اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ53 من الحرب التي يشنها الاحتلال على غزة، قالت كتائب القسام إن احتكاكا ميدانيا حدث شمال غزة «نتيجة لخرق واضح من العدو لاتفاق التهدئة»، وإن عناصرها تعاملوا مع هذا الخرق.

وفي حين تسلمت الحكومة الإسرائيلية قائمة المحتجزين الإسرائيليين الذين ستفرج عنهم حركة حماس في اليوم الخامس من الهدنة، وصل مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز إلى الدوحة لإجراء محادثات مع مسؤولين قطريين وإسرائيليين بشأن استمرار إطلاق سراح الأسرى.

فقد نقل عن مصدر مطّلع، أنّ رئيس الموساد ديفيد برنياع، ورئيس الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز اجتمعا مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة، في حضور رئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل.  وأوضح المصدر أنّ الاجتماع يهدف إلى بحث تمديد الهدنة في غزة، وأيضاً «بحث المرحلة التالية من اتفاق محتمل».

بدورها، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ «رئيس الموساد، وصل إلى قطر لإجراء محادثات بشأن استمرار صفقة الأسرى».

وذكرت قناة «كان» الإسرائيلية، أنّ «رئيس الموساد سيناقش في الدوحة أيضاً إطلاق سراح جنود من الجيش الإسرائيلي»، إذ إنّ «هناك اعتقاداً في «إسرائيل» أن لحماس القدرة على الإفراج عن مخطوفين آخرين غير الذين جرى الاتفاق عليهم حتى الآن».

وكان الإعلام الإسرائيلي قد أوضح أنّ «برنياع سيلتقي في الدوحة رئيس الحكومة القطرية وبيرنز الذي وصل إلى الدوحة أيضاً». كما أضاف أنّ هذه اللقاءات هي «من أجل تعزيز وتأسيس أجهزة الوساطة بين الطرفين، والبدء ببناء تفاهمات وأساس لاتفاقيات تمهيداً لصفقات مستقبلية».

وجاء هذا الاجتماع بعدما أعلنت وزارة الخارجية القطرية أنها «تركز جهودها» في الوقت الحالي على «تمديد الهدنة بين «إسرائيل» وحركة حماس»، مشيرةً إلى أنّ عدد الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم من قطاع غزة وصل إلى 69 شخصاً.

وقال المتحدث باسم الوزارة، ماجد الأنصاري، خلال مؤتمر صحافي، إنّ الدوحة تركز على تمديد وقف إطلاق النار «إلى ما بعد الأربعاء، وذلك بناءً على قدرة حركة حماس على مواصلة إطلاق سراح 10 رهائن يومياً».

وكانت أفادت تقارير صحفية نقلا عن مصادر مطلعة بأن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز وصل إلى قطر لبحث احتمالات التوصل إلى صفقة موسعة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) و «إسرائيل».

ونقلت صحيفة واشنطن بوست أن بيرنز يسعى للضغط على حماس و «إسرائيل» لتوسيع مفاوضاتهما بشأن تبادل المحتجزين لتشمل الإفراج عن الرجال والعسكريين بعد أن اقتصرت على النساء والأطفال .كما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول أميركي ومصدر مطلع أن مدير السي آي يه يبحث في الدوحة مع مسؤولين قطريين وإسرائيليين الاستمرار في إطلاق سراح المحتجزين وجوانب أخرى من الصراع في غزة، حسب تعبير الصحيفة. وأضافت أن وصول بيرنز إلى قطر يشير إلى صعوبة المحادثات، كما أشارت إلى أن مدير الموساد (الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية) دافيد برنياع يشارك في هذا الاجتماع.

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنّ وزير الدفاع، لويد أوستن، أجرى مكالمة هاتفية مع وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، للاطلاع على آخر المستجدات بشأن استعادة الأسرى، ووقف عمليات «الجيش» الإسرائيلي في غزة. وأشار البنتاغون في بيان إلى أنّ «أوستن قدم تحديثات بشأن دعم المساعدة الأمنية الأميركية ـ»إسرائيل». «ودعا أوستن الجهات الفاعلة في حكومة الاحتلال وغيرها من المؤسسات الإسرائيلية إلى «تجنب توسع الصراع الحالي». ووفق بيان البنتاغون فقد «قدم أوستن تحديثات حول جهود الولايات المتحدة لحماية قواتها، ومصالحها في أنحاء الشرق الأوسط».

هذا وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بأن وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير «دعا إلى العودة للقتال وسحق حماس مرة أخرى»... «بعد انتهاك الهدنة».

على الصعيد الميداني، أعلن الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في بيان ، أنّ قوات الاحتلال أقدمت على خرق واضح لاتفاق التهدئة شمالي قطاع غزة ، «ما استدعى تدخّل مقاومي القسام». ولفت أبو عبيدة إلى أنّ المقاومين «تعاملوا مع خرق العدو اليوم، وحصل احتكاك ميداني ضمن خطوط الهدنة المتفق عليها».

