اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
في اليوم الـ54 من الحرب التي يشنها الاحتلال على غزة، تسلمت الحكومة الإسرائيلية أسماء الدفعة السادسة من المحتجزين الذين سيتم إطلاقهم الليلة في إطار صفقات التبادل مع حركة حماس،وفي حين تجري قطر والولايات المتحدة جهودا دبلوماسية لتمديد الهدنة، وسط استمرار الانتقادات داخل الحكومة الاسرائيلية، من قبل الفريق المعارض لوقف الحرب على القطاع. وفي حين طالب زعماء دول بتحويل الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار، استأنفت بعض مستشفيات غزة العمل رغم نقص الوقود.

اما ميدانيا فقد اضيفت الى سجل الاحتلال جريمة جديدة، باعدامه طفلين قنصا واغتيال قائدين في كتيبة جنين.

فقد دخلت الهدنة المؤقتة في غزة بين» إسرائيل»  وفصائل المقاومة الفلسطينية يومها السادس والأخير، وفي حين تجري قطر والولايات المتحدة جهودا دبلوماسية لتمديد الهدنة، أبدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)استعدادها لإبرام صفقة تبادل شاملة للأسرى.من جهتها، قالت حماس - في بيان- إن قائمة الأسرى المقرر الإفراج عنهم تضم 15 طفلا و15 أسيرة بينهن عهد التميمي.

بدورها، أعلنت كتائب القسام مقتل 3 من أسرى الاحتلال لديها بفعل قصف إسرائيلي سابق على قطاع غزة، وهم شيري سلفرمان بيباس، وكفير بيباس، وأرئيل بيباس.

هدنة مطولة

سياسيا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إنه يَجري العمل على تعزيز دور الوساطة القطرية في الوصول إلى هدنة مطولة في قطاع غزة، يليها وقف لإطلاق النار. وشدد الأنصاري -في مؤتمر صحفي- على ضرورة ضمان دخول المساعدات بشكل دائم، وألا يترك ذلك لمساومات سياسية.

كما أكد الأنصاري -في تصريحات لشبكة «سي إن إن» الأميركية - أن المفاوضات بشأن الهدنة مستمرة وتسير في بيئة إيجابية، وأن قطر متفائلة بشأن تمديد الهدنة خلال الساعات المقبلة

بدوره، أكد المكتب الإعلامي لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وجود مدير الوكالة وليام بيرنز في الدوحة للبحث في ما وصفه بالصراع القائم بين إسرائيل وحماس، بالإضافة إلى مسألة المحتجزين الإسرائيليين في غزة.

ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن مصدر مطلع قوله إن بيرنز شارك في مناقشات بالدوحة بشأن توسيع صفقة التبادل لتشمل الرجال والجنود. وأضاف المصدر أن المفاوضين بالدوحة يعتقدون وجود مزيد من المحتجزين من النساء والأطفال لدى حماس، بما يتيح تمديد الهدنة يومين آخرين.

وذكرت الشبكة أن مسؤولين من تل أبيب وواشنطن والدوحة والقاهرة اتفقوا بشأن العمل على تمديد الهدنة لإخراج مزيد من الرهائن.

من جانبها، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» - عن مسؤول أميركي ومصدر مطلع- أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية يجري مباحثات بشأن جوانب أخرى من الصراع في غزة.

صفقة شاملة

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس غازي حمد إن الحركة تطالب بضمانات إضافية للهدنة الحالية، في ظل استمرار خرق قوات الاحتلال لها. وأكد غازي حمد أن الحركة على استعداد لعقد صفقة تبادل شاملة للأسرى تضم العسكريين، إذا كانت لدى الاحتلال نية جادة لذلك.

في المقابل، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي إن 161 إسرائيليا لا يزالون محتجزين في غزة، وإن «إسرائيل» ملتزمة بعودتهم جميعا إلى منازلهم.

وأضاف أن «إسرائيل» أعدت قائمة بأسماء 50 معتقلا فلسطينيا للإفراج عنهم إذا واصلت حماس إطلاق سراح المحتجزين.

ونقل عن مسؤول إسرائيلي قوله إن أي اتفاق لتمديد الهدنة سيكون مشروطا بالإفراج عن جميع النساء والأطفال المحتجزين لدى حماس.

