اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

إذا كان حراك الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في بيروت، يؤذن باستئناف الإدارة الفرنسية جهودها من أجل وضع حدٍ للشغور في موقع رئاسة الجمهورية واستعادة مبادرتها الرئاسية، فإن وجهاً آخراً لهذا الحراك، بدأ يتبلور وبشكلٍ عملي مع انقضاء اليوم الأول من زيارة لودريان، والتي تحمل عنواناً رئيسياً وفق السفير الأسبق في واشنطن الدكتور رياض طبارة، والذي يختصره بـ "تصحيح البوصلة بالإتجاه الصحيح من قبل الإدارة الفرنسية"، مشيراً إلى أن "هذا الواقع ينطبق أيضاً على عدة عواصم غربية، وفي مقدمها واشنطن كما بعض الدول الأوروبية، التي كانت قد دعمت في المطلق "إسرائيل" في عدوانها على قطاع غزة، وقد لوحظ هذا التبدل حتى في المواقف الأميركية الأخيرة".

ويؤكد طبارة لـ "الديار" أن "التوجه الجديد للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تجاه لبنان، يندرج في سياق تصحيح الخطأ السابق بالنسبة للملف الرئاسي ثم الخطأ الثاني بالنسبة لدعم إسرائيل، وبما أن باريس تعتبر أن لبنان هو موطىء قدم لها في المنطقة، فإن الحراك الديبلوماسي إلى بيروت تحت عنوان إعادة إحياء المبادرات الهادفة لانتخاب رئيس للجمهورية وإنهاء الفراغ الرئاسي".

وفي هذا المجال، يكشف أن "واشنطن قد بادرت إلى استعادة المفاوضات مع حلفائها في المنطقة، وهو ما بدا واضحاً في المفاوضات الجارية لإطلاق الأسرى ووقف النار في غزة، بينما فرنسا لا تملك إلاّ البوابة اللبنانية من أجل ترميم علاقاتها مع العواصم العربية والإقليمية".

لكن السفير طبارة يستدرك بأن "هذا التحول الفرنسي، لا يستهدف فقط تغيير انطباعات اللبنانيين من مواقف ماكرون في إسرائيل، بل إعادة الحياة إلى العلاقات بين باريس والقوى المسيحية المعارضة التي تمايزت عن الموقف الفرنسي إزاء الإستحقاق الرئاسي، واعتبرتها طرفاً في مبادرتها الرئاسية الأولى التي أطلقها لودريان في زيارته الأولى التي قام بها إلى بيروت".

وعن احتمالات نجاح لودريان في تحقيق عنوان "ترميم الجسور"، يؤكد أن "زيارةً واحدة قد لا تكون كافية، وهناك مسار ديبلوماسي وسياسي طويل، وهذه الزيارة ستكون المحطة الأولى في هذا المسار".

ورداً على سؤال حول ما يمكن أن تحققه هذه الزيارة، يقول إنها "ستعيد ملف رئاسة الجمهورية إلى واجهة الإهتمام أولاً، وستسعى إلى الحصول مجدداً على ثقة القوى المسيحية المعارضة ثانياً، مع العلم أن لودريان، لا يحمل معه هذه المرة أية مبادرة أو اقتراح في الملف الرئاسي، وبالتالي ما سيقوم به هو تطييب الخواطر فقط".

وهنا يستطرد بأن "توجه فرنسا الجديد في المنطقة والذي يأتي لودريان ليطلقه من بيروت، هو محاولة تصحيح صورتها وترميم علاقاتها مع المسيحيين في لبنان الذين كانوا يعتبرونها الأم الحنون لهم".

وعلى صعيد التغيير في الإتجاهات الدولية إزاء العدوان الإسرائيلي على غزة، يلاحظ أن "نتائج هذه الحرب لم تظهر بعد وهي ستبدأ بالتبلور عندما يتوقف إطلاق النار بشكلٍ دائم وتنتشر صور ومشاهد ويوميات العدوان الإسرائيلي على غزة، وتقوم كلّ من العواصم الغربية والأمم المتحدة بالتحقيقات اللازمة في ما ارتكبته إسرائيل من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، حيث بات عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل خلال 45 يوماً نحو 20 ألفا".

ومن ضمن هذا السياق، يكشف السفير طبارة عن "دعاوى قضائية بدأت تُرفع في الولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال ضد الرئيس الأميركي جو بايدن الذي تضامن ودعم إسرائيل، مشيراً إلى أن هذا المسار القضائي سيُظهر مدى الإجرام الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الذي يتعرض حتى بعد الهدنة في الضفة الغربية للإعتداء بشكلٍ يومي".

 


الأكثر قراءة

العثور على 6 جثث لأسرى لدى حماس مقتولين يُحدث زلزالاً في «إسرائيل» الشارع يتحرّك ضدّ حكومة نتانياهو... ونقابة العمّال تعلن الإضراب الشامل