اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


الطفل الذي يحصل على عشر هدايا مثلاً لا يفرح بأي واحدة منها، لأن الفرح يتشتت ويتبدد داخله فلا يعرف الى اي منها يوجه فرحته. فعندما نعطي الأهمية الأكبر، نوجه الأطفال الى الاهتمام بالماديات واهمال المشاعر الأخرى، وقد يُفسد ذلك فرحة العيد التي يترقبونها فضلاً عن تأثيره السيىء في سلوكهم على المدى البعيد.

حتى نفهم كاختصاصية في علم النفس ما الذي يفعله جبل الهدايا في نفسية  الأطفال، يجب ان نعرف ما الذي يحتاجونه من والديهم بالدرجة الاولى. يشدد علم النفس في هذا السياق على أن "أكبر هدية يمكن ان تمنحها لطفلك هي مصاحبته ورعايته وتفهم نفسيته. ويذكر بأن الاطفال بحاجة دائماً الى نبع عاطفي لا ينضب. فأهم ما يجب ان يكتسبه الطفل في سنوات عمره الأولى هو اليقين والثقة بالنفس والتأكد من أنه محبوب، وذو قيمة كبيرة لوالديه، يقدره الآخرون ويحترمون شخصيته، واذا لم تكن هذه العلاقة العميقة والصلبة موجودة بين الأهل وأولادهم، فان الأطفال سيعانون مشاعر الاحباط وسوف تترسخ لديهم افكار سلبية مثل، "أنا لا قيمة لي الا بما لدي" أو "لم احصل على الهدية التي طلبتها اذا انا لا قيمة لي". ان غياب التوازن بين الاحتياجات العاطفية من جهة وكمية الهدايا من جهة، يولّد لدى الطفل شعوراً بالحاجة الى الاشباع المادي فقط ويتنامى هذا الشعور ليطغى على ما عداه من المشاعر الأخرى. ومن الاحتياجات العاطفية المقصودة هنا، شعور الأطفال بالاحترام والحب، والتقدير، وبأن أهلهم ينصتون اليهم، ويهتمون بهم وبمشاعرهم ويقدّرون اهتماماتهم. الأطفال يستعيضون عن هذا الخلل بتجميع الهدايا والأشياء المادية. وفي النتيجة سرعان ما تفقد الهدايا أهميتها لديهم مع الوقت، او بالعكس يصبون اهتماماتهم بالكامل عليها، ولا يظهرون اي اهتمام بالبيئة المحيطة بهم. لدى العديد من الاطفال غرفة مليئة بالألعاب، ومع ذلك يشعرون بالملل والبؤس. في المقابل، يشعر الأطفال بحب والديهم اذا ربطتهم بهم علاقة قوية، وتنمو شخصياتهم بشكل سليم ومتوازن.

وفق كاختصاصية في علم النفس القليل يعني الكثير، أي كلما قلّت الهدايا وزاد الحب نمت الشخصية ونضجت. وقيمة الهدايا تكمن في قدرتها على تحفيز التطور والابداع. وفي الوقت نفسه تحقيق المتعة الدائمة. لذلك على الأهل ابتكار افكار جديدة والتفكير جيداً في أنواع الهدايا التي يقدمونها لأطفالهم. وكذلك التركيز على الألعاب التي تعزز قدرتهم على التواصل مع الآخرين. الى ذلك ينصح علم النفس الآباء والأمهات باعطاء أبنائهم بعض الهدايا التي يصنعونها بأيديهم، فهي ستكون ذات قيمة كبيرة لدى الأطفال، تماماً مثل "المنح" العاطفية واللحظات السعيدة التي يمضونها معاً.


الأكثر قراءة

ملف الرئاسة: اللجنة الخماسية تحشر نفسها بالوقت فهل تنعى مهمتها في آخر أيار؟ قطر تجدد مساعيها من دون أسماء وجنبلاط الى الدوحة اليوم بدعوة رسمية جبهة الجنوب مرشحة للتصعيد... ومفاجآت حزب الله تنتظر العدو