اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بات شائعا مؤخرا ترويج ادوية طبية لعلاج الامراض المستعصية وأخرى للعناية بالبشرة والأخيرة تحتوي على مواد فعالة قد تؤثر سلبا في صحة الجلد. ويتم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لتسويق هذه المنتجات على نطاق واسع وبشكل خاص "تيك توك" "انستغرام" و "فيسبوك" و "منصة أكس"؛ في ظل غياب الرقابة من قبل الوزارات المعنية وفرض عقوبات مشددة لردع الافراد والشركات المروّجة لتلك المنتجات دون الحصول على تصريح من الجهات المختصة.

وفي الإطار، تحولت بعض المواقع الالكترونية الى مزاد علني لبيع العقاقير عبر إعلانات براقة تدّعي قدرتها على التخلص من التصبغات الجلدية والخطوط الرفيعة والتجاعيد العميقة ومظاهر الشيخوخة في محاولة لتوريط واستقطاب فئة تريد ان تحصل على بشرة ناعمة وصافية كالأطفال خالية من الشوائب والعيوب في غضون أيام قليلة.

لا رقابة ولا من يحزنون!

يجزم متابعون، ان معظم السلع التي يتم ترويجها الكترونيا لا تخضع للرقابة وهذا الامر بات مقلقا كونه يشكل خطرا على الصحة العامة، لكن الامر أصبح مرعبا بعد ان دخلت ادوية الامراض السرطانية على خط الترويج والعرض والبيع "اونلاين" الى جانب تسويق مستحضرات طبية أخرى منها ما هو مخصص للجلد وبعض العقاقير تُعطى لمرضى القلب والكوليسترول وضغط الدم بدون وصفة طبية. وانتشرت صفحات كثيرة للبلاسم والاعشاب الطبية لجذب المرضى من كِلا الجنسين مثل منتجات التنحيف ونسف البطن وتكيّس المبايض وجعل البشرة صغيرة وشابة وزجاجية ولتكثيف وتطويل الشعر ونباتات وزيوت غير معروفة المحتوى والتركيبة.

"الريتينول" المنتج الأكثر تسويقا!

وفقا للمتخصصة في الامراض الجلدية والطب التجميلي د. غادة قصير، "فإن "الريتينول" هو أحد مشتقات فيتامين (أ) الغني بمضادات الاكسدة من عائلة الريتينويد الذي يقلل الاجهاد التأكسدي وهناك العديد من الاشكال مثل: بالميتات الريتينيل والريتينول والشبكية والتريتينوين والنسب المتاحة من الرتينوئيدات، ويمكن إيجاد هذه المادة بشكل طبيعي في الباكوتشيل والرامبوتان.

وأوضحت في حديث لـ "الديار"، "ان مشتقات هذا الفيتامين متعددة ومعروفة بـ "الريتينول" او "ريتن أ" موجودة في الأسواق وتدخل في تركيبة بعض المستحضرات التجميلية وأيضا العلاجية. ويختلف تركيز كل مادة بحسب قوتها وتأثيرها في البشرة ومشاكلها الجلدية والاثار الجانبية التي يمكن ان تتركها على اللحاء او القشرة الخارجية. وهناك بعض المشتقات الحديثة مثل "Retinaldehyde" وهذا العنصر يعتبر اقوى من الريتينول لكنه أخف من "ريتين أ" وتأثيراته الجانبية اقل".

الترويج "معضلة"!

اعتبرت قصير، "ان المشكلة الكبرى هي في الترويج لهذه المستحضرات، فالعلم عادة يتجه نحو تقليص الضرر قدر الإمكان لان لهذه المواد اثارا جانبية خطرة جدا قد تؤدي الى تشوهات خلقية في الجنين لدى السيدات الحوامل؛ لذلك لا نستطيع التسويق لهذه المنتجات لاستعمالها بشكل يومي او حتى عشوائي. إضافة الى ان هذه المواد تؤثر سلبا في البشرات الحساسة ويجب ان يتوافر بروتوكول علاجي معين لكيفية الاستعمال".

ماذا عن أصحاب البشرة الرقيقة؟

تجيب، "هذا التأثير السلبي يشمل أصحاب البشرة الرقيقة وأيضا الأشخاص المتقدمين بالعمر والذين يعانون من امراض جلدية مثل، الاكزيما، الصدفية والوردية لان هذه المواد تترك علائم شديدة وواضحة وقد تكون مزعجة.

اما عن تناول كبسولات فيتامين (أ) عن طريق الفم فشرحت قائلة: "ان القسم الثاني من هذه المواد المتمثل بالايزوترتينينوين أي الفيتامين (أ) على شكل حبوب، فإن هذه الأقراص توصف عادة للحالات المستعصية لعلاج حب الشباب؛ ويجب اجراء الفحوصات الطبية اللازمة ومتابعة دقيقة للمريض من قبل الطبيب المختص لأنها تتعارض مع الكثير من العقاقير ولا يستطيع المريض القيام بأي جراحة كما انها تسبب تشوهات في الجنين. وأشارت الى ان بعض الأشخاص يتناولون حبة واحدة أسبوعيا او كل أسبوعين بشكل مستمر للحفاظ على نضارة البشرة وذلك دون استشارة طبيب".

التأثير الإيجابي

قالت قصير: "لا يجب انكار أهمية هذه المواد في علاج الجلد من حيث النضارة وتحريك الكولاجين وتخفيف التجاعيد وتقليص عمر البشرة، ولكن الى جانب كل هذه الحسنات لا ينبغي ان ننسى العوارض السلبية التي ذكرناها والتي دفعت العلماء الى الاتجاه نحو التركيبات التي هي خلف لهذه المواد التي يروج لها اليوم بكثرة من "بروريتين" وأيضا بعض أنواع الأعشاب التي تمتلك نفس فعالية عمل الفيتامين (أ) دون وجود عوارض جانبية والعديد من البدائل التي وجدت هي لتخفيف كل هذه العوامل السلبية.

واستكملت، "فمثلا مادة "النياسيناميد" تعمل على تبييض البشرة ومقاومة التصبغات وقد أظهرت بعض الدراسات أن فوائدها للبشرة قد تتضمن مقاومة فرط التصبغ (Hyperpigmentation) وتفتيح البقع الدكناء، ولهذا السبب تحديدا يشيع استخدام النياسيناميد في بعض المراهم والسيرومات. ويعتقد أن هذا النفوذ للنياسيناميد ينبع من قدرته المحتملة على تثبيط قدرة الخَلِايا الميلانينيَّة (Melanocytes) على الوصول لسطح الجلد، وهذه الخلايا هي المسؤولة عن تكوين صبغة الجلد. ومن فوائده المحتملة انه يعالج ويخفف من مشكلة حب الشباب، والحد من شيخوخة البشرة وتعزيز إنتاج الكولاجين فيها وتحسين مرونتها لذلك من الممكن لاستخدامه أن يساعد على مكافحة التجاعيد والخطوط الرفيعة والتحكم بالعديد من علامات شيخوخة البشرة الأخرى".


الأكثر قراءة

جنبلاط لـ "الثنائي الشيعي" ": جيبوا باسيل وخذوا فرنجية"... رئاسة بري لجلسات الحوار خط أحمر ... الرئاسة بعيدة ... وصيف ساخن ومفتوح