اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تكاد جبهة الجنوب الملتهبة تخرج عن قواعد الاشتباك، في ضوء ارتفاع وتيرة المواجهات بين حزب الله وجيش العدو الاسرائيلي، الذي تعرض في الاونة الاخيرة الى ضربات موجعة ومباشرة تجاوزت توقعات قادته.

ومنذ اندلاع الحرب على هذه الجبهة، تعامل الحزب مع تهديدات قادة العدو من خلال الميدان، وكان حريصا على الرد المباشر على هجمات وغارات الطيران "الاسرائيلي" واستهداف المدنيين بتوسيع وزيادة هجماته الصاروخية المركزة على المواقع والاهداف العسكرية والمستوطنات "الاسرائيلية"، كما حصل اول من امس في كريات شمونة ردا على قصف بنت جبيل.

ورغم التعتيم وفرض الرقابة العسكرية المشددة على الخسائر في صفوف جيش العدو، فان ما استطاعت وسائل الاعلام "الاسرائيلية" بثه، يعكس ويكشف حجم هذه الخسائر، لا سيما في الآونة الاخيرة.

وبموازاة ارتفاع حدة المواجهات في الايام الماضية، نفذ طيران العدو عملية اغتيال لاحد المسؤولين العسكريين في الحرس الثوري رضى الموسوي في دمشق، موسعا نطاق استهدافاته مجددا لتطاول مباشرة طهران.

ووفقا للمراقبين، فان هذا الاعتداء "الاسرائيلي" المباشر على ايران  لن يمر من دون رد، كما عبّر الرئيس الايراني وكبار المسؤولين وقادة الحرس الثوري. ومن الصعب معرفة المكان والزمان لهذا الرد، لكن من المرجح الا يتأخر، وان يأخذ شكلين: رد مباشر من طهران، ورد آخر من محور المقاومة، اكان من العراق او اليمن او سوريا، او حتى من داخل فلسطين المحتلة. اما بالنسبة لحزب الله فان المواجهات العنيفة التي يخوضها مع العدو منذ اندلاع حرب غزة وحتى اليوم، تعتبر رد فعل مستمر على الحرب العدوانية التي يشنها الكيان "الاسرائيلي" على محور المقاومة في كل الاتجاهات.

ومع ارتفاع وتيرة التصعيد الناري في المنطقة، تتزايد المخاوف من توسّع نطاق الحرب مع العدو الاسرائيلي. لكن مصدرا قياديا حزبيا يقول ان اندلاع حرب اقليمية واسعة ما زال امرا مستبعدا، لافتا الى ان الادارة الاميركية وايران لا ترغبان بحدوث مواجهة مباشرة.

ويضيف المصدر ان رهان رئيس حكومة العدو نتنياهو على العملية البرية لجيشه في غزة قد فشل بعد اكثر من ثمانين يوما، بسبب نجاح حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية في القطاع من تحقيق ضربات موجعة وقوية لالوية جيش العدو المتوغلة شمالا وجنوبا.

وبسبب المأزق الذي وقع فيه، ما زال نتنياهو يحاول تجاوز الخطوط التي رسمتها واشنطن للحرب، وقد عمد مؤخرا بالتعاون مع بعض القادة المتطرفين الارهابيين في حكومته الى تسعير المواجهة مع حزب الله، اكان من خلال تكثيف الغارات العنيفة للطيران الحربي على القرى والبلدات الحدودية الجنوبية، ام من خلال توسيع نطاق هذه الغارات على بعض المناطق في عمق الجنوب، خارج اطار ما يسمى بمنطقة قواعد الاشتباك.

ويلفت القيادي الحزبي الى ان حزب الله تعامل باسلوب دقيق وحازم في الوقت نفسه مع هذا التصعيد، ونفذ هجمات مركزة وشديدة الفاعلية بالصواريخ والمسيرات الهجومية والانقضاضية على الاهداف العسكرية والمستوطنات "الاسرائيلية" التي تبعد نسبيا عن الحدود، ووصلت مسيراته الى حيفا كما حصل امس.

وبرأي المصدر ان ما صدر عن المسؤولين الايرانيين وقائد الحرس الثوري منذ يومين، اكد ما اكده الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله مرارا ان قرار حزب الله هو قرار مستقل، على الرغم من انه جزء من محور المقاومة، وان هذا القرار على المستوى السياسي والعسكري مرتبط بتقويم قيادة الحزب للوضع المتعلق بحرب غزة والمواجهات مع العدو على الحدود الجنوبية، اضافة الى الوضع العام في المنطقة.

ووفقا للمصدر فان العدو الاسرائيلي يدرك تماما انه في حال وسع نطاق اعتداءاته، سيواجه ردا حاسما وقويا من حزب الله يوازي بل يتجاوز حجم اعتداءاته. وقد اثبتت المواجهات على جبهة الجنوب اللبناني منذ ٨ تشرين الاول هذه المعادلة التي فرضها ويفرضها الحزب.

ويخلص المصدر الى القول ان تهديدات قادة العدو وما يسعى اليه نتنياهو، يندرج في اطار سياسة الهروب الى الامام، خصوصا في ضوء الخسائر الكبيرة التي منيَ بها جيش الاحتلال الاسرائيلي في غزة وعلى جبهة لبنان، حيث تجاوز عدد قتلاه وفق اعترافه خمسمئة قتيل، وبلغ عدد الجرحى الآلاف اعترفت وزارة حرب العدو بثلاثة آلاف منهم.


الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت