اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

- أقام الاتحاد الدولي لرجال وسيدات الأعمال اللبنانيين MIDEL برئاسة الدكتور فؤاد زمكحل، غداءً حوارياً مع السفير الفرنسي الجديد في لبنان هيرفي ماغرو، في حضور أعضاء مجلس الإدارة التنفيذي والمجلس الاستشاري الدولي. كما حضر اللقاء، نقيب المحامين في بيروت فادي المصري، و François Sporrer رئيس الخدمة الاقتصادية الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط، و Bruel Hugo المستشار المالي لمنطقة الشرق الأوسط، السفارة الفرنسية في لبنان، و Sciortino Sabine مدير المعهد الفرنسي – مستشار الثقافة والتعاون، السفارة الفرنسية في لبنان.

تحدث المشاركون، متناولين القطاعات التي تخصُّهم في كل المجالات، في لبنان والعالم، إضافة إلى الاستراتيجية المتّبعة بإعادة هيكلاتهم الداخلية، وخصوصاً مواجهة العواصف الجديدة التي تهزّ لبنان والمنطقة، ولا سيما حرب غزة، والمخاوف والمخاطر التي قد تصيبهم.

وشدّد المجتمعون الذين يمثلون القطاعات الإنتاجية في لبنان والمنطقة، على أنهم «كانوا قد بدؤوا يتنفّسون الصعداء، ويرفعون روؤسهم من تحت المياه، بعد نحو أربع سنوات من أكبر أزمة اقتصادية واجتماعية ومالية ونقدية في تاريخ العالم، وكانوا يأملون في تحقيق نمو بنسبة 3-4% في نهاية العام الجاري، وها هم مرّة أخرى، ينجرّون في الوحول المتحرّكة في لبنان والمنطقة، مع مخاطر جدّية وخطرة، من توسيع رقعة الحرب».

وعبّروا أيضاً عن مخاوفهم وقلقهم من مشروع موازنة العام 2024 المقترح، وشرحوا للسفير الفرنسي بأن «هكذا مشاريع موازنات وهميّة، ستضرب ما تبقّى من القطاع الخاص اللبناني، ولا سيما الاقتصاد الأبيض، وستُنمّي الاقتصاد الأسود، واقتصاد التهريب، الترويج والتبييض».

وتحدّث زمكحل باسم المجتمعين، وذكّر « إننا مقتنعون بأننا لا نستطيع الخروج من هذا النفق الأسود، من دون مشروع متكامل ومتزامن مع الدول المجاورة، والدول المانحة، وأيضاً عبر مشروع واقعي وشفّاف مع صندوق النقد الدولي. لكن مشكلتنا الأساسية ليست بالمشاريع ولا بالأفكار، إنما بالتطبيق والملاحقة. لا شك في أن ثمّة مخاطر كبيرة على لبنان، ولا نستطيع مواجهة أيّ حرب جديدة، ولسنا مهيئين للحرب، وقد خسرنا كل مقوّمات الصمود، لكن هل نحن مهيّؤون للسلام؟ كيف يمكن بناء أي خطة أو إستراتيجية أو رؤية، في ظل غياب رأس الدولة، وحكومة تصريف أعمال، وفي ظل فراغات دستورية في كل المناصب الكبرى، التي يمكن أن تحصل قريباً في قيادة الجيش والقوى العسكرية؟

السفير الفرنسي

من جهته شدّد السفير الفرنسي على «أن السفارة الفرنسية في لبنان هي من أكبر السفارات في العالم، التي تضم أكثر من 400 موظف ومدير فروع إقليمية، والتي تُعبّر عن أهمية وأولوية لبنان لفرنسا»، مشيراً إلى «أن فرنسا تلتزم التزاماً كاملاً دعم لبنان وجميع اللبنانيين، وتعمل ليل نهار بغية تجنيب لبنان جرّه إلى أي صراع عسكري جديد».

وخلص إلى القول: «إننا ندرك تماماً أيضاً أن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي طويلة الأمد وشائكة، وذلك قبل ضخ أي سيولة. كما أن الحل الوحيد لإعادة النمو يكون عبر إعادة إحياء القطاع الخاص اللبناني المنتج والحيوي، وإعادة الدورة الاقتصادية والحركة الاستثمارية النشطة إلى طبيعتها».

وختم السفير الفرنسي: «إن أولويتنا اليوم هو الاندماج والإنخراط مع الشركات الداخلية، الإقليمية والدولية لمواجهة الأزمة وتحصين انفتاحنا إلى الخارج واستقطاب السيولة. ولا شك في أن علينا إعادة بناء اقتصاد جديد ودورة اقتصادية متينة، إذ إن ما نطلبه من السياسة هو الحدّ الأدنى من الاستقرار والتوافق الداخلي، وعدم جرّ الاقتصاد في وحول التجاذبات السياسية».