اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بعد انهيار الهدنة الإنسانية في غزة واشتعال الجبهة الجنوبية اللبنانية، عاد الوضع الأمني مجدداً إلى دائرة التهديد، خصوصاً مع تصعيد وتيرة العدوان الإسرائيلي على غزة وتوسيع رقع استهدافه واعتداءاته على القرى الجنوبية الحدودية. ويرى المحلل الاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب أن "العدو الإسرائيلي، ومنذ الأساس لم يوافق على وقف إطلاق النار، وكل ما وافق عليه أنه استجاب لطلبات الهدنة الإنسانية، بحجة أن حماس بحاجة الى الهدنة لتنظيم واستحضار وتعداد الأسرى، ذلك أن الجلوس الى طاولة المفاوضات يلزمه هدنة لوجستية فقط، فكانت هدنة اربعة الايام بعدها مددت الهدنة يومين أو ثلاثة".

ويكشف لـ "الديار"، أنه قد "كان لمصلحة حماس أن تقود نوعاً من حرب الأعصاب ضد الإسرائيلي، بأن تبدأ بالتحكّم بنوعية المفرج عنهم ، بحيث انها أعلنت أنها توافق على المبدأ نفسه أي 1 مقابل 3 ولكن لديها جثث إسرائيليين، ولذلك عرضت تبادل 6 على قيد الحياة من نساء وأطفال و 3 جثث، إنما رفضت إسرائيل هذا الطلب".

ويلاحظ ملاعب أنه "من الواضح أن حماس زادت االشروط، وبدأت تستغل الموقف الإسرائيلي وتطرح شروطاً، وتستغل "الحالة الإسرائيلية والموقف الإسرائيلي" في ملف الأسرى، وقد فضحت هذه المسألة الإجرام الإسرائيلي، فقد ورد في وسائل إعلام أجنبية، أن بعض "الصحف الإسرائيلية" كشفت عن مدة محكومية المعتقلين الفلسطينيين الذين سيتمّ الإفراج عنهم، وفضحت الأحكام القضائية الصادرة ضد الفلسطينيين وخصوصاً الأطفال، حيث ان بعض الأطفال محكومون بالسجن لـ 8 أعوام بسبب رشقهم جنوداً بالحجارة، بمعنى أنها أحكام جائرة، ولذلك رفعت حماس سقف شروطها في عملية التبادل، وهذا ما عجّل في وقف الهدنة".

ورداً على سؤال عن تكرار سيناريو الشمال في جنوب غزة، يجزم أن "إسرائيل لن تحقق أياً من أهدافها، باستثناء التدمير الذي ينقلب ضدها في أوساط الرأي العام الدولي، ولذلك حاولت من خلال الضغط على معتقلين فلسطنيين لديها ينتمون الى حماس، معرفة أماكن وجود قادة الحركة، كما يبدو أنها استفادت من الذكاء الاصطناعي، ويبدو أنها تمنّي النفس بأن قادة حماس موجودون في الجنوب، وكانت تعتقد في السابق أنهم في مدينة غزة لكنها لم تستطع الدخول إليها، لذا هي مجبرةٌ أمام إعلانها أنها ستتابع القتال لتدمير الأنفاق وقتل قادة الحركة، رغم فشلها".

وعن الحديث عن القرار 1701 ، يشير إلى أنه "قرار أممي اتُخذ بضغط أميركي – فرنسي، ينصّ على انسحاب "إسرائيل" من كامل الأراضي اللبنانية وينتشر الجيش اللبناني واليونيفيل، ولكن إسرائيل لم توقف الأعمال القتالية، ولم نلحظ انتشاراً لليونيفيل شمال الأراضي المحتلة بل انتشرت عندنا".

وما استُجد  في هذا الإطار، يكشف "هو ما تحاول "إسرائيل" أن تتفاداه في الجنوب، ومن هنا يأتي الكلام عن توسيع مهام الـ 1701 بحيث تُعطى لليونيفيل مهاماً قتالية، وهو ما تخوض غماره أميركا، وقد جاء الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان بحجّة التمديد لقائد الجيش، لكن ما طرحه هو ستارٌ لما تريده إسرائيل وإن لم يكن صرّح به علناً، فهو يريد توسيع مهام الـ 1701 تحت التهديد بأن "إسرائيل" قد تقوم بعملية عسكرية في لبنان، ولذلك لبنان لن يخضع للضغط وليس من مبرر اطلاقاً لتوسيع عمليات الـ 1701 ، لأن لا ثكنات ولا قواعد ثابتة للمقاومة في منطقة القرار 1701".

وفي هذا السياق، يلفت العميد ملاعب إلى "التزامٍ غير معلن من المقاومة بعدم إفشال هدنة غزة، بعدما انعكست الهدنة على كامل  محور المقاومة، لكن بعد استئناف العدوان على غزة، سُجّل القصف على مواقع أميركية في العراق وتحركات يمنية في باب المندب، وعمليات من جنوب لبنان ضد المستعمرات والقواعد الإسرائيلية، ولكن ما زالت هذه العمليات تندرج ضمن مبدأ المساندة إي إشغال العدو، وما زال القرار لدى المقاومة هو التعامل وفق الميدان".


الأكثر قراءة

العثور على 6 جثث لأسرى لدى حماس مقتولين يُحدث زلزالاً في «إسرائيل» الشارع يتحرّك ضدّ حكومة نتانياهو... ونقابة العمّال تعلن الإضراب الشامل