طرق خسارة الوزن سريعاً…هل هي مفيدة أم مضرة بالجسم؟
"الاشواجندا" هدية الطبيعة للتخسيس وتخفيف التوتر!

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يواظب الشاب الياس على الكورنيش البحري قبالة شاطئ بيروت على ممارسة الرياضة بعدما استطاع انقاص وزنه من 180 كيلو غراماً الى 120 كيلو غراماً، هو واحد من بين 53% من بين اللبنانيين الذين يعانون زيادة الوزن ويواجهون مخاطر التعرض لأمراض عدة بينها أمراض القلب والتنفس والسكري وفقاً لما أظهرته دراساتان أنجزتهما الجامعة الأميركية في بيروت.

فبعض الدراسات أظهرت أن نسبة البدانة لدى الصغار من الذكور هي أكبر من ما هي عليه لدى الاناث، فيلجأ الأهالي لاتباع نظام غذائي سليم لأطفالهم لانقاص وزنهم خاصةً أن المراهقين وصغار السنة هم أكثر عرضةً للبدانة، ما يستدعي تدخّل الجهّات الرسميّة في جميع الدول لأخذ سياسات للحدّ من انتشار هذه الظاهرة، وحماية الأطفال من مخاطر هذا المرض.

تقاس البدانة بزيادة وزن الجسم عن الوزن المثالي بأكثر من 20%، وتؤكد أخصائية التغذية سامية عقيل لـ"الديار" على أنه "من الضروري اجراء فحوصات مخبرية لمعرفة سبب زيادة الوزن"، مضيفةً: "ليس من الضروري أن يكون السبب الرئيسي للسمنة هو زيادة نسبة الأكل فقد يكون بسبب مشاكل عضوية أو وراثية".

أما عن الأسباب العضوية التي تزيد الوزن، لفتت عقيل الى أن" أبرز هذه المشاكل هي الغدة الدرقية (خمول)، نقص فيتامين "دال" الحاد، اضطراب الهرمونات خصوصةً لدى الفتيات، تكيسات المبيض وحجمها، ارتفاع نسبة الأنسولين ولكن المريض لم يصل الى مرحلة مرض السكري، الاضطرابات النفسية، وارتفاع هرمون التوتر ويعالج من خلال اتباع تمارين التأمل".

تؤكد الاختصاصية أن السمنة التي تنتشر بشكل كبير في المجتمعات المعاصرة تسبب مشاكل نفسية مثل عدم الرضا عن شكل الجسد، وتدني احترام الذات، ومشاكل في العلاقات بين الأزواج، وصعوبات في العمل والحياة الاجتماعية، وتراجع القدرة الجنسية.

مريض السمنة بحاجة دائماً الى دعم نفسي لكي يستطيع أن يتابع في نظامه الغذائي وذلك من خلال تحفيز شعور التحدي لديه، وبهذا السياق أشارت عقيل الى أن "النظام ليس بشيء صعب بل هو تعديل لنظام الحياة بشكل عام".

من الصعب كثيراً على مريض السمنة أن يتبع نظام غذائي ويحرم من السكر والخبز والمقالي، وعند سؤالنا لعقيل عن المدة التي حيتاجها الانسان ليتأقلم مع نظام جديد، قالت: "البرمجة اللغوية العصبية مهمة جداً في هذه الفترة، فنقدر أن نصل الى النتيجة المرجوة من خلال برمجة دماغنا"، وأكدت على أنه "لا يمكننا أن نقوم بمنع جميع حالات السمنة عن تناول السكر، فاذا كنا نتعاطى مع مريض يعاني من كهرباء في الرأس لا يمكننا أن نسمح له بتناول كمية من السكر أو من النشويات خلال النهار، أم اذا كنا نتعاطى مع مريض سمنة طبيعي لا يعاني من أمراض فيمكننا أن نقدم له نظام غذائي يحتوي على سكر ونشويات"، مضيفة: "لايجب أن نقطع السكر تهائياً خلال اتباع النظام الغذائي ويمكننا تناول نوع من الخبز يحتوي كمية كبيرة من الألياف".

من الطبيعيّ أن تكون لدى أيّ شخصٍ الرغبة في خسارة الوزن خلال فترة قصيرة، ولكنّ خسارته تدريجيّاً بشكل منتظم تُعدّ أفضل للصحة، إذ أشارت مُعظم الدراسات إلى أنّ من يخسرون أوزانهم بشكلٍ أبطأ يحافظون على الوزن الذي وصلوا إليه مدّة أطول؛ مثل ما ذكرته هيئة الخدمات الصحية الوطنية المعروفة اختصاراً بـ NHS، وتجدر الإشارة إلى أنّه حتّى وإن ساعدت الحمية المُتَّبعة على خسارة الوزن سريعاً إلا أنّه من غير المُرجّح الحفاظ على الوزن لعدّة أشهر أو سنوات، بالإضافة إلى أنّ ذلك قد يعود على صاحبه بمخاطرٍ صحيّة، ومن أكثر الوسائل فعاليّة في خسارة الوزن والحفاظ عليه هي خسارته تدريجيّاً باتّباع حمية خاصّة بخسارة الوزن، وتغيير نوع الطعام المُستهلك، ومُعدّل النشاط البدني، ومن الأفضل الالتزام بهذا التغيير مدى الحياة.

