تعد هذه المقولة الشعبية القديمة عبارة عن حكمة شعبية مؤثرة، تحمل معان هامة عن الثقة بقدرة الآخر المتمرس بعمله وعطائه وتضحيته. تستخدم عادة للتعبير عن أهمية العطاء والجودة دون التركيز على التوقعات المتعلقة بمقابل الجهود المبذولة.
في الحياة، يشعر الكثيرون أحيانا بالتردد والحيرة حيال فكرة طلب المساعدة من الآخر المتخصص (أعني هنا بالخباز)، ظنا منهم انه في طلب المساعدة هناك تصغير للنفس واعتراف بعدم المعرفة، وهذا هو خطأ فادح. وهنا بيت القصيد، فمن منا على معرفة بكل الامور؟
كل منا بحاجة للآخر في امر ما نجهله او لا نمتهنه، فطلب المساعدة او اللجوء الى خبير في هذا المجال هو حكمة بحد ذاتها. بالمقابل التبرع للمساعدة والعطاء للآخرين من قبل المتخصصين هو ايضا رأس للحكمة. ولما لا إذا كان طلب المساعدة من متخصص لقاء بدل مالي. المهم هو انجاز العمل بمهنية عالية وبأعلى جودة ممكنة. هو غالبًا ما يتساءل الناس: لماذا يجب علي أن أعطي من وقتي وخبرتي ومن مقتنياتي للآخرين؟ وهل سأكون ضحية للظلم إذا قدمت مساعدة مجانية؟ من هنا اطرح اشكالية العطاء دون مقابل! لأقول إذا قررت مشاركة أموالك، ووقتك وخبرتك ومواردك مع الآخرين، فإن هذا القرار يعكس ليس فقط العطف والنذر الذاتي، بل يحمل أيضًا فوائد كبيرة على الصعيد الشخصي والمجتمعي. فتعزيز تبادل الخبرات هوا اساسي في نهضة المجتمعات.
إذًا، كيف يمكن فهم العبارة "اعطِ خبزك للخبَّاز ولو أكل نصفه" في السياق الحالي؟ يتعلق الأمر بأن نتعلم أهمية المشاركة والعطاء، حتى وإن كانت النتائج غير مضمونة. فعند القيام بأعمال الخير ومساعدة الآخرين، يتم بناء الثقة والوفاء بالوعود وتعزيز الروابط الاجتماعية بين الأفراد. عندما نفكر في العطاء، يجب أن نتذكر أننا نملك القدرة على تحويل حياة الآخرين إلى الأفضل، حتى وإن كان ذلك بمردود بسيط أو غير مؤكد.
قصة الخبّاز والخبز ترمز إلى أننا يجب أن نتخلص من الكمية الزائدة أو الفائضة من الأشياء التي لدينا ونقدمها للآخرين، حتى وإن كنا قد نحن بحاجة لبعضها أنفسنا. فإن العطاء والتراحم هما مفتاح السعادة والسلام الداخلي.
علاوة على ذلك، يعتبر العطاء نوعًا من الاستثمار. عند قيامك بمساعدة الآخرين ودعمهم، فإنك تزرع بذرة الخير التي قد تحصد ثمارها في وقت ما. من خلال تقديم يد العون، سواء أكان ذلك من خلال المال أو الموارد أو حتى المشورة.
ادعو كل شخص الى التحلي بالسخاء والعطاء، حتى لو كان ذلك يعني أن نفقد جزءًا من ممتلكاتنا أو وقتنا. فعندما نعطي من ممتلكاتنا للآخرين، نبني ونعزز العلاقات الاجتماعية ونؤسس لروابط قوية ومستدامة. فالعطاء يعزز التعاطف والتعاون ويثري الحياة المجتمعية.
اختم لأقول اننا اذا امتهنا مهنة الخباز في كل مفاصل حياتنا يكون عملنا منتجا للصالح العام، فالمسؤولية الإجتماعية هي في صلب معتقداتنا الدينية.
يتم قراءة الآن
-
إيران تتوعّد «إسرائيل» بـ«الوعد الصادق 3» الولايات المتحدة الأميركية تحبس أنفاسها قبل ساعات من فتح صناديق الإقتراع حزب الله يدك المستوطنات بأكثر من 100 صاروخ خلال 24 ساعة
-
هوكشتاين خدع المسوؤلين اللبنانين المجاهدون في الخيام يرسمون الخطوط الحمراء
-
نتنياهو مُستمرّ في الحرب بدعم أميركي لقيام "شرق أوسط صهيوني" "الدولة العبريّة" تمرّ بـ "الخراب الثالث" إذا لم تستعد هيكل سليمان
-
خلف "الإنزال" رسالة "إسرائيليّة"... ولبنان بالمرصاد
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
19:39
وزارة الصحة اللبنانية: ارتفاع عدد الشهداء منذ بدء العدوان "الاسرائيلي" الى 3002 والجرحى الى 13492.
-
19:39
القناة 12 "الإسرائيلية": إطلاق 70 صاروخا من لبنان باتجاه "إسرائيل" منذ ساعات الصباح.
-
19:37
مسيرة معادية استهدفت بصاروخ موجه بلدة حاريص، وافيد عن وقوع اصابات.
-
19:10
الطيران الحربي المعادي استهدف أطراف جبال البطم، و"كشافة الرسالة الإسلامية" تواصل عملية سحب الجرحى ورفع الأنقاض في بلدة معروب جراء الغارة المعادية.
-
19:09
الغارة المعادية على بلدة عبا عصر اليوم أدت الى استشهاد الموظف في المحكمة الجعفرية الشرعية في النبطية محمد خليل ترحيني، بعدما استهدفت منزلا في البلدة ودمرته.
-
غارة عنيفة على حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت