اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

إسـتأنف العدو الاسرائيلي الجولة الثانية من عدوانه على قطاع غزّة، بهدف استكمال تهجير الفلسطينيين من شمال القطاع الى جنوبه، ومن ثمّ دفعه مع تكثيف الغارات على جميع المناطق الى خارج الحدود الفلسطينية، أي الى سيناء في مصر. ومع عودة الغارات والقصف الوحشي على الفلسطينيين فور انتهاء الهدنة الممدّدة عند السابعة من صباح الجمعة، ورفض "الإسرائيليين" ثلاثة عروض قدّمتها حماس لجهة الإفراج عن أسرى فلسطينيين من كبار السنّ مقابل كبار السنّ المحتجزين، أو عن محرّري شاليط مقابل تسليم جثامين عائلة بيباس، تستمرّ الوساطة القطرية- المصرية بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" للعودة الى هدنة إنسانية لاستكمال تبادل الرهائن، رغم التعنّت" الإسرائيلي"، وتمسّكه بالعودة الى القتال لتحقيق الأهداف. فعاد معها التوتّر الأمني الى الجبهة الجنوبية اللبنانية، بعد الهدوء الذي ساد خلال الأيام السبعة الأخيرة، ما دفع بعدد من السكّان الى العودة الى منازلهم، على أمل حصول وقف دائم لإطلاق النار.

مصادر سياسية مطّلعة على المفاوضات غير المباشرة المستمرّة بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين"، أكّدت أنّ العدو الإسرائيلي كان يُخطّط لاستئناف العدوان، رغم تغيّر الموقف الأميركي عن أنّه يؤيّد استمرار الهدن وتبادل جميع الرهائن لدى الطرفين. غير أنّه، على ما بدا واضحاً، من خلال إسراع "إسرائيل" في بدء الجولة الثانية من القتال، مع فشل التفاوض الأخير حول تبادل الأسرى، بأنّ الولايات المتحدة لم تُبدل موقفها، وإن استخدمت عبارات أخرى. فتصريحاتها تتغيّر وتتلوّن فيظنّ الناس أنها اختلفت، لكنها في الواقع تدفع حليفتها "إسرائيل" الى استكمال عدوانها على غزّة، وهذا ما تقوم به اليوم في الجنوب بعد ما فعلته في شمال القطاع.

وإزاء هذا الموقف الأميركي الذي يحمي "إسرائيل" ويمدّها بالسلاح والمال والعتاد للإستمرار في الحرب، فمن الصعب أن يتمكّن مجلس الأمن الدولي، على ما أوضحت المصادر، أن يتخذ قراراً لوقف دائم لإطلاق النار في غزّة، لأنّ أميركا سوف تستمرّ في استخدام حقّ النقض "الفيتو". ولولا كلّ هذا الدعم لما تمكّنت "إسرائيل" من الإستمرار في الحرب بعد الهدنة المؤقتة التي فشل الوسطاء في تمديدها أكثر من 7 أيّام.

وأشارت المصادر نفسها الى أنّ حركة حماس لا تزال جاهزة للبدء بهدنة إنسانية جديدة، غير أنّه مع استئناف "الإسرائيليين" للقتل والقصف وتدمير الشعب الفلسطيني بهدف تهجيره من شمال القطاع الى جنوبه، ومن ثمّ الى سيناء، فلا يُمكن سماع صوت الطرف الآخر. لهذا لا بدّ من أن يُصار الى وقف هذه الحرب، ليتمكّن الوسطاء من استكمال عمليات تبادل الرهائن والأسرى. وقد أبلغت حماس الوسطاء أنّها مستعدة للتعاطي مع أي شريحة من شرائح المحتجزين من المدنيين، وفضّلت التفاوض على كبار السنّ بشروط محدّدة، غير أنّ "الإسرائيليين" رفضوا العرض، وفضّلوا العودة الى القتال.

وفيما يتعلّق بمسألة صفقة تبادل العسكريين، من المجنّدات الى الضبّاط والجنود، فذكرت المصادر بأنّه لم يتمّ البحث فيها خلال المفاوضات، لا سيما بعد رفض "الإسرائيليين" العروض المقدّمة من حماس، وتفضيلهم استئناف الجولة الثانية من الحرب على غزّة. وهذه الصفقة الكبيرة لا بدّ وأن تترافق مع وقف شامل لإطلاق النار من أجل إنهاء هذا الملف. لهذا يعود "الإسرائيليون" اليوم الى الحرب لقتل المزيد من الفلسطينيين، ولإحداث الدمار الكامل في القطاع، قبل أن يوافقوا على الوقف الدائم لإطلاق النار.

ومع انتهاء الهدنة، واستئناف "إسرائيل" للقتال، لا تزال الإتصالات غير المباشرة مستمرّة، على ما شدّدت المصادر ذاتها، من خلال الوساطة القطرية- المصرية، ولكن لا حديث عن هدن جديدة الآن. فعندما بدأ القصف والقتل انتهى الحديث عن الهدنة، رغم جهوزية حماس لاستكمال تبادل الرهائن والتفاوض على هدن إنسانية بالشروط السابقة نفسها لتحقيق هذا الأمر.

أمّا الهدف الأول والمباشر لـ "الإسرائيلي" اليوم، كونه فشل في تدمير الشعب الفلسطيني والقضاء على حماس، فهو تهجير الفلسطينيين الى سيناء تحت وطأة القصف الكثيف لمناطق القطاع، (في الوقت الذي يدّعي فيه أنّه وضع خريطة للأماكن والمناطق الآمنة التي لن يستهدفها بالقصف حماية للمدنيين). وهذا أمر خطير جدّاً، كونه يشمل تهجير نحو مليون و800 ألف فلسطيني الى خارج الحدود الفلسطينية، أي الى سيناء. غير أنّ هذا المخطط، على ما لفتت المصادر، سيفشل لاعتبارات عدّة هي:

1- صمود الشعب الفلسطيني الذي يُقدّم الشهداء حفاظاً على الأرض.

2- صمود المقاومة، فحركة حماس تُقاتل اليوم لمنع العدو من تحقيق ما يريده. وقد كبّدته خسائر كبيرة في أرواح جنوده، كما في عدد من الدبابات، وإن تمكّن من تدمير شمال القطاع.

3- الموقف المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين الى سيناء.

وتقول المصادر لنه لا بدّ للمجتمع الدولي من الضغط على "إسرائيل بدلاً من مساندتها ودعمها، للكفّ عن ممارسة سياسة التهجير، في ظلّ صمت دول العالم عمّا يرتكبه من مجازر وإبادة جماعية بحقّ الشعب الفلسطيني. علماً بأنّ الدمار سيطال الجميع في المنطقة وخارجها، في حال واصلت "إسرائيل" عدوانها الوحشي.

وتقول المصادر بأنّ أياً من الدول المجتمعة في الدوحة باستثناء "إسرائيل" لا تُحبّذ استمرار الحرب على غزّة، لأنّها لن تُحقّق الأهداف إذا استمرّت لأسبوع أو لأسبوعين. كما لأنّ استمرارها يعني حتماً توسعها لتشمل لبنان وسوريا والأردن ومصر، وهذا ما لا تريده أميركا، (على ما تُعلن) ولا الدول العربية المعنية وغير المعنية، ولا حتى الدول الأوروبية.


الأكثر قراءة

العثور على 6 جثث لأسرى لدى حماس مقتولين يُحدث زلزالاً في «إسرائيل» الشارع يتحرّك ضدّ حكومة نتانياهو... ونقابة العمّال تعلن الإضراب الشامل