اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يشبه الوضع في المنطقة بركانا نشطا جدا قابلا للانفجار في اي لحظة. فبدل ان تنتج كل الجهود الدولية والدبلوماسية المبذولة احتواء للحرب ونجاحا بحصر رقعتها والقوى المنخرطة فيها، يبدو ان الصراع يتوسع مع مرور الوقت على كل المستويات، سواء لجهة رقعته وامتداداته او لجهة اللاعبين المعنيين فيه خاصة بعد قرار اؤلئك الكبار التدخل شخصيا وعلى رأسهم ايران والولايات المتحدة الاميركية.

فبعد ان تصدر الحوثيون في الاسبوعين الماضيين الاهتمامات بتصعيدهم في البحر الاحمر وقرار واشنطن الرد المباشر عليهم بقصف مراكزهم في اليمن، طرح دخول الحرس الثوري على الخط اكثر من علامة استفهام خاصة وان ضرباته التي استهدفت اراضي عراقية واخرى باكستانية تهدد اليوم بأزمة مع تلك البلدان ما يفاقم الصراع القائم ويعقده.

ويتحرك محور المقاومة، بدهاء. اذ بات واضحا انه يكثف ضغطه العسكري بعد تفعيل سياسة "وحدة الساحات" التي اعتقد كثيرون انه تخلى او تراجع عنها في الاسابيع الاولى من الحرب على غزة، ليجدوا اليوم انها قائمة اكثر من اي وقت مضى وقد تكون العامل الابرز الضاغط على "اسرائيل" الذي سيدفعها لوقف الحرب.

فصحيح ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو اعلن مؤخرا ان الحرب على "حماس" قد تستمر حتى العام 2025، الا ان الرياح قد لا تجري بما تشتهيه سفن نتنياهو الذي يدرك تماما ان انتهاء الحرب سيعني نهايته سياسيا لذلك يسعى بكل ما اوتي من قوة ونفوذ لاطالة امدها من دون استبعاد سعيه لتوسيع الحرب على لبنان في حال استشعر ان نهاية حرب غزة باتت وشيكة، ومعها نهايته.

وتشير مصادر واسعة الاطلاع الى ان "الضغط العسكري المتصاعد الذي تقوم به ايران وحلفاؤها وهو ضغط مدروس جدا كي لا يؤدي لحرب كبرى، اضافة للضغط الداخلي الذي يتعرض له رئيس وزراء العدو، سيطيحان على الارجح بخطط نتنياهو وبخاصة ان حركة "حماس" باتت تبرع في التفاوض خاصة بعدما ربطها اي نقاش او حديث بمصير الاسرى الاسرائيليين بوقف نهائي لاطلاق النار". وتضيف المصادر لـ "الديار":"تدرك حماس اليوم انها تمتلك ورقة ذهبية هي ورقة الاسرى وانها اذا فرطت بها فذلك سيقلب الامور رأسا على عقب وبخاصة ان المجتمع الاسرائيلي بات يؤيد من حيث يدري او لا يدري الطرح الحمساوي ويدفع لانهاء الحرب لضمان استعادة الاسرى".

وتشدد المصادر على ان "موضوع الهدن مقابل الافراج عن اسرى لم يعد مطروحا" مشيرة الى انه "رغم الإجرام الاسرائيلي المتمادي وصعوبة الوضع الانساني في القطاع، الا ان المقاومة في غزة لا تزال متماسكة وقوية وتدرك ان تماسكها وصبرها هما اللذان سيجبران العدو على ايقاف آلة القتل والدمار".

ويُدرك كل الوسطاء الذين يعملون على حل للازمة وابرزهم قطر ان اتفاق الهدنة السابق لم يعد يمكن استنساخه، وان الامور معقدة جدا للخروج بطروحات اخرى وبخاصة ان الحلول المؤقتة التي تلحظ افراجا عن اسرى باتت طروحات اسرائيلية، فيما تتمسك "حماس" وحلفاؤها بالحل النهائي.

وتشير المصادر الى ان "اتفاق دخول الادوية والمساعدات الى غزة اتفاق صب كليا لمصلحة "حماس" واكد مدى التخبط الذي تعيشه حكومة العدو"، معتبرة اننا حاليا في "مرحلة الضغوط القصوى واللعب بالنار. فكل القوى وضعت اوراقها على الطاولة وباتت تضغط فيها. والخشية هنا من ان تؤدي عملية ما امنية او عسكرية الى تفجير المنطقة برمتها بحيث اننا اليوم في حقل من الالغام الكبيرة الحجم، فاذا انفجر احدها بلاعب من اللاعبين فذلك سيؤدي لتشظي الكل دون استثناء".

بالمحصلة، ان ثبات وصمود محور المقاومة اسابيع اضافية بعد مقابل التخبط والفشل الاسرائيلي الحالي سيسرع نهاية حرب غزة، شاء نتنياهو ذلك ام ابى... الا اذا قرر الانتحار وجر المنطقة ككل معه الى الهاوية... فعندئذ تكون الكارثة الكبرى.


الأكثر قراءة

بكركي ترفض «دفن الديمقراطية وخلق السوابق» وبري يعتبر بيان «الخماسية» يُـكمل مبادرته شرف الدين يكشف لـ«الديار» عن لوائح للنازحين تنتظر موافقة الامن الوطني السوري تكثيف معاد للإغتيالات من الجنوب الى البقاع... والمقاومة مستمرة بالعمليات الردعية