في غضون ذلك أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ وزير «الأمن القومي» إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، يهددان بتفكيك حكومة بنيامين نتنياهو، والانسحاب منها، في حال أعلن عن التوصل لوقف إطلاق نار نهائي في قطاع غزة.

فقد أكّد موقع «والاه» أنّ بن غفير قال، إنّ «وقف الحرب يعني حلّ الحكومة»، وذلك بعد الحديث عن تمديد وقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح المزيد من المخطوفين كل يوم.

وادّعى مسؤولون في حزب «عوتسما يهوديت» أو قوة يهودية، أنه «إذا تمّ تقديم صفقة أخرى للحكومة، وكان من شأنها أن تؤدي إلى وقف الحرب، فإن جميع أعضاء الكنيست الـ6 في الحزب سيغادرون الائتلاف».

ويعبّر كلام بن غفير وحزبه عن جو عام من الإحباط والخيبة الذي يخيم على جمهور «الصقور» في السياسة الإسرائيلية، الذي راهن منذ 7 تشرين الأول على خيار عملية عسكرية واسعة في القطاع، لإعادة الاعتبار لجيش الاحتلال ومنظومته الأمنية بعد هزيمة طوفان الأقصى، مع عدم الأخذ بالاعتبار الآراء العديدة التي شاركها خبراء بصعوبة تحقيق أي عملية في غزة لأهدافها بإعادة الأسرى وإنهاء قوة المقاومة.

بدوره، أشار رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، غيورا آيلند، إلى أنه «إذا قبلت «إسرائيل» بهدنة فهذا يعني أنّ الحرب انتهت بدون القضاء على حماس».

وأضاف آيلند للـ»قناة 12» إنّ «السيطرة لحماس في غزة كاملة، وإذا كانوا فقدوا جزءاً من السيطرة فوق الأرض فهذا فقط في جزء من الأماكن في مدينة غزة وليس بشكل كامل... لديهم سيطرة كاملة لمدينة غزة تحت الأرض والأنفاق». كما أوضح المسؤول الإسرائيلي السابق، أنّ «سيطرة حماس ليست فقط عسكرية، بل نرى هذا أيضاً في المفاوضات والقدرة على التواصل، والأهم السيطرة الكاملة على السكان، لأنهم يوفرون احتياجات السكان من الطعام والوقود وغاز الطبخ وأمور أخرى».

في المقابل، اعتبر وزير الأمن، يوآف غالانت، أنّ جيش الاحتلال «مضطر للبقاء في غزة حتى يكمل مهمته».

أما رئيس أمان السابق، اللواء احتياط تامير هايمان، فأكّد في لقاء إعلامي أنه «علينا الاعتراف بأننا لا زلنا بعيدين عن إنجاز المهمة». وتابع: «نحن لا زلنا تحت هجوم حماس على قلب المجتمع الإسرائيلي، فهي توجه كل جهودها من أجل تفكيك وتقويض وإيجاد إحباط كبير في وسطنا، ولا يزال نفس الهجوم مستمراً... وهو ينفذ الآن بواسطة وسائل التأثير والوعي».

وأردف: «كلّ هذا العرض للقوة خلال إطلاق المخطوفين، يدلّ أننا لا زلنا بعيدين جداً عن الحسم. وحتى في شمال القطاع دمرنا أقلّ من نصف الكتائب الموجودة هناك، ولم نمسّ بالقادة الكبار، ولذلك هناك بنية تحتية لحماس تعمل، وعلى أساس هذه البنية بني استعراض كامل من أجل الإحراج والبلبلة وكل تلك المشاعر التي نراها الآن».

ميدانيا استشهد طفلان فلسطينيان قنصا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين شمالي الضفة الغربية، خلال عملية اقتحام جديدة شهدت اشتباكات مع المقاومة الفلسطينية، في حين تحدث جيش الاحتلال عن اغتيال قائدين في كتيبة جنين. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الطفلين الشهيدين هما آدم سامر الغول (8 أعوام) وباسل سليمان أبو الوفا (15 عاما).

وأظهرت مقاطع مصورة لحظة قنص جنود الاحتلال الطفلين في محيط مخيم جنين.

