اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

شكلت زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى عين التينة ولقائه الرئيس نبيه بري امس، كالعادة المحطة الرئيسية في جولته ولقاءاته مع المسؤولين والقيادات اللبنانية، التي تمتد الى الغد .

ولعل اللافت في جولته الجديدة، انه لم يتناول حصرا الاستحقاق الرئاسي ، لكنه تطرق الى مواضيع تتصل بالتطورات المتعلقة بحرب غزة وتداعياتها، والى ملف قيادة الجيش اللبناني وتاثيره على المؤسسة العسكرية .

وتكتمت اوساط بري على تفاصيل ما جرى بينه وبين لودريان ، لكنها اوضحت ان الموفد الفرنسي شدد على اهمية انتخاب رئيس الجمهورية في اسرع وقت ممكن، وعلى ضرورة مبادرة اللبنانيين الى انجاز هذا الاستحقاق، لا سيما في ضوء التطورات الكبيرة الجارية في المنطقة ، مشيرا الى ان مواجهة لبنان لاستحقاقات المرحلة المقبلة، تقتضي ان يكون معافى داخليا، وان يكون محصنا باكتمال مؤسساته الدستورية .

ولفت لودريان، بحسب الاوساط، الى ان ما تسعى اليه فرنسا يجسد موقف دول المجموعة الخماسية، بدعوة اللبنانيين وحثهم على توحيد موقفهم والتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت ممكن ، مكررا ان فرنسا واعضاء اللجنة مستعدون للمساعدة على انجاز هذا الاستحقاق، لكن هذا الامر يعتمد بالدرجة الاولى على اللبنانيين انفسهم .

ووفقا للمعلومات التي توافرت من مصادر عين التينة ، لم يتطرق لودريان الى اسماء مرشحة للرئاسة، ولم يطرح صيغة جديدة لمقاربة هذا الاستحقاق ، لكنه اعاد التذكير باهمية التوافق بين اللبنانيين في هذا الشأن . وقال ان جولته ولقاءاته مع القيادات والاطراف اللبنانية تهدف الى تقريب وجهات النظر وتعزيز فرص التوافق، ليس في خصوص الاستحقاق الرئاسي فحسب ، بل ايضا في شأن استحقاقات اخرى من اجل تحصين الوضع اللبناني ودعم استقرار لبنان .

وخلال لقائه مع بري، حرص لودريان على الاستماع اليه في شأن الموقف من المستجدات الاخيرة بعد اندلاع حرب غزة والمواجهات بين حزب الله وجيش العدو الاسرائيلي على جبهة لبنان ، لافتا الى انه في زيارته يرغب في معرفة مواقف الاطراف، في ضوء ما حصل ويحصل في لبنان وغزة والمنطقة، وما اذا كانت حصلت تعديلات على المواقف من الاستحقاق الرئاسي.

واعطى كلام لودريان انطباعا بان زيارته يغلب عليها الطابع الاستطلاعي على العملي ، لكنه كان حريصا على التأكيد ان البحث في هذه المواقف يمكن ان يساعد في بلورة السبل الممكنة، للدفع باتجاه الدخول في مقاربة جديدة تسهم في تسريع انتخاب رئيس للجمهورية.

ورأى الموفد الفرنسي ، حسب المعلومات ، ان ما يجري اليوم في المنطقة وما يمكن ان تحمله المرحلة المقبلة، يجب ان يكون حافزا ودافعا للطراف اللبنانية لانتخاب الرئيس في اقرب وقت ، محذرا من ان استمرار ازمة الرئاسة يساهم في اضعاف لبنان ودوره في مواجهة الاستحقاقات الداخلية والخارجية .

واثار لودريان مع بري ملف قيادة الجيش ، قائلا ان الموقف الفرنسي تجاه هذه القضية يتلخص بانه يجب تفادي او عدم حصول فراغ في هذا الموقع المهم والحساس، لان في ذلك انعكاسا سلبيا على المؤسسة العسكرية ودورها . وحسب المعلومات التي رشحت ايضا، فان لودريان تجنب ابداء رأي مباشر في معالجة هذا الملف ، لكن كلامه اوحى ان باريس تميل الى ابقاء العماد جوزاف عون على رأس قيادة الجيش، اذا تعذر انتخاب رئيس للجمهورية قريبا .

وخلال مناقشة التطورات في المنطقة وتداعيات حرب غزة ، شرح لودريان الموقف الفرنسي الذي كان موضع انتقاد من اطراف لبنانية عديدة بسبب الانحياز "لإسرائيل"، لا سيما في المرحلة الاولى بعد عملية طوفان الاقصى . وحرص على التأكيد بان هذا الموقف من العملية لا ينعكس على الموقف الفرنسي العام تجاه القضية الفلسطينية، وتأييد حقوق الشعب الفلسطيني ودعم حل الدولتين .

وقال ان فرنسا حريصة على العلاقة التاريخية والمميزة مع لبنان ، وهي تنطلق من هذا الحرص في تعاطيها مع لبنان وسعيها الى دعم استقراره . وجدد التحذير من امتداد الحرب الى لبنان ، مشيرا الى ان فرنسا اجرت وتجري اتصالات ناشطة مع دول وجهات عديدة من اجل الا تمتد او تتوسع الحرب .

ولم تشأ مصادر عين التينة الكشف عن المواقف التي ابلغها بري للودريان من كل المواضيع التي اثارها او الاسئلة التي طرحها ، مكتفية بالقول ان مواقف رئيس المجلس معروفة من الاستحقاق الرئاسي ودعواته المتكررة للحوار .وذكّرت المصادر بما قاله في اجتماع انتخاب رؤساء ومقرري اللجان النيابية، ودعوته الى ان تكون التطورات في المنطقة حافزا لدى الجميع من اجل التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية. واشارت الى مبادرات بري المتعددة للحوار من اجل انتخاب الرئيس ، مشيرة الى معارضة البعض لهذه الدعوة اجهض كل المبادرات .

ولم تشأ المصادر التعليق او الخوض في موضوع قيادة الجيش ، لافتة الى ان هذا الموضوع اليوم عند الحكومة ، لكنها اكدت على عدم حصول فراغ في هذا الموقع .

وبعيدا عن اجواء لقاء عين التينة، رأى مصدر سياسي ان عنوان جولة لودريان الجديدة وزيارته للبنان، هو التأكيد على استمرار الحضور الفرنسي والدور الفرنسي في لبنان وتجاه الاستحقاق الرئاسي . لكن الاعتقاد السائد ان الموفد الفرنسي لم يأت بصيغة تقرب حسم الاستحقاق ، ولم تدل زيارته على نضوج الحل بقدر ما هي مرتبطة بتأكيد الحضور الفرنسي في لبنان، وترميم صورتها التي ساهم موقفها من حرب غزة من اهتزازها .


الأكثر قراءة

العثور على 6 جثث لأسرى لدى حماس مقتولين يُحدث زلزالاً في «إسرائيل» الشارع يتحرّك ضدّ حكومة نتانياهو... ونقابة العمّال تعلن الإضراب الشامل