اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لا شك ان دخول الحرس الثوري الايراني مساء الاثنين على خط القتال المحتدم في المنطقة، قاصفا بصواريخ باليستية "مراكز تجسس وتجمعات لجماعات إرهابية مناهضة لإيران" في العراق وسوريا، يؤشر لدخول المنطقة منعطفا جديدا، خاصة وانه يتزامن مع ضربات وجهتها واشنطن مؤخرا لمراكز للحوثيين في اليمن، ردا على ما تعتبره "تجاوزات وتعديات"  يقومون بها في البحر الاحمر.

فبعد ان كانت ساحات القتال في منطقة الشرق الاوسط في السنوات الماضية متروكة للوكلاء اي حلفاء الطرفين، يشكل قرارهما بالتحرك شخصيا عسكريا في هذا التوقيت بالذات تحوّل نوعي، يخشى كثيرون ان يكون الشرارة التي تؤدي الى اندلاع الحرب الكبرى، التي تقول كل القوى انها تتجنبها لكنها جاهزة لخوضها.

وترد واشنطن قرارها التدخل عسكريا في البحر الأحمر لردع الحوثيين واعادة تثبيت دورها الاستراتيجي في الممرات البحرية، بعدما وجدت ان الامور تخرج عن سيطرتها كليا عند مضيق باب المندب، وان الآثار الاقتصادية لمهاجمة الحوثيين للسفن العابرة باتجاه "اسرائيل" او العائدة منها كبيرة جدا. وتقول مصادر واسعة الاطلاع ان "واشنطن وجدت نفسها مضطرة للتدخل عسكريا في البحر الأحمر ولم تقم بذلك بحماسة، اذ دققت طويلا بمنافع وتداعيات هكذا قرار قبل اتخاذه"، لافتة " الى انه "حتى ولو كانت تعلم ان ذلك قد لا يردع الحوثيين تماما، الا انه لا شك يجعلهم يعيدون حساباتهم قبل القيام بأي هجوم، كما انه يساعد على الارجح بتقليص الهجمات التي بلغت مستوى غير مسبوق مؤخرا".

اما قرار الحرس الثوري الدخول عسكريا على الخط، فله ٣ اسباب استراتيجية بحسب المصادر:

- السبب الاول مرتبط بواشنطن للقول ان طهران حاضرة بقوة في المنطقة، سواء عبر حلفائها او ذاتيا، وبالتالي هي مستعدة لكل السيناريوهات وحتى السيىء جدا منها.

- السبب الثاني مرتبط ب "اسرائيل"، باعتبار ان الاهداف التي طالتها صواريخ الثوري الايراني هي بشكل اساسي أهدافا "اسرائيلية". وتحاول طهران بذلك ان توجه رسالة قاسية ل "تل أبيب" مفادها ان استراتيجية وحدة الساحات ناشطة الى ابعد حدود وهي تمت من ايران وتصل الى الاراضي الفلسطينية المحتلة.

- السبب الثالث له علاقة بالاكراد وبالتهديد الذي يشكلونه على الحدود الايرانية، وتسعى طهران لتوجيه رسالة بالنار إليهم مفادها ان لا تهاون على الاطلاق مع "التهديدات والاعمال الارهابية" التي ينفذونها.

وبحسب المعلومات، لن تكون الضربات التي وجهها الحرس الثوري لاهداف محددة هي الاولى والاخيرة، وهو يترك لنفسه تحديد توقيت تنفيذ ضربات جديدة ومكانها.

وفي الوقت الذي يخشى كثيرون ان تؤدي الضربات الاميركية في اليمن وتلك الايرانية في اربيل وسوريا الى اشعال فتيل الحرب الكبرى في المنطقة، تعتبر المصادر ان ما يحصل يندرج باطار "التصعيد الكبير والضغوط القصوى التي تسبق التسوية الكبرى"، لافتة الى اننا "قد نكون على موعد مع مزيد من التصعيد العسكري على كل الجبهات في الأسابيع المقبلة، لكن احتمالات الحرب تبقى ضعيفة طالما اللاعبون الاساسيون لا يريدونها، وابرزهم الولايات المتحدة الاميركية وايران واوروبا.. حتى "اسرائيل" التي كانت متحمسة لشن حرب على لبنان، اعادت على ما يبدو حساباتها مع تقهقر جيشها وتراجع آدائه بعد اشهر من القتال".