اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

مع انقضاء اليوم الثاني من الهدنة الإنسانية الثانية في قطاع غزة، تكثر التساؤلات حول ما بعد الهدنة وما ينتظر القطاع في المرحلة المقبلة، في ضوء المناخات المؤيدة لتمديد وقف النار، حيث يكشف الناطق الإعلامي باسم حركة حماس جهاد طه لـ"الديار" عن "أجواء دولية وإقليمية توحي بضرورة وقف العدوان، لأن ما صدر عن لجنة الشؤون الخارجية في الإتحاد الأوروبي أو من حكومتي بلجيكا وإسبانيا، يؤشر إلى مناخ يؤكد على وقف النار، واحتمال تمديد الهدنة الإنسانية، ومعالجة قضايا المحتجزين والأسرى في الأيام المقبلة".

وبالتالي، يؤكد طه أن "تمديد الهدنة، التي تنتهي اليوم، قد أتى على قاعدة الشروط ذاتها التي تمّ التوافق عليها في الهدنة الأولى، والتي تقضي بإطلاق الأسرى "الإسرائيليين" مقابل الإفراج عن معتقلين في سجون العدو، وإدخال القوافل الإغاثية والطبية وإيصالها إلى كل مناطق القطاع، ووقف إطلاق النار، إضافةً الى وقف الطلعات الجوية فوق غزة، وقد تمّ كل ذلك طبعاً بجهودٍ قطرية ومصرية نتيجة المساعي التي بُذلت أخيراً".

وعن شمول أي صفقة مرتقبة في حال التمديد الثالث للهدنة الأسرى العسكريين، يوضح أنه في الوقت الحالي "يتمّ الإلتزام بما يخصّ المحتجزين المدنيين والمستوطنين الذي يحملون جنسيات غربية، وأمّا موضوع جنود وضباط الإحتلال فيتمّ التوافق عليه لاحقاً، لأن هناك موقفاً أبدته حركة حماس سابقاً في الأيام الأولى للعدوان، بأنه ليس لديها مشكلة في إبرام صفقة شاملة على قاعدة إطلاق ما لديها من جنود وضباط تمّ أسرهم في عملية طوفان الأقصى، مقابل تبييض السجون والمعتقلات الصهيونية كافةً، وإطلاق جميع الأسرى والأسيرات والفتيان الموجودين، والذين يتنافى وجودهم داخل السجون مع كل الأعراف الدولية لأنهم أطفال".

وفي هذا السياق، يشير إلى "ما أعلنت عنه المقاومة في بداية عملية طوفان الأقصى، بأن لديها ما يزيد عن مئتين من الأسرى، وبالتالي تستطيع بما تمتلكه أن تطلق سراح جميع الأسرى الموجودين في السجون والمعتقلات الصهيونية، والذين قُدر عددهم بخمسة آلاف أسير، إضافةً إلى المعتقلين منذ بداية معركة طوفان الأقصى، إذ تم اعتقال ما يزيد عن ألفين من أبناء شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية، والذين ستشملهم عملية التبادل لأنهم ضمن الإعتقال الإداري لم تصدر يحقهم أية أحكام".

وحول المعادلة التي تمّ التوافق عليها، يقول إنها تقضي "بإطلاق 3 أسرى مقابل كل محتجز من النساء والفتية الذين هم دون الثامنة عشرة، بينما معادلة الجنود والضباط الموجودين بيد المقاومة، فلم يتم التفاوض بعد حولهم حتى هذه اللحظة، ويبدأ البحث به بعد الإنتهاء من ملف المحتجزين المدنيين".

وأمّا بالنسبة للجهات المفاوضة، يشير إلى أن "الاولوية هي ترك الأمر للوسطاء في قطر ومصر وغيرها من الدول الغربية والإقليمية"، مؤكداً "انفتاح حركة حماس على أي وساطة من شأنها أن تخدم القضية الفلسطينية وأبناء شعبنا في قطاع غزة، الذين يعيشون وسط حالة دمار واسعة كشفتها عملية وقف إطلاق النار، وبالتالي الأولوية هي للتخفيف من معاناتهم وإدخال كل ما يلزم إلى قطاع غزة وإعادة تشغيل المستشفيات والمراكز الطبية وإيواء النازحين الذين دُمّرت منازلهم".

ورداً على سؤال حول دخول الصحافيين إلى غزة ونقل مشاهد الدمار خلال الهدنة، يوضح أن بعض الصحافيين العرب والأجانب دخلوا خلال الأيام الماضية، ونقلوا آثار العدوان الذي قام به رئيس الحكومة الصهيونية، الذي يحاول أن يحقق نوعاً من الإنجازات ليرضي المجتمع الصهيوني الذي يحمّله المسؤولية الكاملة والفشل الذريع في عملية طوفان الأقصى، كي لا تتمّ المطالبة بالتحقيق معه ، لأن هناك لجان تحقيق تنتظر حكومته لمساءلته عمّا جرى، وربما تؤدي إلى إنهاء حياته السياسية والزجّ به في السجن كما حصل في لبنان بعد عدوان 2006 مع إيهود أولمرت بعد تقرير فينوغراد، حيث تمت محاسبته وإنهاء حياته السياسية، ولذلك يواجه نتنياهو حالة ارباك وتخبّط ويحاول ترحيل كل هذه المشاكل عبر الضغط على قطاع غزة، ببنك الأهداف الذي عمل من خلاله على قتل ما يزيد عن 6 آلاف طفل و3 آلاف إمرأة، والدمار الواسع.

بينما في المقابل، يؤكد طه، ان المقاومة برهنت حتى الساعات الأخيرة أنها ما زالت حاضرة في الميدان، وأنها استطاعت حتى الساعات الأخيرة أن تصل صواريخها إلى عمق "تل أبيب"، ومواجهة الدبابات والآليات الصهيونية بمقاومة باسلة، وهذا ما جعل المؤسسة العسكرية توافق على هذه الهدنة، بينما كانت في بداية العدوان تضع 3 أهداف أساسية لوقف اطلاق النار، وهي احتلال غزة وسحق المقاومة وإطلاق سراح الأسرى الموجودين بيد المقاومة، ولكن لم ينجح نتنياهو في تحقيق هذه الأهداف، وهذا ما سيدفعه إلى تمديد الهدنة الانسانية". 

الأكثر قراءة

العثور على 6 جثث لأسرى لدى حماس مقتولين يُحدث زلزالاً في «إسرائيل» الشارع يتحرّك ضدّ حكومة نتانياهو... ونقابة العمّال تعلن الإضراب الشامل