وبيّن مقطع مصور تعرض أحد الطفلين الشهيدين لإطلاق نار خلال وجوده أمام منزل عائلته في شارع البساتين بالمخيم. كما بيّنت صور التقطتها كاميرات مراقبة تعرض الطفل الآخر لإطلاق نار خلال وجوده في الشارع نفسه.

وقال مسؤول الهلال الأحمر الفلسطيني في جنين محمود السعدي لوكالة الصحافة الفرنسية إن الطفلين كانا يلعبان بمحاذاة منزلهما.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مدينة جنين ومحيط مخيمها ، في إطار سلسلة من الاقتحامات المتصاعدة بالضفة الغربية منذ إطلاق المقاومة معركة طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول الماضي.

وحاصرت القوات المتوغلة مستشفيات في جنين وأعاقت وصول سيارات الإسعاف إلى المصابين، وأعلنت المدينة منطقة عسكرية مغلقة، وقام الاحتلال بتفجير منزلين على الأقل في حيّ الدمج بالمخيم بعد إخلائهما من ساكنيهما.

وقال مدير مستشفى جنين الحكومي وسام بكر للجزيرة إن قوات الاحتلال تمركزت في ساحات المستشفى والمناطق القريبة وأعاقت وصول سيارات الإسعاف إلى المستشفى.

واندلعت اشتباكات مسلحة بين المقاومة والجيش الإسرائيلي، وقالت سرايا القدس (الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي) إن عناصرها في كتيبة جنين خاضوا مواجهات لساعات طويلة مع قوات الاحتلال وكبدوها خسائر كبيرة.

وأضافت سرايا القدس -في بيان- أن مقاتليها نفذوا كمائن وحققوا إصابات مؤكدة في صفوف العدو.

في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك -في بيان مشترك- إنه تم اغتيال قائدين بارزين في مخيم جنين، هما محمد الزبيدي قائد كتيبة جنين الزبيدي ورفيقه حسام حنون، بعد محاصرتهما في منزل وإطلاق النار عليهما.

من جهتها، أفادت وكالة الأناضول للأنباء بأن الجيش الإسرائيلي انسحب عصر اليوم من مدينة جنين بعد عملية عسكرية استمرت نحو 18 ساعة.

في غضون ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 35 فلسطينيا خلال الساعات الماضية في مناطق متفرقة من الضفة الغربية.

الفاتيكان

دعا بابا الفاتيكان إلى استمرار الهدنة القائمة في قطاع غزة وإطلاق سراح جميع المحتجزين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وقال البابا فرانشيسكو خلال الاجتماع العام الأسبوعي في الفاتيكان «إننا ندعو إلى السلام ومواصلة الحوار» معبرا عن قلقه إزاء نقص المياه والغذاء ومعاناة الناس في قطاع غزة.

مجموعة السبع 

أيد وزراء خارجية مجموعة السبع تمديد الهدنة الحالية وهدنا مستقبلية بين «إسرائيل» وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة لزيادة المساعدات وتسهيل إطلاق سراح الأسرى من الجانبين، داعين جماعة الحوثي اليمنية إلى التوقف عن تهديد النقل البحري والإفراج عن طاقم سفينة شحن استولوا عليها في البحر الأحمر قبل 10 أيام.

قطر

أكد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أهمية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة. وشدد أمير قطر خلال مباحثات أجراها مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في الدوحة على ضرورة إيجاد حلول تضمن قيام الدولتين وفق القرارات الدولية والأممية.

تركيا

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان  إن ما تعرضت له غزة على مدى أسابيع يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية. واعتبر أردوغان، في حديثه أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم، أن «الحل الأمثل لما يحدث في المنطقة هو تأسيس دولة فلسطينية في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

ايران

أكّد قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، أنه «صحيح أنّ عملية طوفان الأقصى ضد الكيان الصهيوني، لكنها أيضاً ستجتث الولايات المتحدة». فيما قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، على هامش اجتماع الحكومة الإيرانية، أنّ الجهود الرامية إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة مستمرة، مشيراً إلى أنه «بطبيعة الحال، حماس هي من يقرر بشأن مبادرات وقف إطلاق النار في غزة».

الأكثر قراءة

الكمّاشة المالية الدولية تحاصر لبنان... ماذا ينتظر البلاد؟ هل يتمّ الإفراج عن سلامة غداً؟