وأكّد أبو عبيدة أنّ القسام «ملتزمون بالهدنة ما التزم العدو بها»، داعياً «الوسطاء للضغط على الاحتلال للالتزام ببنود الهدنة على الأرض وفي الأجواء».

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أكّدت أنّه «تم اليوم تفجير ثلاث عبوات ناسفة في شمالي قطاع غزة، في حادثين منفصلين، وقد أدى ذلك الى إصابة عدد من الجنود الاحتلال، وفي حادث ثالث حصل إطلاق نار باتجاه القوات وقد ردوا بالنار».

كما صرّح «جيش» الاحتلال في وقت سابق ، بأنّ «الانفجارات وإطلاق النار التي تمّ الإبلاغ عنها الليلة الماضية في شمالي غزة، كانت نتيجة هجوم منسق ضد قوات الجيش الإسرائيلي في موقعين». وأشار «جيش» الاحتلال في بيان إلى أنه «تمّ تفجير عبوات ناسفة عدة بالقرب من القوات الإسرائيلية، كما تمّ إطلاق النار تجاهها، ما أدّى إلى إصابة العديد من الجنود».

واشنطن

الى ذلك، دعت الإدارة الأميركية إسرائيل إلى عدم تكرار ما فعلته بشمال قطاع غزة -من تشريد المدنيين واستهداف البنية التحتية- في جنوب القطاع، كما أعلنت إرسال 3 طائرات عسكرية محملة بالمساعدات الإنسانية.

وقال مسؤولون أميركيون -في مؤتمر صحفي عبر الهاتف- إن الولايات المتحدة أبلغت «إسرائيل» بهذه الرسالة عبر مستويات عدة، وصولا إلى الرئيس الأميركي جو بايدن.

وصرح أحد المسؤولين قائلا: «شددنا على ذلك بلغة واضحة جدا مع حكومة «إسرائيل». من المهم جدا أن تراعي الحملة الإسرائيلية عندما تنتقل إلى الجنوب -بكل السبل- ألا تؤدي إلى عمليات نزوح كبيرة أخرى للسكان».

وتابع «لا يمكن أن يتكرر في الجنوب حجم النزوح الذي حدث في الشمال. سيكون الأمر أكثر من فوضوي، وسيفوق قدرة أي منظومة دعم إنساني. لا يمكن أن يحدث ذلك».وأضاف أنه يجب على الهجوم الإسرائيلي أن يتجنب استهداف البنية التحتية، مثل محطات الكهرباء والمياه والمواقع الإنسانية والمستشفيات، في جنوب قطاع غزة ووسطه. وقال إن الإسرائيليين تقبلوا ضرورة القيام بنوع مختلف من الحملات في الجنوب، حسب وصفه.

في الوقت نفسه، صرح مسؤول أميركي آخر بأن واشنطن ترغب في تمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة لأطول فترة ممكنة.

خطط الإغاثة

وفي ما يتعلق بجهود الإغاثة، ذكر المسؤول أن 3 طائرات عسكرية أميركية تحمل مساعدات إنسانية ضرورية لغزة قد هبطت في شمال سيناء ، ومن المقرر وصول طائرتين أخريين خلال الأيام المقبلة. وتنقل الطائرات مواد طبية ومساعدات غذائية ومستلزمات للشتاء ستقوم الأمم المتحدة بتوصيلها إلى غزة. وذكر المسؤولون الأميركيون أن 240 شاحنة تنقل المساعدات لغزة يوميا، لكن هذا لا يكفي لتلبية الاحتياجات هناك.

وأضافوا أن هناك حاجة للتحول إلى نظام يسمح بإدخال ما يصل إلى 400 شاحنة يوميا، وأشاروا إلى أن الجانب الأميركي يناقش هذا الأمر مع «إسرائيل».

وقال أحد المسؤولين «لتوفير هذه الكميات من المساعدات، ستكون هناك حاجة إلى زيادة إجراءات التفتيش وتشديدها، وإلى تعاقدات تجارية من داخل غزة لاستقبال الشاحنات القادمة من مصر».

وأضاف «نتمنى بعد انتهاء هذه الهدنة أن تكون هناك مرحلة ثانية من البرنامج الإنساني».

وامس أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن ألفا من جنوده وضباطه أصيبوا بجروح مختلفة منذ بداية الحرب على قطاع غزة، كما اعترف رئيس الأركان بالفشل في التصدي لهجوم المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول الماضي. ونقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن الجيش أن 202 من الجنود والضباط الإسرائيليين كانت جروحهم خطرة، و320 جنديا كانت جروحهم متوسطة الخطورة، في حين أصيب 470 جنديا وضابطا بجروح خفيفة.

وأشار تقرير - أعده الجيش الإسرائيلي- إلى أن عشرات الجنود أصيبوا جراء سقوطهم من آليات عسكرية، أو استخدام الآليات العسكرية بطريقة خاطئة.

الأكثر قراءة

الكمّاشة المالية الدولية تحاصر لبنان... ماذا ينتظر البلاد؟ هل يتمّ الإفراج عن سلامة غداً؟