اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

وصف الرئيس الأميركي جو بايدن عدم الموافقة في الولايات المتحدة على تقديم مساعدات جديدة لأوكرانيا بأنه «جنون مطلق».

ونقل المجمع الصحافي في البيت الأبيض عن بايدن قوله إنّ «الفشل في مسألة دعم أوكرانيا يعدّ أمراً جنونياً مطلقاً.. إنه ضدّ مصالح الولايات المتحدة.. إنه خطأ محض».

وطلب بايدن في وقت سابق مخصصات أمنية ضخمة تقارب 106 مليارات دولار، تتضمن مساعدات عسكرية قدرها 61 مليار دولار لأوكرانيا و14 مليار دولار لـ «إسرائيل»، لكنه لم يتلق دعماً قاطعاً في الكونغرس.

وصوّت مجلس النواب ذو الأغلبية الجمهورية على تخصيص المساعدات لـ»إسرائيل» فقط، لكن مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون عرقل هذه المبادرة.

ويتطلب تمرير المساعدات موافقة مجلسي الكونغرس وتوقيع الرئيس لاحقاً.

ومنذ يومين، أكّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس ستولتنبرغ استعداده «لتلقي أخبار سيئة من أوكرانيا»، وذلك في إجابة عن سؤال في مقابلة عمّا إذا كان يخشى أن يزداد الوضع في أوكرانيا سوءاً في المستقبل، بحسب ما نقلت صحيفة «بوليتكو» الأميركية.

وأكّد في مقابلة مع قناة «إيه آر دي» الألمانية أنّ «كييف في وضع حرج» مع استمرار العمليات العسكرية الروسية، مضيفاً أنّ «الحروب تتطور على مراحل».

جاءت هذه التصريحات في الوقت الذي يناقش «الناتو» إرسال الذخيرة والمساعدات المالية إلى أوكرانيا، وفي الوقت الذي تعزّز موسكو مستويات قواتها، إذ وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة الماضي، مرسوماً يقضي بزيادة عدد الجنود بنحو 170 ألف جندي، ليصل الإجمالي إلى 1.3 مليون حندي.

واعترف ستولتنبرغ بأنّ دول الناتو لم تتمكن من تلبية الطلب المتزايد على الذخيرة، محذراً من ارتفاع أسعارها الآن مع ارتفاع الطلب عليها.

وتأتي العمليات الروسية الجديدة في وقت تركّز الولايات المتحدة إرسال المساعدات العسكرية إلى الكيان الإسرائيلي، في دعمٍ لعدوانه المستمر على قطاع غزّة منذ نحو شهرين.

وكان بايدن قد قال منذ أسبوعين إنّ «العالم يقف عند نقطة تحول، والقرارات المتخذة الآن تحدد العقود المقبلة»، معتبراً خلال خطاب متلفز أنّ «حماس و(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يمثّلان تهديدات مختلفة، لكنهما يتشاركان في هذا الأمر: كلاهما يريد القضاء بالكامل على ديموقراطية مجاورة».

وتابع: «انتصار أوكرانيا و «إسرائيل» أمر حيوي للولايات المتحدة، ومن شأنه تعزيز أمننا».

وأكد بايدن حينئذ أنه سيطلب من الكونغرس تمويلاً إضافياً لدعم أوكرانيا والاحتلال الإسرائيلي، مشدداً على أنه سيطلب من الكونغرس «أن يقدم التزاماً غير مسبوق بأمن إسرائيل يضمن لها تفوقاً عسكرياً كبيراً».

وفي سياق متصل، كشفت وسائل إعلامٍ إسرائيلية أن واشنطن حوّلت الآلاف من قذائف المدفعية الأميركية إلى «إسرائيل» بعدما كانت قد جهّزتها للحرب في أوكرانيا.

في غضون ذلك قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن الناتو يتورط بشكل متزايد في النزاع في أوكرانيا، وتتزايد مخاطر الاصطدام مع روسيا. وشددت زاخاروفا على أن مقاتلات «إف-16»، في حال تسليمها لأوكرانيا بغض النظر عن المكان الذي تنطلق منه، ستكون هدفا مشروعا للجيش الروسي.

وأضافت زاخاروفا: «تواصل دول الناتو تسليح أوكرانيا بشكل مكثف. والخطوة التالية، هي تزويد القوات الأوكرانية بمقاتلات تكتيكية من هذا النوع. لقد تحدثوا عنها لفترة طويلة، وتم تشكيل تحالف من عدة دول لترسل هذه الطائرات إلى نظام كييف ولتقوم بتدريب الطيارين الأوكرانيين». ومع الأخذ بالاعتبار أنه تم تدمير قسم كبير من البنية التحتية للمطارات في أوكرانيا، فمن الممكن أن تتمركز هذه المقاتلات الأمريكية خارج البلاد - في بولندا وسلوفاكيا ورومانيا. بهذا الشكل يزداد تورط أكثر فأكثر في الصراع الأوكراني، وفي الواقع، كما نفهم، يشن الناتو حربا هجينة ضد بلادنا تحت شعار إنقاذ أوكرانيا».

وأشارت زاخاروفا إلى أن «مخاطر الصدام العسكري المباشر بين روسيا وحلف الناتو تتزايد».

وقالت: «بالنسبة للجيش الروسي، تعتبر هذه الطائرات الحربية عندما تشارك في القتال إلى جانب القوات الأوكرانية، بغض النظر عن المكان الذي تنطلق منه، من الأهداف المشروعة الواجب تدميرها».