اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أكدت مجلة "فورين أفيرز" الأميركية، أنّ يوم 7 تشرين الأول الماضي (ملحمة طوفان الأقصى)، أظهر "الفشل الذريع لفكرة إمكان تهميش المسألة السياسية الفلسطينية، إلى أجل غير مسمى، من دون أن يكون لذلك تكلفة على إسرائيل"، لافتةً إلى أنّ هذا الاعتقاد "بديهي" لدى القيادة الإسرائيلية.

وأشارت المجلة إلى "عدم وجود مفاضات إسرائيلية - فلسطينية منذ سنوات، بشأن اتفاق سلام نهائي"، حتى مع سعي "إسرائيل" للتطبيع مع عدد متزايد من الدول العربية.

وعلى مدى عقدين من الزمن، وعدت الأحزاب اليمينية المهيمنة على المشهد السياسي لدى الاحتلال بأن "تصبح إسرائيل أكثر أمناً مما ستكون عليه في ظل أي سياسة أخرى"، ووافق معظم الناخبين على ذلك.

إلا أنّ الوضع الذي كان قائماً انهار في الـ7 من تشرين الأول، وفقاً لـ "فورين أفيرز"، بحيث اضطر الإسرائيليون، في غضون ساعات، إلى مواجهة حقيقة مفادها أنّ العديد من الافتراضات التي طالما وجّهت السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين انهارت.

ولفتت المجلة إلى الفشل الإسرائيلي في توفير الأمن عبر سياسة حصار قطاع غزة مدة نحو 16 عاماً، كما رأت أنّ الاعتقاد بإمكان تحييد أغلب التهديدات التي تفرضها حماس من خلال المراقبة ذات التقنية العالية والحواجز العميقة تحت الأرض ونظام القبة الحديدية "كان خاطئاً تماماً".

ومنذ اللحظة التي اخترقت فيها حماس السياج الأمني الإسرائيلي مع قطاع غزة، بدا وكأنّ "إسرائيل لن تعود إلى ما كانت عليه أبداً".

وعلى الرغم من ذلك، فإنّ "إسرائيل تظلّ من دون تغيير، من ناحية رئيسية" (تتعلق بالجنوح نحو اليمين)، كما أوضحت "فورين أفيرز". وحين يلوم المستوطنون، القادة على الإخفاقات الأمنية الكارثية، من غير المرجح أن يتغيّر توجّههم السياسي الأساسي.

وتابعت المجلة أنّ رئيس وزراء حكومة الاحتلال الحالي، بنيامين نتنياهو، "قد يضطر إلى التنحي" عند انتهاء الحرب، "إن لم يكن قبل ذلك، لأن الحرب ليس لديها نقطة نهاية واضحة".

لكن التاريخ، خصوصاً في العقود الأخيرة، أظهر أنّ حلقات الحرب أو العنف الشديد، مثل تلك الحالية، لم تؤدِّ إلا إلى "تعزيز الميل نحو اليمين في السياسة الإسرائيلية"، بحسب المجلة.

وفي حال استمرار هذا النمط الآن، قد ينتخب المستوطنون حكومةً جديدةً، لكنهم في الوقت نفسه قد يؤيدون أيضاً الافتراضات الخاطئة نفسها، التي "حدّدت هذا الميل وساعدت في تشكيل الأزمة الحالية".

وفي السياق، أشارت "فورين أفيرز" إلى دراسة استقصائية أجراها مركز أبحاث علم النفس الاجتماعي التابع للجامعة العبرية، "aChord"، قبل 5 أيام فقط من "طوفان الأقصى". وحدّدت الدراسة ثلثي اليهود الإسرائيليين على أنّهم يمينيون.

ورأت المجلة أنّ عدم تحرّك الإسرائيليين أكثر نحو اليمين في أعقاب الحرب سيكون "مدهشاً"، مشيرةً إلى أنّ استطلاعات الرأي الحالية تظهر أنّ الناخبين يتدفقون على حزب "الوحدة الوطنية"، الذي ينتمي إلى "يمين الوسط" ويتزعّمه بيني غانتس.

ووفقاً لها، فإنّ إحدى النتائج المعقولة للأزمة الحالية التي يواجهها الاحتلال هي تحوّل "إسرائيل" إلى حكومة جديدة، بقيادة غانتس.

ويحمل غانتس شرعيةً على اليمين، سيريد الحفاظ عليها، إذ يملك سجلاً عسكرياً طويلاً، ويضم حزبه أعضاء سابقين في حزب الليكود الذي يقوده نتنياهو. كما أنّ خطابه لا يحمل الكثير مما يشير إلى أنّه "سينحرف كثيراً عن نهج اليمين الحالي"، تجاه القضية الفلسطينية.

وأوضحت "فورين أفيرز" أنّ أحد أسوأ أخطاء نتنياهو هو النظر إلى القضية الفلسطينية من الناحية "الأمنية البحتة"، مرجحةً أن ينظر غانتس أيضاً إليها بـ "الطريقة نفسها تقريباً"، أي باعتبارها تهديداً أمنياً يجب احتواؤه، بدلاً من الاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير.

وإذا كان الأمر كذلك، فمن المرجح أن يؤدي الـ7 من تشرين الأول، إلى "المزيد من الشيء نفسه"، بحسب ما خلصت إليه المجلة.

الأكثر قراءة

مُحامو سلامة طلبوا مهلة لتقديم الدفوعات الشكليّة... والقاضي حلاوي أوقفهم ... والجلسة الثانية الخميس المقبل محادثات لودريان مع العلولا ستطرح حلاً يبدأ بجلسىة انتخاب دون نصاب تليها جلسة حوار ثم جلسات الانتخاب الأنظار تتجه الى الحدود الجنوبيّة مع شمال فلسطين المحتلة بعد تهديدات العدو الإسرائيلي بالتح