اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بين زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى الكيان الاسرائيلي وزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى المملكة العربية السعودية، 62 يوماً من الحرب المستمرة في شرق المتوسط.

لقد اصبح واضحاً ان الحرب المستمرة منذ اكثر من شهرين على جبهة غزة جنوب فلسطين والمواجهات في الضفة الغربية وعلى جبهة جنوب لبنان، لم تعد حربا داخلية على ارض فلسطين وفق القانون الدولي، انما صراع اقليمي ودولي طالما ان الابعاد والتداعيات والنتائج اصبحت تتخطى الحدود الجغرافية لفلسطين وغير مرتبطة بنزاع فلسطيني – اسرائيلي على ارض او سلطة او ادارة حكم.

الاكيد ان الحياة السياسية داخل الكيان في ازمة، ونفس المؤسسين بعد 75 عاماً اصبح من الماضي، كما ان نفس الثورة الفلسطينية لاستعادة الارض تحول الى تنافس على ادارة وسلطة ومخصصات. والضحايا شعوب المنطقة ودماء الاطفال واحلام الشباب واستقرار مجتمعات مفككة تعيش اعلى نسبة بطالة في ظل انتشار ظواهر غريبة عن عادات وتقاليد ومفاهيم هذه الشعوب.

فهل حصل الجزء الاول من التطبيع الفكري والثقافي والمالي، واليوم ترسم المخططات العمرانية والتكتلات السكانية بعد حرب الابادة التي ترسم رؤية المنطقة 2030.

ان حرب غزة هي اطول الحروب في تاريخ حروب الصراع منذ 75 عاماً، اكانت ضد الشعب الفلسطيني او ضد الشعوب العربية من مصر الى سورية ولبنان.

تدمير متعمد للسكن في غزة التي تمتد على طول 41 كلم وعرض يتراوح بين 5 و11 كلم ، هي مدينة في شرق المتوسط، ومرحلة جديدة في الرؤية العالمية لادارة التكتلات السكانية في نظام عالمي يتشكل على وقع حرب المفاهيم واعادة صياغة جديدة للقانون الدولي، فما يحصل من تدمير متعمد للسكن وصل في 28 تشرين الثاني الى اكثر من 40% من مساكن غزة، ونزوح داخلي لاكثر من 2 مليون مواطن.

في العام 2022 استطاعت سويسرا الضغط من اجل تعديل النظام الاساسي لجعل التجويع جريمة ضد الانسانية بعد ان ادرج نظام روما الاساسي التجويع باعتباره جريمة حرب. كذلك علينا العمل لجعل "مفهوم تدمير السكن المتعمد" جريمة ضد الانسانية حيث ان صور الاقمار الصناعية حتى يوم 29 تشرين الثاني تشير الى دمار اكثر من 100 الف مسكن.

فالمباني التي دمرت او دمرت جزئياً المحكمة الفلسطينية الرئيسية ومقر المجلس التشريعي الفلسطيني و340 منشأة تعليمية و170 مكان عبادة، في حين ان 26 من اصل 35 مستشفى في القطاع لا تعمل. وقد اشار هيو لوفات من المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية ان "اسرائيل" تدمر بشكل متعمد ومنهجي المؤسسات المدنية والبنية التحتية التي ستكون ضرورية لحكم غزة وتحقيق الاستقرار فيها بعد الصراع"، وكان الرئيس السابق لمجلس الامن القومي الاسرائيلي جيورا ايلاند كتب في صحيفة يديعوت احرونوت "ليس امام دولة اسرائيل خيار سوى تحويل غزة الى مكان يستحيل العيش فيه بشكل مؤقت او دائم..الازمة الانسانية في غزة هي وسيلة ضرورية لتحقيق الهدف..".

والتسريبات من داخل حكومة حرب العدو بما في ذلك توجهات مختلف اجهزة المخابرات الاسرائيلية الداخلية كما الخارجية، فكل الدراسات العسكرية والنفسية كما الاعلامية تعمل في اتجاه اجبار الفلسطينيين على مغادرة غزة، اما طوعاً او قسراً.

شرق متوسط ترسم حدوده بالبر كما بالبحر، على وقع الدماء والتهجير والهجرة، فالامن القومي المصري والاردني واللبناني في خطر، وما هو قادم بعد القتل والدمار، الاوبئة والامراض والحالات النفسية لشعوب ستنتقل لدول الجوار وتنقل معها ازماتها، فالمتوسط لم يعد يفصلنا عن اوروبا، هجرة غير شرعية وازمات اجتماعية تتحول امنية وفوضى في قلب اوروبا..حصار اوروبا استكملته الولايات المتحدة بأكبر ازمات انسانية، ورفض وقف اطلاق النار في غزة يوم 8 كانون الاول، رغم استخدام المادة 99 من ميثاق الامم المتحدة، يؤكد ان الولايات المتحدة الاميركية تدرك معنى التحذير من ان الحرب في غزة تهدد الامن والسلام الدوليين.

باحث في الشؤون الامنية


الأكثر قراءة

نتائج زيارة هوكشتاين لاسرائيل: تقدم وايجابية ومجازر وتدمير؟! نتانياهو يراهن على الوقت لفرض هدنة مؤقتة مرفوضة لبنانيا الجيش الاسرائيلي منهك... ولا بحث بتجريد المقاومة من سلاحها