اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
ظهرت عارضة الازياء العالمية بيلا حديد على الساحة في عام 2012، وأصبحت منذ ذلك الحين واحدة من أشهر وأبرز الوجوه في عالم عرض الأزياء، واختيرت ضمن الشخصيات المئة، الأكثر تأثيراً في عام 2023، من قبل مجلة «تايم» الأميركية. ولا تقتصر شهرة العارضة الأميركية الفلسطينية، على عالم الجمال والموضة، وإنما تمتد إلى مجالات وأنشطة أخرى، منها الخيري والإنساني والسياسي.

من هي بيلا حديد؟

ولدت بيلا في 9 تشرين الأول 1996 في واشنطن العاصمة للاجئ الفلسطيني محمد حديد، وهو مطور عقاري هولندي سابق وعارضة أزياء يولاندا، أخت أحد أشهر الأشخاص على وجه الأرض جيجي حديد.

في آذار 2022، خلال قصة غلاف مع مجلة «فوغ» الأميركية، كشفت حديد أنها تعيش أسلوب حياة روحي، وعلى الرغم من أن عائلتها لم تكن متدينة، إلا أنها نشأت وهي تتعلم عن اليهودية بينما كانت مهتمة بالإسلام. «أنا شخص روحي للغاية، وأجد أنني أتواصل مع كل الأديان».


بيلا والقضية الفلسطينية

على مر السنين، لم تتردد بيلا أبدًا في التعبير عن دعمها للقضية الفلسطينية.

ففي 8 كانون الأول 2017، انضمت حديد إلى الاحتجاجات في لندن ضد قرار ترامب نقل السفارة الأميركية في «إسرائيل» والاعتراف بالقدس عاصمة لها.

وفي عام 2022، كشفت بيلا أن استمرار دعمها لقضية فلسطين، كبدها «الكثير» من الخسائر.

وتوقفت الشركات عن العمل معها بسبب هذه القضية، كما قالت للصحفية الليبية الأمريكية، نور تاغوري، في بودكاست REP الخاص بها.

وحينها قالت حديد إنني «أعتقد حقًا أنه إذا بدأت الحديث عن فلسطين، عندما كان عمري 20 عامًا، فلن أحصل على التقدير والاحترام الذي أحظى به الآن».

وأضافت أن «العديد من الشركات توقفت عن العمل معي»، من دون تسمية أي شركة بعينها.

وفي نيسان 2022، قالت عارضة الأزياء أيضا إنها حظرت من قبل «إنستغرام» بسبب نشاطها الفلسطيني.

وكتبت في ذلك الوقت أنه «عندما أنشر عن فلسطين، يتم حظري على الفور ويقل مليون منكم تقريبًا من مشاهدة قصصي ومنشوراتي».

وفي مقابلة منفصلة مع مجلة GQ، في العام ذاته، قالت حديد إنها لا تخشى فقدان وظيفتها والتخلي عن مهنتها كعارضة أزياء إذا كان هذا هو ثمن دعمها المستمر للقضية الفلسطينية.

وأضافت أنني «محظوظة جدا ومباركة لأنني في وضع يمكنني من خلاله التحدث بالطريقة التي أفعل بها. وحقا، ما هو السقوط؟ أن أفقد وظيفتي؟ أدركت أنني لست على هذه الأرض لأكون عارضة أزياء».

وانتقدت حديد في آب من العام الجاري، تصريحات وزير الأمن القومي «الإسرائيلي» اليميني المتطرف، بن غفير، المتلفزة حول الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. وشاركت مقطعاً من مقابلة بن غفير مع متابعيها الذين يبلغ عددهم 59.5 مليون، واتهمت بن غفير بالعنصرية.

وعلّقت بيلا على الفيديو قائلةً إنه لا ينبغي أن يكون هناك أي تبرير في عام 2023 أو في أي وقت آخر، حيث يُعتبر الإنسان أهمية شخص ما أكثر من غيره بسبب أصوله أو ثقافته أو تفضيلاته».

كما نشرت مقطع فيديو من جماعة «بتسيلم» الحقوقية «الإسرائيلية» الرائدة تظهر جنودًا «إسرائيليين» في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية يخبرون أحد السكان أنه لا يُسمح للفلسطينيين بالسير في شارع معين لأنه مخصص لليهود، وعلّقت متسائلةً «هل هذا يذكركم بأي شيء؟»، تشبيهًا منها بأعمال النازيين ضد خلال الحرب العالمية الثانية.

وعقب العدوان «الإسرائيلي» الأخير على غزة، والذي أوقع حتى الآن أكثر من 18 الف شهيد وعشرات آلاف الجرحى وجعل من غزة منطقة غير قابلة للعيش، نددت بيلا حديد ببيان ناري عبر حسابها على موقع انستغرام، قائلة إنها تلقت العديد من التهديدات بالقتل، مما أخاف عائلتها، ولكنها لن تصمت تجاه «ما يحصل من فظائع تجاه الفلسطينيين في غزة».

وأضافت وهي تسرد حكاية والدها محمد حديد «لقد ولد ابي بنفس العام التي حصلت فيه النكبة للفلسطينيين 1948، وحملته أمه على ذراعيها وهي تنتقل به من بلد لبلد هرباً من القوات «الإسرائيلية» حينها».

كما أكدت بيلا حديد على أهمية الفهم للوضع الذي يعيشه الفلسطينيون خلال بيانها بقولها إن «من المهم أن نفهم صعوبة أن تكون فلسطينيًا، في عالم ينظر إلينا كما لو كنا لا شيء أكثر من إرهابيين يقاومون السلام. إن هذا ضار ومخز وغير صحيح على الإطلاق».

كما لم تكتف حديد بذلك وإنما نشرت فيديو من داخل فلسطين، يظهر آثار العدوان على غزة وضربها بصورة مستمرة من الاسرائيليين.

وبعد التحدث علنًا ضد الحرب «الإسرائيلية» على غزة، واجهت بيلا مع عائلتها الكثير من ردود الفعل العنيفة من الناس في جميع أنحاء العالم، عبر الإنترنت ومن الناحية المهنية.

فقد زعمت تقارير أن شركة «ديور» الفرنسية الشهيرة، قطعت علاقاتها مع بيلا، بسبب دعمها القوي لفلسطين واستبدلتها بدورها بعارضة الأزياء «الإسرائيلية» ماي تاغر.

وأثار خبر تخلي شركة «ديور» عن بيلا حديد، جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي.

ونفت وكالة « أسوشيتد برس» الخبر زاعمةً أن عقد حديد كان «قد انتهى مع دار الأزياء الفاخرة في آذار 2022، أي قبل وقت طويل من الصراع الأخير بين «إسرائيل» وحركة حماس».

وتحدثت بعض وسائل الإعلام عن اختيار دار الأزياء الفرنسية للعارضة «الإسرائيلية» ماي تاغر، في إعلانها الجديد كبديل مزعوم عن بيلا حديد، رغم أن الأخيرة كانت الوجه الإعلاني لمكياج «ديور» وأول سفيرة للعلامة التجارية منذ عام 2016.

وتواصلت USA TODAY مع العلامة الفرنسية وممثل عن بيلا حديد ورواد مواقع التواصل الذين شاركوا المنشور للتعليق لكنها لم تتلق أي ردود حول الموضوع.