اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يبحث وزير الدفاع العدو الإسرائيلي يوآف غالانت عن "نصر" يسوقه للمستوطنين على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، لذلك اعلن خلال زيارة له على الحدود مع لبنان، أن "الجيش الإسرائيلي" أجبر مقاتلي حزب الله على الانسحاب من الحدود، متطرقاً الى ما اسماه "العمل الجيد الذي تقوم به "القوات الاسرائيلية"، والذي أجبر مقاتلي الحزب على الانسحاب من الجبهة الى عمق الأراضي اللبنانية". ولكن ذلك لم يجز على المستوطنين الذين هاجموا وزير دفاعهم بقسوة، الى حد وصل بأحد المستوطنين للطلب من غالانت استبدال المنازل، أي أن يعيش غالانت على الحدود الشمالية ويقدم منزله للمستوطن.

إن هذه المعضلة التي تواجه العدو الاسرائيلي بما يتعلق عودة مستوطني الشمال الى مستوطناتهم، هي الكبرى أمام حكومة بنيامين نتانياهو، لذلك عاد الحديث الى تطبيق القرار 1701، علماً أن هذا العدو لم يحترم هذا القرار منذ ولادته.

بالنسبة الى حزب الله لا معنى للحديث عن وجوده جنوب الليطاني أو شماله، فمقاتلو الحزب هم أبناء القرى الجنوبية، ولا أحد يستطيع نزعهم من أرضهم، لذلك فلا يجد الحزب أي معنى للحديث عن انسحابه الى شمال نهر الليطاني، ولا يقبل حتى الخوض بهذا النقاش، وقد سمع موفدون دوليون الى لبنان هذا الموقف مراراً وتكراراً، قبل الحرب على غزة وبعدها، بحسب مصادر متابعة، فمن قال ان الحزب يرضى اليوم بالقرار 1701، وهو الذي يخوض مفاوضات تتخطى مسألة الحرب على الحدود، وتصل الى تفاصيل الحياة السياسية اللبنانية؟

يتساءل كثيرون حول ما إذا كانت الحرب سبيلاً لتطبيق القرار 1701، وقد خضنا في نقاش سابق حول هذه المسألة، خاصة أن حزب الله غير معني إطلاقاً بعودة المستوطنين الى الشمال، وغير معنيّ أيضاً بطمأنتهم، فعلى من يسعى الى التهدئة أن يبادر بتقديم الحلول التي لن تكون الا لمصلحة لبنان، تقول المصادر.

حتى الساعة، لا تزال الجهود الأميركية تصب في إطار السعي إلى منع توسع رقعة الاشتباكات بين حزب الله والعدو الإسرائيلي، الأمر الذي ساهمت فيه في الأيام الماضية التهدئة القائمة في قطاع غزة، لكن هذا لا يلغي أن العودة إلى العمليات العسكرية في فلسطين المحتلة، ستعني عودة السخونة إلى الجبهة الجنوبية.

في الكيان الصهيوني هناك حديث يوميّ عن أن عملية طوفان الأقصى، من وجهة النظر "الإسرائيلية"، فرضت تحديات وجودية من الضروري العمل على معالجتها، ما يصعب من إمكانية الذهاب إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو ما ينطبق أيضاً على الجبهة الجنوبية، حيث لا يتردد بعض المسؤولين في الحديث عن مخاوف جدية على المستوطنات الشمالية.

هنا سيكون على "تل أبيب" التفكير في خيارات صعبة من أجل مواجهة هذا الواقع: الذهاب إلى الحرب بما تعنيه من مخاطر ونتائج غير مضمونة، أو الذهاب إلى تسوية سياسية تتطلب أثماناً باهظة، قد لا تكون القيادتان السياسية والعسكرية في صدد دفعها اليوم، خصوصاً بعد الضربة التي تلقتها في "طوفان الأقصى".

من هذا المنطلق، ترى المصادر أن المعني بتقديم تنازلات سيكون "الاسرائيلي"، بينما على الضفة اللبنانية سيكون من المبكر الحديث عما يقبله حزب الله وما يرفضه، ولكن هناك مسلّمات غير قابلة للنقاش، وبالتالي بحسب المصادر، فإن الملف اللبناني سيكون على طاولة المفاوضات الرئيسية هذه المرة، والحل الأسهل "للاسرائيلي" هو تسويق نصر وهمي لإقناع المستوطنين بالعودة، لأن طموحه بما يتعلق بوجود المقاومة في كل قرية جنوبية حتى الحدود لا يمكن أن يتحقق، لا بالسلم ولا بالحرب.

الأكثر قراءة

العثور على 6 جثث لأسرى لدى حماس مقتولين يُحدث زلزالاً في «إسرائيل» الشارع يتحرّك ضدّ حكومة نتانياهو... ونقابة العمّال تعلن الإضراب الشامل