في الآونة الأخيرة انتشرت مقاطع فيديو ترويجية على مواقع التواصل الاجتماعي لمنتجات التنحيف منها الحبوب والشاي، وفي هذا الإطار تقول عقيل: "لا مانع من استخدام أدوية التنحيف التي تحتوي على فيتامينات وتكون موصوفة حصراً من قبل أخصائي تغذية، ولكن كل دواء يروج له هو غير آمن لأن البائع لا يعرف تاريخ المريض الطبي".

وشرحت عقيل مكونات أدوية التنحيف المرخصة من قبل وزارة الصحة، فذكرت خلال حديثها أن "هنالك أدوية تعطى للمريض وتحتوي على الألياف في هذه الحالة يكون المريض لا يأخذ يومياً نسبة الألياف المطلوبة من الشوفان والخضار والفواكه، ويكون الدواء عبارة عن سائل يتم شربه لتدخل الألياف الى داخل الأمعاء وتقلص حجمها لتساعد في تقليص حجم الوجبات الغذائية، أما النوع الثاني من الأدوية فهو يعمل على تنظيف الجسم من السموم".

في حال وجود ترسبات وسموم بنسب عالية داخل جسم الانسان هذا ما يبطئ نسبة الحرق لديه، وهذا ما يؤدي الى زيادة في الوزن، فيلجأ الاختصاصيين لاعطاء المريض الفيتامينات المناسبة لحالته مما يساهم في ارتفاع طاقة الحرق بسبب تخلص الجسم من السموم مما يؤدي الى تكسير مضاعف للدهون.

كما انتشرت تقنية الميزوثيرابي كعلاج لتساقط الشعر، وإعادة الحيوية للبشرة المجهدة، وأصبح مؤخرًا من العلاجات المستخدمة لإنقاص الوزن ونحت الجسم دون جراحة. يتميز الميزوثيرابي عن علاجات التخسيس الأخرى، أنه يساعد على علاج السمنة الموضعية وهي مشكلة شائعة ومزعجة لنسبة كبيرة من النساء والرجال، ولا يُستخدم الميزوثيرابي للتخسيس فقط، ولكنه يساعد أيضًا على تقليل مظهر السيلوليت.

الميزوثيرابي هي تقنية حَقن دقيقة تستهدف الطبقة الوسطى من الجلد حيث تُوجد الأوعية الدموية، ومن خلالها تُحقن مواد تساعد على تكسير الدهون في المناطق المرغوب في تخسيسها أو نحتها.

تشمل المواد المحقونة: الفوسفاتيديل كولين والمحلول الملحي وحمض الديوكسيكوليك الذي يعمل على استحلاب الدهون لامتصاصها في الأمعاء.

وشرحت عقيل كيفية "حقن هذه المواد في الأنسجة الدهنية في الطبقة المتوسطة من الجلد بإبر رفيعة جدًا، تنتفخ الطبقة المزدوجة من غشاء الخلايا الدهنية وتتصلب وتبدأ المواد المذيبة في تكسير الدهون، وتحويل الخلايا الدهنية إلى جزيئات دهنية صغيرة جدًا يسهل امتصاصها عبر الأمعاء والتخلص منها بشكل طبيعي في وقتٍ لاحق كفضلات"، مضيفة: " تقنية الميزوثيرابي تعمل على إنقاص ما يقرب من 5 إلى 13 سنتيمتر من المنطقة المعالجة، ومع ذلك فإنه ليس علاجًا فعالًا لمن يعانون من السمنة المفرطة، ولا يحل محل الحمية الغذائية والتمارين الرياضية، ولكنه يساعد على علاج السمنة الموضعية بشكلٍ كبير، والتخلص من الدهون الزائدة في المناطق المحقون بها، وتقليل مظهر السيلوليت".

في المقابل، هناك علاجات من الأعشاب الطبيعية التي تساهم في انقاص الوزن والمحافظة على صحة الانسان ونادراً ما يتحدث عنها أخصائيو التغذية، وأهمها نبتة الأشواغندا التي تساهم في تخفيف التوتر والقلق، وفقاً لبعض الدراسات فإن الأشواغاندا لها القدرة على تقليل مستويات التوتر والقلق لدى بشكل كبير، إضافة إلى ذلك يمكن لهذه النبتة أن تحسن جودة النوم. وتعمل على تحسين الذاكرة والوظيفة التنفيذية والانتباه المستمر وسرعة المعالجة لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 50 عامًا والمصابين بالخرف المبكر.

و تعتير الاشواجندا من النباتات الممتازة لتعزيز المناعة، وقد ثبت أنها تحفز الخلايا المناعية المضادة للالتهابات ومكافحة الأمراض التي تساعد على ردع الأمراض عن طريق مساعدة الجسم على الدفاع عن نفسه من البكتيريا والفيروسات ومسببات الأمراض الأخرى.

أما من ناحية التخسيس، فانها غنية بمضادات الأكسدة الطبيعية، التي تحسن الصحة العامة، بما في ذلك تسريع عملية التمثيل الغذائي وتقليل الالتهاب وبالتالي تساعد في حرق الدهون المخزنة في الجسم.

وبالنسبة لتوقيت تناول الأشواجندا فهو يعتمد على الغرض من استخدامه. فيمكن تناوله في الصباح أو في المساء، ويمكن تقسيم الجرعة على اليوم حسب توصيات الطبيب المختص أو المواصفات الموجودة في المنتج.