اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

وسط القصف "الإسرائيلي" المستمر على قطاع غزة، خرجت الكثير من الدعوات التي تطالب بالاصطفاف الفلسطيني، وضرورة عقد مصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس"، لمواجهة الحرب "الإسرائيلية" حسب موقع سبوتنيك.

خرجت الدعوات من قيادات فتح، وآخرها أمين سر الحركة جبريل الرجوب، الذي دعا حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى لقاء مصالحة وطنية في الجزائر، لإنهاء الانقسام والتمهيد لإجراء انتخابات والاتفاق على مشروع نضال فلسطيني مشترك.

وقال قبل يومين عقب لقاء مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون: "نقول لإخواننا في حركة حماس وفي حركة الجهاد تعالوا لنتوافق تحت راية الجزائر التي لا مصلحة لها، ولا تخضع لابتزاز أحد لا في الشرق الأوسط ولا خارجه"، داعيا الفصائل الفلسطينية إلى "إنهاء الانقسام وبناء خريطة طريق لها علاقة بتهيئة الظروف لإجراء انتخابات وطنية حرة".

وشدد طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إنهم ليسوا ضد المصالحة مع حركة فتح، ودعموا كثيرا المبادرة الجزائرية والجهود المصرية، معتبرًا أن "وحدة الشعب الفلسطينية مهمة لكن الأولوية في الوقت الراهن "وقف حرب الإبادة".

وطرح البعض تساؤلات بشأن إمكانية عقد مصالحة فلسطينية في ظل الظروف الراهنة، ومع "تعرض الفلسطينيين لحملة إبادة جماعية من قبل "إسرائيل"، لا سيما في ظل الدعوات الفلسطينية المؤيدة لهذه الخطوة.

ظروف مناسبة

اعتبر تيسير نصر الله، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، "أن الظروف الراهنة، وفي ظل حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها قطاع غزة، والنكبة الجديدة التي تستهدف الكل الفلسطيني، تعد أفضل الظروف التي يجب استغلالها لعقد مصالحة فلسطينية بين جميع الطوائف".

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، "هناك محاولة للإجهاز على المشروع الوطني الفلسطيني، مما يقتضي على كافة القوى الفلسطينية ضرورة التوحد، وتقييم المرحلة السابقة بكل تداعياتها بعد فشل مسار التسوية، وتنكر حكومة الاحتلال الإسرائيلية الفاشية لاتفاقيات أوسلو".

وشدد على أهمية الاتفاق الفلسطيني على مسار وطني جديد، يفضي إلى التمسك بالحقوق الوطنية الفلسطينية، ووضع خطة استراتيجية نضالية، من أجل استعادة حقوق الشعب الفلسطيني، وحقوق اللاجئين في العودة وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

وفيما يتعلق بإمكانية نجاح أي تسوية حالية في إنهاء الانقسام بشكل فعلي، قال إن "الفرصة لا تبدو متاحة في الوقت الراهن، نظرًا لانشغال الجميع بالعمل على وقف حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".

استهلاك إعلامي

من جانبه اعتبر الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، أن تصريحات جبريل الرجوب وعزام الأحمد وحسين الشيخ، يدعون جميعهم حركة حماس لتحقيق المصالحة، وكأنها من تملك قرار المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هناك طريق واحد لإنهاء الانقسام الفلسطيني وعقد المصالحة بين جمع القوى، وهو بيد الرئيس محمود عباس أبو مازن، من خلال الإعلان عن تشكيل إطار قيادي مؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وأكد أن هذا الإطار يحب أن يضم كافة الفصائل الفلسطينية بما في ذلك حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وتكون مهمته الإشراف على الحالة الفلسطينية، حتى إجراء الانتخابات وتجديد الشرعيات.

ويرى الرقب أن دعوة جبريل الرجوب وغيره من قيادات حركة فقط تأتي فقط من أجل الاستهلاك الإعلامي، خاصة أن بعض ممثلي السلطة بدأوا بالهجوم على حماس وكأنها هي من أعاقت تحقيق المصالحة وليس "أبو مازن" (محمود عباس) الذي ألغى الانتخابات مطلع العام 2021.

ومضى قائلًا: "يدرك جبريل الرجوب وغيره من قيادات حماس، أن حركة حماس لن تقبل دعوتهم في هذه المرحلة وهذه الظروف"، مستبعدًا أن يكون هناك أي لقاء قريب بين حماس وأبو مازن.

ونهاية الشهر الماضي، أكد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أن الجزائر لم تكن سببا في تأخر المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، معتبرًا أن حل الأزمة الفلسطينية ينطلق من وحدة فصائل المقاومة.

يشار إلى أن حركتي "فتح" و"حماس" عقدتا لقاءات بين قيادتيهما في كل من القاهرة وتركيا، لكن لم ينجح الطرفان بتحقيق بنود المصالحة دون الإعلان عن العثرات التي تعترض الاتفاق، وطي صفحة الانقسام الفلسطيني الداخلي منذ أن سيطرت حركة حماس على قطاع غزة في عام 2007.

الأكثر قراءة

حقيقة ما حصل مع لاريجاني والوفد المرافق في مطار بيروت