اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لا يمكن لجدران الإسمنت أن تمنع صدى الصوت من العبور الى حيث تريد الروح والحنجرة ولا يمكن لذاك الشرطي الذي امتهن الاغتصاب أن يمنع صدى الصوت أن يزورب في الشوارع ويصل الى المنازل التي شرّعت أبوابها لصوتك الآتي من أعماق الجذور، لا يمكن لإرادة من استولى على الأرض والبيت أن تكون فوق إرادتك، فأنت وأمثالك القضاء والقدر الآتي مع نسائم التحرير مهما حاول هذا العدو مصادرة مسارب الحرية الصباحية.

يقتلنا هذا العدو، لكنه يعجز عن قتل خزائن ذاكرتنا التي نتوارثها كما نتوارث الحياة، وهي لروحنا كما القلب للجسد.

من يستطيع محو صورتك وأنت تجوبين شوارع المدن الفلسطينية مرتدية الزي الفلسطيني وتدخلين الى شوارعها العتيقة وبيوتها العتيقة دون استئذان وتُقيمين فيها كملكة نحل طنين صوتها يفعل بالنفوس كما تفعل ساقية الماء الصافية بأصايل الخيل حين تأتيها ظمآنة.

من يستطيع ان يقتلع نغمات صوتك من نفوس الصبايا والشباب وهي تقول " نحن فلسطينية"

"يا طالع ع جبال النار جبلي منها شي وردة وراجعلك يا ارض الدار شدة وبتزول الشدة "

أو وأنت تنشدين موطني، وبكتب اسمك يا بلادي، أنت يا دلال في الذاكرة أبد لا يمحوه غبار هذا اللفيف الآتي إلينا من بُرك المياه الآسنة، ولا يمكن لصوت الجلاد مهما ارتفع أن يرتفع فوق صوتك الذي يدور في فلسطين مع نسائم الصباح وخيوط الضوء المقتحمة للعتمة، مع عواصف نهاية الشتاء، مع بداية انبلاج مواسم الخير في مطلع الربيع، لا يمكن لغرفة التوقيف أن تأسرك بين الجدران، فالوصل بينك وبين فلسطين أقوى من أن يدركه ذاك الغاصب اللعين وأقوى من أن تنهيه جدران غرفة التحقيق والإقامة الجبرية.

واهم هذ العدو عندما يعتقد أنه يحجز حريتك، واهم هذا العدو عندما يعتقد أنه قادرإسكات صوت فلسطين بتعذيب شعبها والتنكيل بأسراها، فهو لم يسمعك تقولين نحن لانحني وعندما ننحني نكون كالزيتون نريد تقبيل الأرض.

يريد هذا العدو أن ينال من شموخك وهو لا يعلم أنه مهما حاول لا يصل الى نعل حذائك الملتصق بالتراب كما التصاق الليمون والزيتون.

المشكلة يا دلال أنك أمام عدو فاقد الذاكرة، لا يتعلم من التجارب، غبي يعتقد أنه بالموت يقتل الحياة في شعبنا، ولا يحاول ان يتذكر ان مئات المجازر التي ارتكبها بحق الفلسطينيين منذ ما قبل حرب النكبة حتى اليوم كانت تقتل الأجساد ولا تقتل الأرواح، المشكلة يا دلال أننا نواجه عدوا لا يقرأ إلا في كتابه الزاعم أن أرضنا أرضه.

المشكلة يا دلال أنك من أبناء النور وهم من أبناء العتمة، أنك ملكة النحل وهم دبابيرالخراب،

أنك هذا الصوت المحيي لقيم الحق والخير والجمال وهم عواء الذئاب ونُباح الكلاب وفحيح الأفاعي. المشكلة يا دلال أنك من أبناء الحياة وهم من أبناء الشهوات والشغف بقتل الحياة، المشكلة يا صديقتي العزيزة أنهم خافوا من صوتك فوضعوه في الإقامة الجبرية.

لا الإقامة الجبرية أبدية ولا غرفة التحقيق قدر لا مفر منه، ولا الاغتصاب وجود لا يزول، وجودهم مؤقت، هم راحلون واقترب موعد رحيلهم ونحن باقون.

ليتهم يتعظون، فهم فشلوا في اقتلاع أشجار الزيتون والليمون، فشلوا في تغيير النسيم البحري على شواطي غزة وحيفا ويافا وعكا فكيف يستطيعون اقتلاع الانسان من أرضه.

صبرك ايتها المُناضلة عبرة، صمتك ثورة، غيابك اشتياق الروح الى نور الحياة، شدة يا دلال وتزول.

بالأمس بلغت قمة السجن وأنت اليوم تقيمين في قمة الإقامة الجبرية وغدا ستكونين على عرش قمة الجرية فيصح فيك قول الرائع أنطون سعاده الذي أعجبك :كلما بلغنا قمة تراءت لنا قمم، وقمم كثيرة بانتظارك.

الأكثر قراءة

واشنطن تريد رئيسا بين تموز وايلول وكلمة السر بين بري وهوكشتاين جلسة «النازحين»: العبرة بالتنفيذ وتجاهل الهبة وتوصية من 9 نقاط مفاوضات القاهرة فشلت والمقاومة تدك القواعد العسكرية بعشرات الصواريخ