اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تختلف القراءات لزيارة الموفد الرئاسي الفرنسي وتتشعب التحليلات، عند تناول نتائجها، خصوصا عند محاولة المطابقة بين ما قيل في العلن وما حصل في الكواليس، خصوصا ان زيارته شهدت محطتين امنيتين بارزتين، زيارة مدير المخابرات القطري الى بيروت، تزامنا مع زيارة موفد مخابراتي فرنسي، علم انه سيعود من جديد في غضون ايام، ليتابع جولته تمهيدا لوضع تقدير موقف نهائي لرفعه الى زملائه في مجموعة الخمس، قبل احالته الى الجهات السياسية المعنية، على ما يؤكد مصدر دبلوماسي رفيع.

في كل الاحوال فند مسؤول رفيع في احد المقرات نتائج زيارة لودريان الى بيروت، كاشفا انها كانت ذات وجهين، احدهما فوق الطاولة والذي صورته الكاميرات، والثاني من تحتها،انجز غالبه الفريق المرافق له، حيث كانت هناك نقاشات مفصلة ودقيقة حول الملفات الثلاثة التي تقصد الفرنسيون وقصر الصنوبر تحديدا تمريرها بوضوح.

وفي هذا الاطار، يؤكد المصدر ان الموفد الفرنسي كان مباشرا هذه المرة، مكثرا من الكلام بصيغة الجزم والحسم، "شربان حليب سباع"، كان به يملي اوامره، وهو ما اثار دهشة اكثر من شخصية التقاها، جازما بانه من الواضح ان ثمة اكثر من قطبة مخفية ورسالة مشفرة حملها معه الى بيروت تعود لما هو ما بعد بعد باريس.

ويتابع المصدر، بان لودريان طرح على الصعيد الرئاسي، صيغة جديدة، تلتقي الى حد كبير مع الصيغة القطرية، معيدا التاكيد ان واشنطن تدعم هذا الاتجاه، تاركا للمعنيين وديعة لدرسها والتشاور بشانها، لحسم الخيارات منها، باعتبارها الفرصة الاخيرة، ملمحا الى ان الشغور الرئاسي يفرض حتما تعاملا مختلفا واستثنائيا في ملف قيادة الجيش، وهو امر تم الاتفاق حوله مع واشنطن والمعنيين من مجموعة الخماسية.

من هنا كان الصدام الذي حصل في ميرنا الشالوحي خلال اللقاء مع رئيس التيار الوطني الحر الذي "رفض" بلباقة شارحا اسباب معارضته التمديد للعماد جوزاف عون، وهو الملف الوحيد والاساسي الذي ارادت باريس مناقشته مع البرتقالي، لينسحب عندها الضيف الفرنسي تاركا رسالة واضحة، بان تحدي المجتمع الدولي وارادة قسم اساسي من اللبنانيين ستترك تداعيات سلبية كبيرة قد يصعب تحملها.

وفي هذا الاطار يستطرد المصدر ليقول ان التعيين سقط نهائيا، لتبقى المعركة محصورة بين تاجيل تسريح، والافضل تمديد بقانون في مجلس النواب يرفع سن التقاعد للعسكريين، يدعمه القوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي، والكتائب، والنواب المستقلون، وعددا كبيرا من النواب السنة، والرئيس نبيه بري، بغطاء من بكركي ودار الفتوى، مقابل خيار التكليف الذي يصر عليه التيار الوطني الحر الواثق من ان التعيين لا يمكن ان يمر في مجلس الوزراء.

اما الملف الثالث، والمتعلق بما يجري على الحدود، فقد كان كلام لودريان لافتا جدا، اذ اكد ان اسرائيل تحاول جر لبنان الى الحرب، لان في ذلك مصلحة لها في ظل التوازنات الدولية الراهنة، لذلك كان تحذيره من ان اي حرب لن تكون مشابهة لحرب 2006، فضلا عن ان المجتمع الدولي يقف الى جانب اسرائيل، خصوصا في ظل الشكوك الدولية بوجود محاولات لبنانية "لانهاء" القرار 1701، مستفيدة من غض النظر الدولي السابق والتغاضي عن تطبيقه الفعلي، وهو ما لن يعود متوافرا في الفترة المقبلة، ناصحا بالانتباه جيدا من التعرض للقوات الدولية، والتحريض ضدها، لان مجلس الامن لن يقف ساكتا وعندها ستسقط كل الفيتوهات.

ويختم المصدر بان لودريان بدا متشائما كثيرا، في ظل عدم رهانه الكبير على الطبقة السياسية الحاكمة ووعيها لما يجري، متمنيا العودة الى بيروت قريبا على امل عدم حصول تطورات دراماتيكية تنسف كل جهود تحييد لبنان، الذي سيكون مصيره في خطر فعلي.


الأكثر قراءة

العثور على 6 جثث لأسرى لدى حماس مقتولين يُحدث زلزالاً في «إسرائيل» الشارع يتحرّك ضدّ حكومة نتانياهو... ونقابة العمّال تعلن الإضراب الشامل