اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

كشفت مجلة “إيكونوميست” أن القوميين الهندوس المتطرفين في الهند، يستهدفون مساجد المسلمين لهدمها وبدعم من المحاكم.

وتحت عنوان “ما لك هو ملكي: حملة خبيثة لهدم المساجد في الهند”، نشرت المجلة تقريراً أوردت فيه التالي:

“في بيت ضيق بزقاق ضيق في فارناسي، هناك ناشط هندوسي متطرف يتباهى بقطعة من مسجد تاريخي غنمها، وهي من مسجد بابري الذي يعود بناؤه إلى القرن السادس عشر في بلدة أيوديا، شمال الهند. ويقول ‘أخذتها في كانون الأول/ديسمبر 1992’، قال سوهان لال أريا، في إشارة لليوم الذي هاجم فيه المتطرفون الغوغاء الهندوس المسجد ودمروه.

وزعم أريا وغيره ومن بينهم قادة في الحزب المتطرف الحاكم في الهند ‘بهارتيا جاناتا’ أن المسجد بني على المكان الذي ولد فيه ‘ربهم رام’.

وأدى تدمير المسجد إلى عنف طائفي قتل فيه حوالي 2.000 شخص، وهو تتويج لسنوات من حملة قادها حزب ‘بهارتيا جاناتاط وقادته لاستبدال المسجد بمعبد يحمل اسم ‘رامط. وقد ألهب حماس الحركة القومية المتطرفة وأدى لتطرف ملايين الهندوس وساعد ‘بهارتيا جاناتاط على التقدم من هامش السياسة إلى مركز السياسة وأصبح في عام 1996 أكبر حزب في الغرفة الدنيا بالبرلمان الهندي ‘لوك سبها’. وعندما سيفتتح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وفاء لوعده القديم ‘معبد رام’ الشهر المقبل، فسيكمل حملة سياسية مذهلة.

وستكون المناسبة بمثابة إعلان غير رسمي عن حملته الانتخابية المتوقعة في نيسان/أبريل والتي سيصبح فيها حزب ‘جاناتا بهارتيا’ أول حزب هندي يفوز بالانتخابات للمرة الثالثة منذ 1971. ولم يكن بناء ‘معبد رام’ ممكناً بدون قرار المحكمة العليا في 2019، التي كافأت من دمروا المسجد بحكم نص على أن المكان يجب أن يكون في عهدة أمانة هندوسية. ونتيجة لهذا القرار شعر الناشطون الهندوس بالجرأة على استهداف آلاف المساجد الأخرى حول الهند، بما فيها واحد في فرناسي، التي تقع على بعد 200 كيلومتر عن ‘أيوديا’، وهي مبني منذ عام 1669 أثناء حكم الإمبراطور أروانغجيب في بلدة جيانفابي ويقوم على منطقة كان فيها معبد هندوسي. وهو ما نقل الموضوع إلى حدث قومي حيث زعم آخرون مثل زوجة أريا أنهم وجدوا آثار المعبد مكان المسجد.

ويحاط المسجد اليوم بسياج حديدي عال وبحراسة شرطة مسلحة. وكنذير لما سيحدث للمسجد، فقد تم بناء مجمع هندوسي قريب وتوسيعه على نطاق واسع. وجاء التوسع نتيجة لجهود عضو في البرلمان الهندي مقرب من مودي والذي أقسم على إعادة المسجد لعهده القديم. ولكن حل المسائل المتشابكة التي مضى عليها قرون يظل مستحيلاً، ويقول الباحثون إن المسجد في جيانفابي كان قبله مسجد آخر ومعبد أقدم منه.

وصدر قانون عام 1991، حاول تهدئة الخلافات من خلال التأكيد على أن أماكن العبادة يجب أن تحتفظ بوضعها كما كانت منذ الاستقلال. ورغم هذا إلا أن محكمة في فرناسي أصدرت حكماً في صالح الناشط الهندوسي. وتقوم مجموعة من الباحثين من دائرة المسح الأركيولوجي الهندية بالبحث عن آثار هندوسية ومن المتوقع أن تقدم نتائجها إلى المحكمة العليا في أحمد أباد هذا الشهر.

وتقول المجلة إن إثارة الغوغاء لاستبدال المسجد تلخص الحس الغريب لدى القومية الهندوسية من الانتصار والشعور بعدم الأمن، فهي تغذي الحس بأن الهندوس ونسبتهم 80% من سكان الهند هم ضحايا الاضطهاد المسلم، خلال حكم الأباطرة المسلمين في الماضي وحالياً خلال ما يزعم أنه “جهاد الحب” والذي يتهم المسلمين بإغراء الهندوسيات لاعتناق الإسلام. وأساليب تخويف كهذه تحرف الأنظار عن مظاهر فشل في مجالات أخرى، مثل البطالة العالية وتنظيف نهر الغانج، فمع أنه نهر مقدس إلا أن تنظيفه هو واحد من أهم مشاريع مودي.

لكن شارفان كومار ميشرا بائع الجملة في فارناسي يعتبره ‘أفضل رئيس وزراء للهند وهو مثل القديس’. و’الهندوس يمشون ورؤوسهم مرفوعة أما المسلمون فيمشون ورؤوسهم منخفضة’. وليس بعيداً عن جيفانابي ومسجدها، رأت المجلة ملصقاً لمودي مغطى بشعار ‘1.4 مليار شخص وحلم واحد’، وفي جانب من الملصق وضح الوعد وهو توفير الكهرباء والذي ترى حكومة مودي أنها تحقق تقدما فيه، لكن الملصق يصور الخطوات التي اتخذت في توسيع المعبد في فارناسي، ولهذا السبب يشعر 200 مليون مسلم بالخوف على مكانهم في الهند التي تتحول بشكل متزايد لبلد هندوسي، وينظرون للانتخابات المقبلة بنوع من الرهبة.

الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

اكثر من حجمه