اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

كالعادة، رضخت "إسرائيل" ومِن خلفها أميركا لشروط المقاومة الفلسطينية، بخطوة مِن الممكن اعتبارها الأولى باتجاه إيقاف العدوان على غزة، الذي فشِل رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في تحقيق إنجاز واحد فيه، فبعد أن فرّغ العدو حقده على أهالي القطاع، عاد الى قبول ما كان يرفضه في البداية، بعد أن بدأ ينفد على ما يبدو الوقت الذي منحته الولايات المتحدة له لكي يحقِّق ما هو مطلوب منه.

من حيث المبدأ، تستند مؤشرات أو قواعد النصر الى ثابتة ألا وهي تحقيق الأهداف التي يضعها المتحاربون، ففي هذه المعركة وضعت كتائب القسّام أهدافاً لملحمة طوفان الأقصى، ووضع الصهاينة أهدافاً لعدوانهم الوحشي على غزة.

وفي أولى المؤشرات، فإن بوادر بداية نهاية المعركة أن الهدنة تمّت وفقاً لشروط المقاومة الفلسطينية، والتي تفاوَض فيها "الإسرائيلي" لاسترجاع الأسرى مع مَن أراد سحقه ولو بطريقة غير مباشرة، ما يعني لا استطاع سحق حماس ولا استرجع أسيراً واحداً بعدوانه، وبذلك تكون المقاومة هي مَن بدأت بتحقيق أهدافها، التي تجسّدت بإخراج الأسرى الفلسطينيين من "السجون الإسرائيلية" بصفقة تبادل كهدف أساسي للعملية، وهذه أولى علامات الانتصار في الحروب، فحماس ومحور المقاومة الذي سَنَدَ بجبهاته غزة، هما في طريقهما لتحقيق انتصار استراتيجي تاريخي...

أما المؤشر الثاني فهو أن كتائب القسّام في اليوم الثاني للهدنة أوقفت صفقة تبادل الأسرى، بعدما حاول "الإسرائيلي" الإخلال ببنود الاتفاق قبل أن يعود ويلتزم بعد تهديدها، مما يؤكد قدرتها على فرض شروطها مِن موقع المنتصر...

المؤشر الثالث واللافت، والذي يؤكّد سيطرة حماس على شمال القطاع، كان بالاستعراض المهم لكتائب القسّام باللباس العسكري وإجراء عملية التبادل هناك، حيث تمركز العدوان وادعت "اسرائيل" سيطرتها عليه، صورة كانت كفيلة بكشف زيف ادعاءات العدو.

المؤشر الرابع والذي يتعلّق بالهدنة تحديداً وإن كانت قابلة للتمديد، أنه لم يكن تصريح نتنياهو واضحاً، فهو حاول اللعب على الكلام بقوله إنه تَهاتف مع الرئيس الأميركي، وأخبره أنه سيعود بكل قوّة لتحقيق أهداف الحرب بعد نهاية الهدنة، بحيث لم يُحدِّد مدة الهدنة إن كانت ستَنتهي بأربعة أيام كما كان متفقاً، أم أنها ستمدَّد كما يرغب الأميركي، وهذا ما يؤكد أيضاً أن إدارة الحرب هي بيد الولايات المتحدة.

من أهم نتائج ملحمة طوفان الأقصى، والتي بدأت بإخراج عدد من الأسرى الفلسطينيين أنهم بأغلبهم من القدس المحتلة، ما يعني تأكيد على وحدة الساحات الفلسطينية، وعلى أن القدس غير متروكة من حماس ولا من محور المقاومة.

كما كانت لافتة مشاهد الاحتفالات في الضفة الغربية بخروج الأسرى، مع رفع شعارات كتائب القسّام والهتافات لقائدها محمد الضيف، ما يعني أن صمود غزة وتضحياتها  بدأت تؤتي أُكلها على الضفة للدخول في المعركة، الضفة التي تتحوّل بكلّيتها الى الولاء لحماس والضيف بفعل المقاومة.

هنا يمكن القول إن الضفة تتأهب لتتحمّل عبء الاشتباك في المرحلة المقبلة إذا تم تكريس الهدنة في غزة، وهذا يُعتبر إنجازاً عسكرياً للمقاومة، وبذلك تكون الحرب انتقلت الى قلب فلسطين حيث المسافة صفرية مع الاحتلال، الذي لا يستطيع ارتكاب  الفعل الإجرامي نفسه بهم كما فعل بغزة، وأيضاً المقاومة لا تحتاج فيها الى أسلحة نوعية تواجه بها الاحتلال، فيصبح التحرير الكامل أقرب وبكلفة أقل مِن مختلف النواحي...

صحيح أن المعطيات تشير الى أنه سيتم الانتقال من هدنة الى أخرى ومن ثم تكريسها وترسيخها، وبذلك تتحوّل الى جولة فاصلة، لكن رغم ذلك تبقى الاحتمالات مفتوحة بشأن سيناريو المرحلة المقبلة حتى إعلان الاتفاق النهائي، وبما أن المشهد يَحمل الكثير من السيناريوهات، إلا أنه يحمل سؤالاً واحداً ألا وهو: إذا كانت الحرب لم تنتهِ بالهدنة واستطاعت حماس تحقيق واحدة من أهداف عملية طوفان الأقصى، فكيف إذا انتهت؟ فما الذي ستحقِّقه المقاومة الفلسطينية في المرحلة المقبلة إذاً؟؟!!

الأكثر قراءة

العثور على 6 جثث لأسرى لدى حماس مقتولين يُحدث زلزالاً في «إسرائيل» الشارع يتحرّك ضدّ حكومة نتانياهو... ونقابة العمّال تعلن الإضراب الشامل