اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


ايلون ماسك، الرجل الذي قد نراه قريباً يختال على سطح المريخ، هدد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بـاحراق شاربيه من الفضاء. تلك هي لعبة القرن، بل ولعبة الأزمنة. ما بعد التكنولوجيا. حين نكون نحن ما قبل التكنولوجيا. كيف لنا أن نكون دولاً قابلة للبقاء؟ أن يكون لنا مكان في الفضاء ليكون لنا مكان على الأرض...

انه زمن "العين الفضائية" التي الحقت بنا تلك السلسلة من الكوارث، وقد تلحق بنا أكثر. لا شك أن ثمة عيوناً بشرية (عيوناً صفراء) انتشرت في كل مكان. لم تغرز خناجرها في ظهر المقاومة، وانما في ظهر لبنان، ليكون حلمنا أن تتوقف النار، بالتهليل لآموس هوكشتين الذي اذ استساغ قهوتنا لا بد أن يستسيغ لحمنا، وكم تناثرت أشلاؤنا على الجدران المهدمة. حتى العراء بدا مهدماً، كما في احدى روائع خوسيه ساراماغو. من فتح ابواب الجحيم هو الذي يقفلها. ولكن ألم يحدث المقاومون زلزالاً داخل المؤسسة العسكرية الاسرائيلية؟

قادة عسكريون، وأمنيون، يرفعون الصوت "انها المقبرة اللبنانية". يسألون "لماذا بقاؤنا في هذه المقبرة؟"، وان كانت مشكلتنا في تلك الأرمادا الجوية التي نشرت الموت الهائل (الموت اليومي) والخراب الهائل (الخراب اليومي) الذي يجعلنا نسأل كيف لايران التي لا ننسى، ولن ننسى، ما قدمته لنا لاجتثاث الأقدام الهمجية من أرضنا، أن تقود "محور الممانعة"، وأن تفجر الجبهات، وهي تستعرض قوتها العسكرية أمام الملأ، ودون أن تمتلك أي طائرة، أو أي منظومة دفاعية، حتى أن طائرة الهليكوبتر التي كان يستقلها الرئيس ابراهيم رئيسي وأدت الى مقتله، وهي أميركية، يعود صنعها الى عام 1968. بحثاً، في هذه الحال، عن الحليف الروسي، وعن الحليف الصيني؟

هكذا خاض العرب كل حروبهم (1956، 1967، 1973) ضد اسرائيل بالطنابر الروسية في مواجهة أحدث الطائرات الأميركية والأوروبية. اختلال مروع في سلاح الجو بدوره الحاسم في الحروب الكلاسيكية، حتى اذا ما ظهر يوري أندروبوف، في الكرملين، ولفترة وجيزة (12 تشرين الثاني 1982 ـ 9 شباط 1984 ) فتح الترسانة السوفياتية أمام السوريين الذين اسقطوا طائرة أميركية.

نعلم أن فلاديمير بوتين، الآتي مثل أندروبوف من الـ KGB، ورث، وبعد تفكك الأمبراطورية السوفياتية، دولة منهكة، وضائعة، حتى أن الملياردير اليهودي ميخائيل خودوركوفسكي راح يفاوض نجم وول ستريت جورج سوروس، اليهودي أيضاً، على شراء الكرملين لتحويله الى فندق، أو الى كازينو. كما ورث رئيساً كان يتدحرج مثل برميل الفودكا في قاعة القديسة كاترين، بينما كانت ابنته تتيانا، عشيقة اليهودي آناتولي تشوبايس، تبيع مؤسسات الدولة كما لو أنها تبيع ملابسها الداخلية.

من سعوا الى تفكيك الاتحاد السوفياتي، ونجحوا في ذلك، سعوا الى تفكيك الاتحاد الروسي، والا لماذا اصرار جو بايدن، وهو رجل "الدولة العميقة" في البيت الأبيض، على الحاق أوكرانيا، بالتداخل التاريخي والجغرافي مع روسيا، بحلف الأطلسي، بالتالي نصب صواريخ كروز على اسوار الكرملين. هكذا تتحلل الدولة الروسية، لتشكل سيبريا المتاخمة لمضيق بيرنغ، الولاية الحادية والخمسين بعدما كان الكسندر الثاني، العائد خائباً من حرب القرم، قد باع آلاسكا ألى الرئيس أندرو جونسون (1867).

بعد فوات الأوان، بدأت ايران بتغليب السياسات البراغماتية على الاثارة الايديولوجية. الاسرائيليون عرفوا كيف يلعبون على نقاط الضعف العسكرية والاستخباراتية، في ايران، لتبدو المنشآت النفطية والنووية، وحتى المنشآت السياسية، هدفاً للقاذفات الاسرائيلية، بالتداعيات الكارثية ان كان على الدولة الايرانية أو على النظام الايراني. قائد الحرس الثوري كان قد قال "اذا اعتدت علينا اسرائيل، فستفتتح عليها أبواب جهنم". كيف "حزب الله يمتلك 100000 صاروخ". هل المقاومة للدفاع عن لبنان أم للدفاع عن ايران؟

ما يحدث على أرض الجنوب أكثر من أن يكون اسطورياً. ولكن ماذا لمواجهة القاذفات التي لا تتوقف عن العمل على مدار الساعة؟ هنا الرهان على وقف النار كما لو أنه الرهان على ليلة القدر، لتغدو حياة اللبنانيين، العالقة بين أسنان نتنياهو عالقة بين شفتيه أيضاً.

تريدون التعرف على غطرسة أركان الآئتلاف؟ ثمة من رأى أن الرضوخ لدعوة دونالد ترامب الى وقف النار، "قد يجعله يطلب منا الأكثر". متى لم يكن رجل البيت الأبيض رجل الهيكل؟!

الأكثر قراءة

العلويّون ضحايا العلويين