كلمات في زمن الغربة

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

فراغ التجديد والتمديد

يخطىء من يحسب أنّ ملء الفراغ كيفما كان، يُجنِّب لبنان غدرَ الزمان. فلبنان الذي وصل الى جهنّم، ما هو فيه اليوم وما وصل بسبب ما كان فيه  بمراكز المسؤوليات الكبرى من فراغات،  بل على الارجح، بسبب ما امتلأ به من مفاسد أهل المَلَأ الأعلى، من الذين ابتلَوهوا بكلّ ما يعانيه .

عجبُ أهل المعاناة، ممّن يعرفون البئر وغطاءها، أنّ كثيرين من الذين تعاني مواقع يشغلونها من فراغهم الفعلي، والذي تتردّد أصداؤه في غير ساحٍ وناح، يطالبون بالتجديد لهذا هنا، وبالتمديد لهذاك هناك بحجّة الحرص خوفاً من الفراغ.

يقولون ذلك وهم العارفون، انطلاقاً من حيث هم، أنّ الفراغ ظلالٌ شاملةٌ، بفعل فساد متجذِّر وله رعاةٌ وحماة، جوانبَ حياتنا كلّها كلّها.

الخلاص لا يكون، أبداً بأنْ يطالبَ فارغون بذواتهم بملء الفراغات... من أجل ان لا تطول دربُ جلجلة لبنان أكثر، مطلوبٌ من الذين" لا يقصدون في الحياة لعِبا"، وحيثما كانوا، بأنْ يرفعوا الصوت عالياً بِـ لا لتمديدٍ ولا لتجديدٍ، بل بجديد مفيدٍ بشهادة تاريخه، وبمثله ممّن يحملون في ذاتهم مدَدَاً ثوريّاً بأملٍ ما، لاسيما انّ كلّ المنتسمين والمنتمين الى الطاقم العتيق، الى اخلاق العهد العتيق، قد شاركوا في تهجير الامل وفي تهجير القادرين على الهجران .

 لقد مللتم مثل هذا الكلام سمعتموه مرّاتٍ مرّات! حقّكم علينا. انتم مطمئنون الى انّ رأسمالكم على نموٍّ، على ازدياد ما بقي يرتع في الفراغ، في الغياب، دورُ الاحزاب ... الخلاص وعيٌ وصراع . كلاهما تأخر طويلاً بالحصول والوصول، لكنّهما، تقول حتميّة التاريخ، لا بدَّ اَتيانِ اَتيان....