجاه هذه الأنفاق قائلًا: «الصورة التي ظهّرت العالم التحت أرضي لحماس في قطاع غزة، في المناطق التي احتلها الجيش «الإسرائيلي»، مقلقة جدًا.. تتضمن الصورة أماكن، الحجم، الكبر والعمق، وبعضها لم نشهد لها مثيلًا على الإطلاق».

أضاف المصدر الأمني بحسب موقع «والاه» العبري: «النتائج في الميدان تطلبت إدخال خبراء متفجرات، أنواع تربة، هندسة وما شاكل، من أجل التوصل إلى حلول التدمير المتنوعة.. لا توجد أي نية للإبقاء على البنية التحتية هكذا أو فقط تخريبها.. يجب تدمير كل شيء، وهذا يتطلب أعمال دقيقة لا تبقي أي إمكانية لإعادة إعمار المنطقة التحت أرضية».

ونقل موقع «والاه» عن مسؤول صهيوني آخر وصفه بـ»الكبير» أيضًا قوله: «من أجل تدمير البنية التحتية التي تمّ اكتشافها حتى الآن بحاجة إلى الكثير من الصبر والوقت.. بكلمات أخرى، ما زال يوجد للجيش «الإسرائيلي» الكثير من العمل من أجل معالجة الـ»مترو» الحقيقي لحماس (شبكة الأنفاق)، ليس تلك التي تمّ تفجيرها خلال عملية «حارس الأسوار» (عملية سيف القدس في أيار 2021) وأعادوا بناءها، بل تلك التي تسمح لهم بالبقاء تحت الأرض لأشهر طويلة، في العمق، وفي بعض الأنفاق لتحريك السيارات من جانب إلى آخر».

وأضاف المسؤول الصهيوني: «أنا لا أستطيع الحديث عن جداول زمنية واضحة، هذا يتطلب الكثير من العمل والجيش «الإسرائيلي» لم يقم بعد بمناورة في جنوب قطاع غزة». وقدّر المسؤول نفسه أن «القيادي في حركة حماس يحيى السنوار وباقي مسؤولي الحركة الكبار يتواجدون في منظومات محفورة في عمق الأرض، بعضها قد يصل لعمق 70 – 80 مترًا مع جدارن اسمنتية خاصة، تم جلبها بشكل خاص الى قطاع غزة، ومع منظومات تهوئة متطورة».

دول عربية وأوروبية تتفق على الحاجة لحل الدولتين

في غضون ذلك سيطرت «الحرب الإسرائيلية» على غزة على افتتاح منتدى الاتحاد من أجل المتوسط المنعقد في برشلونة الإسبانية، حيث أكد معظم المتحدثين في كلماتهم على ضرورة التوصل لوقف إطلاق دائم للنار في القطاع والسعي الجاد إلى حل الدولتين.

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في كلمته إن «إسرائيل» تجاوزت حد الدفاع عن النفس، وعليها ألا تفكر في إعادة احتلال غزة، مؤكدا على ضرورة تمديد الهدنة الإنسانية في القطاع وتحويلها إلى هدنة «دائمة للسماح بالعمل على حل سياسي» للنزاع.

أضاف بوريل أن حركة المقاومة الإسلامية(حماس) «ليست مجرد مجموعة أفراد وإنما فكرة وأيديولوجيا لا يمكن قتلها». وأشار إلى» أن العالم سيواجه ما وصفها بموجات تطرف وعنف غير مسبوق إذا لم يتم وقف الحرب في غزة».

وأكد المسؤول الأوروبي أنّه «لن يكون هناك سلام أو أمن لإسرائيل من دون دولة فلسطينية».

لا لترحيل الفلسلطينيين

من جانبه، قال وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي إن على الجميع العمل على وقف الحرب على غزة بشكل نهائي، كما أن على «إسرائيل» «أن تفهم أننا لن نقبل ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة».

وأشار إلى أن «تل أبيب» لم تعمل لتحقيق السلام، ولم تنفذ الاتفاقيات الموقعة وقوضت حل الدولتين، وأن النزاع لم يبدأ في 7 تشرين الأول الماضي، بل هو نتيجة معاناة الفلسطينيين على يد «إسرائيل» لعقود.

بدوره، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إنه لا بديل عن حل الدولتين لإنهاء الصراع «الإسرائيلي»- الفلسطيني. وأضاف أن «إسرائيل» تتحمل مسؤولية كل العنف الذي نراه.

من جانبه، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إنه لا يوجد حل آخر سوى إنهاء الحرب وتمديد وقف إطلاق النار ليصبح دائما.

من جهته، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إن على المجتمع الدولي العمل لتحقيق قيام دولة فلسطينية، مما يضمن السلام في المنطقة.

وأكد ألباريس أن أي رد «إسرائيلي» يجب أن يكون وفق القانون الدولي وليس بقتل آلاف المدنيين الأبرياء بلا تمييز.

ايران

اكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، خلال تصاله بنظيره التركي رجب طيب إردوغان، أنّه لا يحق للأميركيين التدخل في شأن غزّة، وأنّ سكان غزة هم أصحاب القرار لتحديد مستقبل القطاع.

من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر کنعاني، إن الولايات المتحدة تحاول فرض رؤيتها بشأن مستقبل أهالي غزة بعد فشل العدوان الإسرائيلي على القطاع، مشدداً على أنّ مستقبل غزة يحدده الفلسطينيون وحدهم من دون أي تدخل أو إملاءات خارجية.

مصر وهنغاريا ْ

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن استقرار وأمن المنطقة يرتبطان بشكل أساسي بالاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية على حدود 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأوضح السيسي خلال استقباله رئيسة هنغاريا كاتالين نوفاك، في زيارتها الأولى لمصر، الجهود المصرية منذ بداية الأزمة وحتى التوصل للهدنة الإنسانية في قطاع غزة، مشددا على أهمية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات الإغاثية إلى أهالي القطاع بما يلبي احتياجاتهم المعيشية ويحد من حجم المعاناة الإنسانية الهائلة التي يشهدونها، مع ضمان عدم امتداد الصراع إلى الضفة الغربية.

ومن جانبها، ثمنت رئيسة هنغاريا الدور المصري في صون الاستقرار والسلام بالشرق الأوسط معربة عن تقدير بلادها لجهود مصر سواء في العمل الدؤوب على تسوية أزمات المنطقة أو على المستوى الدولي في مختلف المحافل ذات الصلة.

الأكثر قراءة

الكمّاشة المالية الدولية تحاصر لبنان... ماذا ينتظر البلاد؟ هل يتمّ الإفراج عن سلامة غداً؟